الدكتور سعيد المالكي: يجب تثقيف المجتمع وتوعيتهم بأهمية زراعة البن هادي حكمي انباء / جازان : في وقت سابق قام عدد من المزارعين في جبال القهر في منطقة جازان باقتلاع وإزالة أصول أكثر من ثلاثين ألف شجرة قات نابتة ومزروعة على قمم هذه الجبال واستبدالها المزارعين بزرعة اشجار البن والموز والفاكهة وجاء ذلك استجابة منهم لمطالب ولاة الامر في هذه البلاد وكان لازما علي الدولة تعويضهم بتقديم مساعدات و تحسين اوضاعهم بعد أن كانت أشجار القات مصدر رزقهم الوحيد . وفي هذا الاطار تقدم الدكتور "سعيد بن قاسم المالكي" قبل عامين باقتراح علي سمو امير منطقة جازان بتبني مهرجانا سنويا للبن يتم أقامته في إحدى المحافظات الجبلية بمنطقة جازان وتحديداً محافظة الداير بني مالك كونها أكبر محافظة جبلية في القطاع الجبلي من المنطقة وتشتهر بزراعة البن إلى وقتنا الحاضر وذلك على غرار مهرجان الحريد في جزر فرسان ومهرجان المانجو في محافظة صبيا. ويهدف كما يقول "المالكي" إلى إحياء زراعة البن السعودي في مرتفعات المنطقة الجنوبية التي يطلق عليها الجبال الساحلية أو ما يمسى محلياً "الإصدار" أي السفوح الغربية من سلسلة جبال السروات في جنوب المملكة والتعريف بأهمية أشجار ومحصول البن وإنه ذات قيمة اقتصادية عالية وأن مرتفعات الجنوب في المناطق الثلاث السالفة الذكر من أنسب البيئات لزراعته حيث كانت تشتهر ولا تزال بزراعة أشجار البن وكان يعد المحصول الأول لدى سكان القطاع الجبلي بجازان. وخصوصا وان هذه السفوح تتميز بأمطارها الموسمية الغزيرة في فصل الصيف وأجوائها المعتدلة وخصوبة تربتها ما جعلها مناطق لزراعة البن منذ القدم إلى وقت قريب قبل أن يقل الاهتمام بزراعته لعدة أسباب منها الإهمال من قبل أهالي تلك المرتفعات والظروف المناخية المتغيرة على الرغم أن المزارع والمهتم بزراعة البن في تلك الفترة قد تغلب على تلك الظروف حيث استطاع أن يكيف السفوح الجبلية الغربية لتكون مدرجات زراعية وجعلها صالحة لزراعة البن وغيره من المحاصيل الأخرى واستطاع الاحتفاظ بالماء بعد سقوط الأمطار من خلال البرك التي بناها في مدرجاته الزراعية. ويشير الي انه في وقتنا الحاضر في باستطاعة المزارع الاستفادة من التقنية الحديثة في زراعة البن من حيث استخدام وسائل الري والمعدات الزراعية الحديثة والاستفادة من نتائج الدراسات في مجال زراعة البن على مستوى العالم. وانطلاقاً من القيمة الاقتصادية والتاريخية لشجرة البن التي كانت منتشرة في المدرجات الزراعية في مرتفعات الجنوب يؤكد " المالكي " ولكونه يعد ذات قيمة اقتصادية محليا وعالمياً لدرجة أنه لا يخلو أي منزل من وجود البن "القهوة العربية " فإنني أرى أن على إمارات مناطق عسير وجازان والباحة والهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الزراعة دور كبير في تبني فكرة إقامة مهرجان سنوي للبن السعودي في إحدى هذه المناطق وأرشح القطاع الجبلي بجازان "محافظة الداير" لأسباب مكانية وتاريخية واجتماعية خاصة. ومن أجل أن تنال شجرة البن اهتماماً خاصاً لدى أهالي المنطقة الجنوبية وبالذات مزارعي السفوح الغربية لسلسة جبال السروات في "عسير وجازان والباحة " فإنه يجب تثقيف المجتمع وتوعيتهم بأهمية زراعة البن وفق أساليب حديثة وتخصيص قروض زراعية بالإضافة إلى تبني جائزة سنوية لأفضل مزرعة للبن وتأسيس كرسي علمي مخصص لأبحاث البن السعودي في إحدى الجامعات الحكومية في هذه المناطق الثلاث وإنشاء جمعية رسمية تهتم بالبن السعودي باسم "جمعية البن السعودي. ويتوقع الدكتور" المالكي " سيكون لهذا المهرجان نتائج ايجابية على زراعة البن وإعادة تنميته من جديد وعلى نطاق واسع حتى يصبح البن السعودي من أفضل المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المناطق الجنوبية على غرار ما حصل من اهتمام لأشجار المانجو في منطقة جازان وزراعة النخيل وإنتاج التمور في منطقة القصيم ومحافظة الإحساء وزراعة أشجار الزيتون في منطقة الجوف وزراعة أشجار الحمضيات في منطقة نجران ومهرجان الورد الطائفي مما أنعكس ذلك اقتصاديا على المهتمين بها وزاد من الإنتاج الزراعي لتلك المنتجات على مستوى المملكة حتى أصبح هناك اكتفاء ذاتياً على الأقل في نطاق مناطق زراعة هذه المحاصيل الزراعية. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)