بين كل الأعمال التلفزيونية المقدَّمة، لا يجد عملاً آخر يتمنّى أن يشارك فيه، فيقول: «لو لم أتمكّن من المشاركة في سيلفي، لما تمنيت أن أشارك إلا فيه»، هكذا يجيب الممثل السعودي عبدالله الزهراني، عن سؤال تقليدي حول العمل الرمضاني الذي كان يتمنّى المشاركة فيه هذا الموسم، على رغم ظهوره في ثلاثة أعمال سعودية، هي: «حصاد الزمن» والمسلسل الكرتوني «عيال نوير»، إضافة إلى «سلفي». يصرّ الممثل السعودي الذي ظهر في عدد من حلقات العمل التلفزيوني الضخم «سيلفي»، الذي أنتجته قناة «إم بي سي» ولعب بطولته الممثل ناصر القصبي، إلى جوار نخبة من نجوم الدراما السعودية والخليجية والعربية، على وصف هذا العمل ب «سيد الأعمال الرمضانية»، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، حين يشدّد على أن حلقة «بيضة الشيطان» بجزءيها الأول والثاني، كانت أهم ما عُرض طوال الشهر الفضيل. ويقول الزهراني ل «الحياة» في سياق وصف «سيلفي» بسيد الأعمال العربية: «كل الأعمال العربية والخليجية المقدّمة تدور في فلك واحد، أما «سيلفي» فهو باختصار سيد الأعمال كلّها، وهو محور الأحاديث هذا العام»، قبل أن يعود ليرفض الآراء التي تتّهم العمل بالغرق في المحلية أو عجزه عن كسب اهتمام فئات عربية أعرض، ويتابع: «لو لم يعرض «سيلفي» إلا حلقة «بيضة الشيطان» لكفته. هذه الحلقة أعادت الدماء إلى الدراما السعودية، وأعادتنا إلى المسار الصحيح، وأقول ذلك باعتباري مشاهداً، علماً أني لم أشارك في الحلقة ذاتها». ولم يكن الجدل الرمضاني والآراء النقدية الإيجابية والسلبية حول ما يطرحه «سيلفي»، مقتصرة على حلقة «بيضة الشيطان»، إذ نال الزهراني نصيباً وافراً من الغضب والرضا بعد مشاركته في أولى حلقات العمل التي حملت عنوان «دنفسه». فالحلقة التي قصّت حكاية مطرب يبحث عن العودة إلى النجومية والأضواء، من خلال إعلانه اعتزال الغناء ونيّته الالتزام دينياً، فتحت الباب أمام كثير من الجدل، وهو ما يرحب به الزهراني فيقول: «كانت حلقة مختلفة في كل شيء، تتشابه الأفكار في كل دول العالم، لكنّ طريقة المعالجة هي الحد الفاصل، وتقديم عمل من ذلك النوع من الطبيعي أن يثير ردود فعل واسعة، ونحن نستفيد من كل تلك الردود. وشخصياً، أجد أن النقد بكل أنواعه، يطوّرني، والممثل القادر على استخلاص الدروس من كل نقد يتلقاه سيجد النجاح دائماً». ويبدو الزهراني المنتشي بالنجاح الكبير الذي صاحب عرض «سيلفي»، ممتناً جداً للقائمين على العمل، الذي ساهم في إعادة النجوم الشباب إلى التلفزيون، ومنحهم فرصة اكتساب خبرة عريضة، ويضيف: «أشكر عملاق الكوميديا الفنان ناصر القصبي، وكاتب العمل خلف الحربي، ومخرجه أوس الشرقي، وأشكر الوليد بن إبراهيم على ما تقدّمه مجموعة «إم بي سي» من جهود واضحة لدعم الفن والفنانين». وإضافة إلى «سيلفي»، أدى الزهراني دور بطولة في المسلسل الكرتوني «عيال نوير»، في تجربة تلقى الكثير من الترحيب في الأوساط السعودية، إذ تعيش الأعمال الكرتونية سنواتها الحقيقية الأولى، وهو ما يؤكّده الزهراني: «تجربة الكرتون في السعودية لا تزال وليدة، وهي في حاجة إلى مزيد من الوقف لتتطوّر. لكننا بدأنا نلحظ بوضوح نموّ شعبيتها، وفي صورة عامة حتى ذائقة المشاهد السعودي بدأت تتغير، لذلك وجدت بعض الأعمال المختلفة مساحات جيدة من الاهتمام، وعلى رأسها الأعمال الكرتونية». وكان الزهراني عرف طريقه إلى الدراما عبر المسرح، وهي التجربة التي يشدّد على أهميتها ودورها البارز في تطوير مختلف أنواع الفنون، إذ يبدو متفائلاً وهو يتحدث عن تجربة المسرح السعودي، معلّقاً: «لعبت مدينة الرياض دوراً كبيراً في إعادة إحياء المسرح السعودي، إضافة إلى الدور المميز التي باتت تلعبه جمعية الثقافة والفنون في الفترة الأخيرة، بقيادة المخرج رجاء العتيبي الذي كان طوال مسيرته، من أكبر الداعمين للمسرح السعودي». ولا ينسى الزهراني التطرق إلى القضية الأكثر جدلاً بين أوساط الشباب المهتمين بالفنون في السعودية، والمتمثلة في غياب دور العرض السينمائية، إذ يرى أن ذلك الغياب يبطئ أيضاً قدرة الدراما على النمو، وقدرة الجماهير على تطوير ذائقتها من خلال العروض السينمائية، ويختم قائلاً: «وجود دور سينما في السعودية سيكون حدثاً مهماً على الصعيد الفني، لكنه قبل ذلك كلّه، سيحلّ مشكلات بسيطة لكنها مهمة جداً، على رأسها مشكلة تكبّد هواة السينما نفقات السفر إلى الخارج لمتابعة أبرز الأعمال العالمية».