يبدو أن حلم إيران بامتلاك أسلحة نووية تبدد في مدينة لوزان السويسرية أمس، وذلك بعد توصل دول (5+1) لاتفاق إطاري مع طهران بخصوص برنامجها النووي، لن يمكنها من صنع قنبلة نووية. وعلى الرغم من وصف ما توصل إليه المجتمعون في سويسرا من اتفاق مع إيران ب"التاريخي"، إلا أن التفاؤل الحذر كان سيد الموقف تجاه هذه الخطوة، وهو ما انعكس جليا على تعليق للرئيس الأميركي باراك أوباما، حينما حذر طهران من أن العالم يراقبها للتأكد من التزامها بالاتفاق، وزاد بالقول "إذا لجأت إيران إلى الخداع فإن العالم سيعرف". ويسيطر القلق على الدول العربية والخليجية تحديدا، إزاء مساعي إيران لامتلاك سلاح نووي، وسط استمرارها بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولها. وعلق وزير الخارجية الأميركي بعد الاتفاق بالقول إن بلاده لا تزال قلقة للغاية من أنشطة إيران في المنطقة. رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أمس، بالاتفاق المبدئي بشأن برنامج إيران النووي ووصفه ب"التاريخي"، إلا أنه حذر طهران من أن العالم يراقبها ليتأكد من التزامها بالاتفاق. وأعلن مصدر غربي أن القوى الست وإيران اتفقوا على تعليق أكثر من ثلثي قدرات التخصيب الإيرانية الحالية ومراقبتها عشر سنوات. وكشفت ورقة حقائق أميركية أن إيران وافقت على تقليص مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب البالغ 10000 كيلوجرام إلى 300 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3.67% لمدة 15 عاما. وقال الرئيس الأميركي "إذا لجأت إيران إلى الخداع فإن العالم سيعرف"، موضحا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد محادثات ماراثونية في مدينة لوزان السويسرية يقوم ليس على الثقة بل على "التحقق غير المسبوق". وأوضح أوباما في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض "اليوم،(أمس) توصلت الولاياتالمتحدة مع حلفائها وشركائها إلى تفاهم تاريخي مع إيران سيمنعها من حيازة السلاح النووي في حال تم تطبيقه كاملا". ويخضعها لعمليات تفتيش دقيقة ومكثفة. وأضاف أن "إيران وافقت على نظام شفافية وعلى عمليات تفتيش هي الأكثر عمقا في تاريخ التفاوض حول البرامج النووية"، مشددا على أن إيران في نهاية المطاف لن يكون بإمكانها حيازة قنبلة تستخدم البلوتونيوم. وأشار إلى أن المفاوضين سيستمرون بالعمل على اتفاق حتى 30 من يونيو المقبل، مؤكدا، أن الكونجرس سيكون على اطلاع بالاتفاق مع إيران، وأن الكونجرس سيحرج الولاياتالمتحدة إذا رفض الاتفاق مع إيران. وشدد أوباما على أن الخيارات مفتوحة للتعامل مع إيران إذا أخلت بالاتفاق، ولدينا عدة بدائل مع إيران ضمنها العمل العسكري. وأشار إلى أن احترام إيران للاتفاق يتيح لها الانضمام إلى المجتمع الدولي. وقال إن إيران مازالت تلعب دورا سلبيا على صعيد دعم الإرهاب. وإن واشنطن ملتزمة بحماية حلفائها في المنطقة إزاء أي تهديد. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، أعلنت في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في لوزان، أن الاتفاق المستقبلي بين إيران والقوى الست سيتضمن موافقة من مجلس الأمن الدولي، وأن الأممالمتحدة ستصوت على الاتفاق النهائي مع إيران. وأضافت موجريني "هناك مشروع دولي مشترك سيساعد إيران في إعادة تصميم وبناء مفاعل مطور يعمل بالماء الثقيل في أراك". وقال ظريف، إن أميركا والاتحاد الأوروبي سيوقفان تطبيق العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي بموجب اتفاق شامل سيبرم بحلول 30 يونيو المقبل. من جانبه أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في بيان أن "أي اتفاق يجب أن يحد بشكل كبير من قدرات إيران النووية وأن يوقف إرهابها وعدوانيتها". وكان وزير الاستخبارات الإسرائيلية يوفال شتاينيتز أعلن في وقت سابق من أمس، أن كل الخيارات بما فيها العسكرية لا تزال مطروحة بالنسبة إلى إسرائيل بإزاء أي تهديد نووي من إيران. وفي ما يتعلق باعتراض أميركي محتمل على شن إسرائيل لعملية عسكرية ضد إيران، قال شتاينيتز، إن الدولة العبرية قصفت مفاعلا نوويا عراقيا في عام 1981 إبان حكم نظام صدام حسين على الرغم من معارضة الولاياتالمتحدة. وأضاف شتاينتز "قال رئيس الوزراء بوضوح إن إسرائيل لن تسمح أبدا لإيران بأن تصبح قوة نووية".