أثار مسلسل «سيلفي» الذي تعرضه قناة «إم بي سي» جدلاً كبيراً لليوم الثالث على التوالي، حينما كشفت حلقة أمس من المسلسل حقيقة تنظيم «داعش» الإرهابي، ودور دعاة الفتنة في الزج بالشبان إلى مواقع الاقتتال في سورية والعراق. وتناولت حلقة المسلسل ليل أمس، التي جاءت مكملة لحلقة سابقة خبايا تنظيم «داعش» الإرهابي وكيفية تجنيد الشبان وطريقة جز الرؤوس وسهولة التكفير لديهم، كما ناقشت قضية تهريب المقاتلين بين الحدود التركية والسورية. وتطرقت الحلقة إلى المخالفات الشرعية لدى التنظيم الإرهابي، التي تتمثل بقتل النفس بغير حق، والاعتداء على النساء والأطفال، وتخصيص سوق لبيع النساء، كما ختمت الحلقة مشاهدها بشاب يقطع عنق والده، الذي تراجع عن الفكر الإرهابي ل«داعش». وأثناء بث حلقة أمس، شن عدد من أفراد تنظيم «داعش» في مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً على بطل المسلسل ناصر القصبي وقناة «إم بي سي»، بحجة محاربة الإسلام، متوعدين بقتل القصبي، لأنه زنديق بحسب وجهة نظرهم. وتلقى الحساب الرسمي للممثل السعودي ناصر القصبي سيلاً من التهديد والشتائم على انتقاد تنظيم «داعش»، حتى وجه أحد أفراد التنظيم ويدعى «جليبيب الجزراوي» رسالة للفنان ناصر القصبي أثناء عرض الحلقة، كاتباً: «أقسم بالله لتندم يا زنديق ولن يرتاح بال للمجاهدين في الجزيرة حتى يفصلوا رأسك عن جسدك والأيام بيننا». وكتب القصبي تغريدة: «حسابي الآن يطفح بالشتامين والمهددين واللاعنين بكل فنون اللعن والتهديد والشتم، فأقول لهم قليلاً من الهدوء ورمضان كريم وترى حنا بأول يوم». فيما اعتبر عدد من المثقفين والإعلاميين السعوديين أن حلقتي المسلسل اللتين تطرقتا إلى تنظيم «داعش»، جاءتا مفيدتين، كونهما كشفتا حقيقة التنظيم الإرهابي، الذي لا يمت إلى الدين الإسلامي بصلة، مشيدين بتناول الأعمال الرمضانية للقضايا التي تهم المجتمع، خصوصاً الشبان، وتكشف حقيقة الجماعات الإرهابية. وقال المشرف على مسلسل «سيلفي» وكاتب حلقتي «بيضة الشيطان» خلف الحربي ل«الحياة»: «العمل يقدم عدداً من القضايا الاجتماعية، واختلاف وجهات النظر حول المسلسل طبيعية، وما سببته الحلقات الأولى من «سيلفي» من جدل فكري أمر وارد، لأنه كأي عمل معرض للنقد أو المدح». وأضاف أن العمل يسلط الضوء على قضايا عدة، إذ إن هناك عدداً من المواضيع التي سيتناولها في حلقاته المقبلة، «نحن لا زلنا في أول الشهر». وكان عدد من الدعاة أطلق حملة مقاطعة لبرامج قناة «إم بي سي» قبيل رمضان بأيام عدة، إلا أن معظمهم كتب تعليقات على مضمون الحلقات الأولى من مسلسل «سيلفي»، فيما كفّر أحد أئمة المساجد في السعودية خلال خطبته لصلاة الجمعة أول من أمس الممثل السعودي ناصر القصبي، وشنّ هجوماً عليه، لكنه بعدها بساعات تراجع عن فتواه. محام:ٍ يحق لناصر مقاضاة مكفريه أكد المحامي أحمد المالكي أن إصدار الفتوى من دعاة أو طلبة علم لا ينتمون لهيئة كبار العلماء يعتبر جريمة يعاقب عليها النظام، كون الدولة قصرت الفتيا على «كبار العلماء». وأضاف ل«الحياة»: «الفقهاء تشددوا في مسائل التكفير، ووضعوا لها ضوابط مشددة، وحينما يكفّر الشخص فهذه إباحة لقتله، لذلك تنبه ولي الأمر لمسائل الفتيا واقتصرها على هيئة كبار العلماء». وتابع: «نتفق أو نختلف مع المسلسلات، التي قد تكون فيها مخالفات شرعية، لكنه لا يجب تكفير ممثليها، هناك طرق قانونية في حال تجاوز تلك المسلسلات، لمعاقبتها»، لافتاً إلى أن الممثل ناصر القصبي يحق له مقاضاة جميع الأشخاص الذين كفروه.