اتسعت الخلافات داخل حركة «مجتمع السلم»، التي تمثل تيار الإخوان المسلمين في الجزائر، بين قيادتها الحالية والسابقة ممثلة بالرئيس السابق أبو جرة سلطاني، كما سادت أجواء سلبية علاقات الحركة بتكتل أحزاب المعارضة الذي تنتمي إليه، بسبب لقاء سري جمع قياداتها بمدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى. وانتقد شركاء الحركة في المعارضة «سياستها غير الواضحة»، منذ إعلانها عن اللقاء المفاجئ مع أويحيى، وسرعان ما توسّع الخلاف داخل صفوفها، بعد اعتراض جناح يقوده رئيسها السابق سلطاني. ولام سلطاني خلفه الرئيس الحالي ل «مجتمع السلم» عبدالرزاق مقري، على تقاربه مع السلطة ولقائه بأويحيى لمدة ساعتين في مقر الرئاسة، على رغم أنه كان من أبرز المعارضين لمشاركة الحركة في الحكومة. وكان مقري يتّهم سلطاني أثناء فترة رئاسته للحركة، ب «مهادنة» السلطة، فيما كان يوصف الأول بالمعارض الراديكالي الذي نقل حزبه إلى صفوف المعارضة. ودعى الحزب الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ مساء أول من أمس، وجّه فيه تحذيراً شديداً لسلطاني بسبب تعليقاته حول اللقاء. وذكر مصدر مأذون له، أن الحركة «تدعو سلطاني إلى الانضباط واستعمال حقّه في التعبير عن آرائه داخل المؤسسات، وتدعوه إلى الابتعاد عما من شأنه أن يتسبّب في تشويش الرأي العام وإضفاء ضبابية على توجهات الحركة ومواقفها، بعيداً كل البعد من الواقع الموجود داخل الحركة ومؤسساتها». ويُعتقد أن سلطاني استغلّ فرصة لقاء مقري بممثلي الرئاسة، لتصفية حساب قديم بينهما، حيث اعتبر أن الحركة في صدد العودة إلى ما قبل عام 2011، في إشارة إلى وضعها السياسي السابق كشريك في الحكومة والسلطة. وكانت حركة «مجتمع السلم» التي أسّسها زعيم الإخوان الراحل، محفوظ نحناح، انخرطت منذ عام 1994 في الحكومة حتى حزيران (يونيو) 2012، عندما قررت الانسحاب وعدم المشاركة في الحكومة التي تلت الانتخابات التشريعية التي جرت في أيار (مايو) من العام ذاته. وتشارك حركة «مجتمع السلم» في تكتل سياسي معارض يحمل اسم «تنسيقية الانتقال الديموقراطي»، تأسس بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في نيسان (أبريل) من العام الماضي. وتلتزم التنسيقية بسقف مرتفع من المطالب «الراديكالية» تجاه السلطة، أبرزها رفض الحوار مع الأخيرة وتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة. وذكر رئيس حزب «جيل جديد»، المشارك في التنسيقية، سفيان جيلالي، أن مقري لم يستشر التكتل المعارض للحوار مع السلطة. أما مقري فأوضح في صفحته على موقع «فايسبوك»، أنه أطلع قادة التكتل على موعد لقائه بأويحيى.