بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما العمل لتسويق الاتفاق الإيراني في أكثر من اتجاه مع حصره في الإطار النووي، وقال في مؤتمر صحافي عقده مساء امس ان الاتفاق هو افضل طريقة لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي. واكد ثقته ان ايران لن تتمكن من صنع قنبلة نووية. لكنه اضاف ان إيران ما زالت تمثل تحديات لمصالح الولاياتالمتحدة وقيمها في المنطقة والعالم حتى من دون سلاح نووي. وفي حديث الى صحيفة «نيويورك تايمز» قال اوباما أن «لا ثقة لديه بالقيادة الإيرانية، التي نعرف أنها ستملك مالاً أكثر لصرفه على الإرهاب». وتعهد اوباما في اتصال هاتفي استمر 20 دقيقة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، «العمل مع الشركاء في الخليج لمواجهة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار، وتحفيز الحلول لأزمات المنطقة»، مؤكداً «أهمية وقف القتال في اليمن ووصول المساعدات لليمنيين من كل أطراف النزاع». وأفاد البيت الأبيض بأن «الرئيس قدم تعازيه الشخصية إلى خادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير سعود الفيصل، وناقش معه تفاصيل الاتفاق مع إيران، والذي شدد على أنه «يوفر ضمانات لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وقطع كل مسارات حيازتها قنبلة ذرية وتأكيد سلمية برنامجها». وذكرت وكالة الانباء السعودية ان خادم الحرمين اجاب اوباما بأن المملكة تؤيد أي اتفاق يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي، ويشمل في الوقت ذاته آلية تفتيش للمواقع كافة. وتلقى وزراء خارجية دول مجلس التعاون اتصالاً مساء اول من امس (الثلثاء) من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أطلعهم خلاله على تفاصيل الاتفاق مع ايران. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني، أن الوزراء عبروا عن أملهم في أن يؤدي الاتفاق إلى إزالة المخاوف في شأن برنامج إيران النووي بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ويجنبها سباق تسلح نووي. وأكد كيري في المقابل التزام بلاده بنتائج القمة الخليجية - الأميركية، التي عقدت في كامب ديفيد، وبمواصلة التنسيق والتشاور وتكثيف الجهود مع دول المجلس التعاون بما يسهم في تطوير المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، واتفق الجانبان على عقد اجتماع بينهما في المنطقة قريباً. وقرر أوباما إرسال وزير الدفاع آشتون كارتر إلى إسرائيل ودول المنطقة، فيما يزور وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند تل أبيب اليوم «لنقل رسالة إليها تفيد بأن الاتفاق يُطمئن العالم إلى إغلاق كل الطرق أمام صنع إيران قنبلة نووية»، ولكنه استدرك أمام البرلمان البريطاني، بأن «إسرائيل لن تقبل أي اتفاق مع إيران، لأنها تريد حالة مواجهة دائمة، ولا أعتقد أن هذا الأمر من مصلحتنا ومصلحة المنطقة». كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس انه ينوي زيارة ايران قريبا بعد ابرام الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى. ولم يحدد موعد هذه الزيارة التي قد تصبح واحدة من اولى الزيارات لمسؤولين غربيين الى طهران بعد الاتفاق. الى ذلك، كثفت الإدارة الأميركية جهودها مع الكونغرس للمصادقة على الاتفاق، الذي يتوقع التصويت عليه في أيلول (سبتمبر) المقبل، علماً أن الغالبية الجمهورية في الكونغرس تستمر في معارضة الاتفاق، لكنها تفتقد غالبية أصوات الثلثين لتعطيله بعد فيتو محتمل من أوباما. وبعدما توجه جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، إلى مقر الكونغرس مع المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، صرح عضو مجلس النواب الأميركي ستيف إسرائيل بأن «بايدن أبلغ النواب الديموقراطيين أن الاتفاق لا يزيل خيار العمل العسكري، وأنه إذا انسحبت واشنطن منه فسينهار نظام العقوبات بالكامل». ووزعت البعثة الأميركية في الأممالمتحدة مشروع قرار على مجلس الأمن لإقرار الاتفاق وإلغاء العقوبات المفروضة على إيران، مع إبقاء حظر استيرادها أسلحة وتكنولوجيا صواريخ باليستية. وسيُصوّت الأعضاء ال15 على مشروع القرار الأسبوع المقبل. وفي المقابلة مع «نيويورك تايمز»، قال أوباما: «لا تحكموا على الاتفاق من خلال كيف سيؤثر على تصرفات إيران العدوانية تجاه بعض جيرانها العرب، أو إذا كان سيؤدي إلى انفراج سني– شيعي، إذ يجب تقويمه من خلال هدف واحد هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي خلال السنوات العشر المقبلة». وأقرّ الرئيس الأميركي باحتمال امتلاك إيران، وفق الاتفاق، مالاً أكثر لصرفه على نشاطات داعمة للإرهاب، وأشار إلى أن المخاوف منها «مشروعة، إذ يصوّب حزب الله اللبناني عشرات آلاف الصواريخ نحو إسرائيل، وتخشى دول الخليج من محاولة طهران زعزعة الاستقرار داخل بلدانها». وحض على حوار عربي - إيراني لخفض التشنج، واحتواء الفتنة المذهبية.