أعلنت السلطات الفرنسية أمس، أن التهديد الإرهابي ما زال في ذروته في البلاد، وأشارت الى إحباط هجوم على موقع عسكري، خطّط له عدد من الشبان وجندي سابق. وقالت مصادر مطّلعة على ملف التحقيق إن الموقوفين الذين تُراوح أعمارهم بين 16 و19 سنة، كانوا ينوون خطف ضابط وقطع رأسه، لترويع الرأي العام بمحاكاة اعتداءات تنظيم «داعش». وكان مقرراً أن ينفَّّذ الهجوم أواخر كانون الأول (ديسمبر) أو كانون الثاني (يناير) المقبلين، ليتزامن مع ذكرى اعتداء «شارلي ايبدو» الذي أوقع 17 قتيلاً في باريس بداية السنة. وأحبطت السلطات المخطَّط بتوقيف أربعة شبان لا يزال ثلاثة منهم محتجزين على ذمة التحقيق في مقر الاستخبارات قرب باريس، فيما أُطلِق رابع في السادسة عشرة من عمره، كما أفاد مصدر قضائي. وقال مصدر قريب من الملف إن الموقوفين الثلاثة «يعلنون انتماءهم الى داعش»، وهم: شابان في السابعة عشرة والتاسعة عشرة من العمر وعسكري سابق في الثالثة والعشرين من سلاح البحرية. ونُفِّذت الاعتقالات قرب باريس في جنوبفرنسا وشمالها، وقال وزير الداخلية برنار كازنوف ان والدة «المحرض الرئيسي» الذي يبلغ السابعة عشرة، أبلغت السلطات «ميوله للتوجُّه إلى سورية» بعدما كان «تحت المراقبة بسبب نشاطاته على شبكات التواصل الاجتماعي ومع جهاديين فرنسيين مسجونين». وتفيد اعترافات الموقوفين بأنهم كانوا ينوون مهاجمة «قائد مفرزة» في منشأة للبحرية قرب كوليور في منطقة بربينيان (جنوب)، وقطع رأسه وبث صور للجريمة على شبكة الإنترنت. واختير الضابط بتحريض من الجندي السابق الذي عُرِف باسم «جبريل» وانتهى عقده في كانون الثاني 2014، بعد إجازات مرضية عديدة. ويضم مجمّع كوليور العسكري مركزاً لتدريب القوات الخاصة الفرنسية. وجاءت الاعتقالات إثر تحقيق بدأه قضاة مكافحة الإرهاب في 23 حزيران (يونيو)، ويأتي الإعلان عنها غداة كشف الرئيس فرنسوا هولاند، على هامش زيارة لمرسيليا (جنوب)، إحباط «أعمال إرهابية هذا الأسبوع» في فرنسا. وذكر وزير الداخلية ان التحقيق لم يؤكد وجود اي صلة «في هذه المرحلة» بالانفجار المزدوج والحرائق التي تلته الثلثاء في مصنع بتروكيماويات في منطقة مارسيليا. لكن الحكومة عمدت الى تشديد التدابير الأمنية حول كل المواقع الصناعية الحساسة. وقال رئيس الوزراء مانويل فالس: «نواجِه تهديداً إرهابياً لم نشهده سابقاً»، مكرراً ما قاله كازنوف: «من أجل مواجهة التهديد الإرهابي المرتفع، لن نتهاون في شيء يتعلق بسلامة الفرنسيين». وأشار كازنوف إلى أن 1850 فرنسياً أو مقيماً في فرنسا «يشاركون في شبكات جهادية، منهم حوالى 500 في سورية أو العراق».