قامت وحدات خاصة في قوات الشرطة والدرك الفرنسية صباح أمس، في ستراسبورغ شرق فرنسا بتوقيف عدد من الأشخاص يشتبه بأنهم شاركوا في الجهاد في سورية، على ما أفاد مصدر في الشرطة. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن العملية تمت «في شكل ممتاز، وإنها تؤكد مجدداً عزم الحكومة الفرنسية التام على مكافحة الإرهاب» ومنع «تضليل الشباب بدفعهم إلى التطرف». وأفادت مصادر الشرطة بأن المعتقلين الستة كانوا توجهوا إلى سورية في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي مدعين أنهم يريدون قضاء عطلة فيها، وان هناك «شكوكاً تحمل على الاعتقاد بأنهم التحقوا بأحد معسكرات التدريب» في سورية. وأضافت أن نشاطاتهم على إنترنت كان ملحوظاً، وأنه أظهر أنهم على تواصل مع إحدى شبكات التجنيد، وأن التحقيقات ستتيح الكشف عن صحة ذلك أو عدمه. وذكر كازنوف أن الشباب الذين يتوجهون إلى الخارج للجهاد يكونون على صلة مع مجموعة إرهابية، ولذا فإن أسلوب التعامل معهم واضح لدى عودتهم إلى فرنسا حيث يعتقلون ويحالون على القضاء. وتم اعتقال الأشخاص الستة فجر الثلثاء في حي «لا مينو». ونفذ عناصر ملثمون ومدججون بالسلاح من وحدات النخبة في الشرطة والدرك التوقيفات في هذا الحي السكني الواقع جنوب غربي ستراسبورغ قرب الحدود مع ألمانيا. واتخذت فرنسا التي تدعم المعارضة في سورية أخيراً تدابير ل «ردع» الفرنسيين الساعين للانضمام إلى الجهاد في سورية و «معاقبتهم»، سعياً منها لاحتواء هذه الظاهرة التي يصعب التصدي لها واستحدثت الحكومة خصوصاً رقماً هاتفياً مجانياً يمكن عائلات الساعين إلى الجهاد من الاتصال به لإبلاغ السلطات. وقال مصدر مطلع على ملف الجهاديين في فرنسا، إن حوالى 780 شخصاً يقيمون في فرنسا غادروا إلى سورية للانضمام إلى مجموعات جهادية أو هم في طريقهم إلى سورية أو عادوا منها وتم إحصاء مقتل ثلاثين منهم وفق المصدر، فيما قدرت الحكومة في مطلع أيار (مايو) الجاري ب 285 عدد الفرنسيين الذين يقاتلون في سورية. ومن السهل الوصول إلى المنطقة الحدودية بين تركيا وسورية بالسيارة أو الحافلة انطلاقاً من فرنسا لتفادي عمليات التثبت من الهوية في المطارات والإفلات من رادارات المحققين، ومن ثم الانتقال من هناك إلى سورية. وهناك عشرات التحقيقات القضائية المفتوحة في فرنسا في هذا السياق، وتخشى أجهزة الاستخبارات أن يقوم بعض الذين انضموا إلى القتال في سورية عند عودتهم بارتكاب أعمال إرهابية في فرنسا. وتواجه السلطات الفرنسية معضلة، إذ تسعى لمنع الشبان من الذهاب للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سورية، في حين أن باريس تدين دمشق وتدعم رسمياً مقاتلي المعارضة السورية.