رثى الكاتب السوداني أ. وجدي الكردي في مقالٍ ساخر اليوم أوضاع المستشفيات الحكومية بجازان , و سردّ بطريقةٍ أدبية ساخرة عدد من الأخطاء الطبية و الحوادث التي أثيرت اعلامياً خلال الفترة الماضية , يأتي ذلك امتداداً لحملة اعلامية قادتها مواقع الكترونية و صحف جازانية كشفتّ عن تردي فاضح في مستوى الخدمة , فيما أبدى سمو أمير المنطقة أستياءه الشديد من تعثر مشاريع وزارة الصحة في المنطقة , ما يعكس تدنياً كبيراً في خدمات وزارة الصحة بالمنطقة . و جاء المقال في زاويةٍ " آخر الحكي " للكاتب الكردي بصحيفة " الشرق " التي تصدر من الدمام بالمنطقة الشرقية تحت عنوان " تخفيف الأحزان عن مستشفيات جازان " و فيما يلي نص المقال : ------ تخفيف الأحزان عن مستشفيات جازان أحببتُ جازان التي لم أرها تعلقاً بأدب الدكتور الميرابي الذي يعتصر رحيق حرفه من تأدب أهله. ويؤلمني أن أكتب ثانية عنها في سياق (جلائط) بعض أطبائها، وهم جزء من كثير مجتهد. زُرت طبيباً (وجعئذٍ) شاكياً ألماً بظهري، فخرجت منه بقلب (مُقسطر)، دسّ الغشيم فيه سلكاً رفيعاً أحدث به ثقباً أطار ما جمعته من عشق برهق. فكنت بين الصحو والآخر أحسب الممرضة (زولتي)، فأردد مع المتنبي: (هام الفؤاد بأعرابية سكنت/ بيتاً من القلب لم ترفع له طنباً/ مظلومة القد في تشبيهه غصناً/ مظلومة الريق في تشبيهه ضرباً/ بيضاء تطمع فيما تحت حلتها/ وعزّ ذلك مطلوباً إذا طُلباً)! «الله لا كسّبكم يا دكاترة الزمن الأغبر»! حاولت أن أجد عذراً لجرّاح جازان حين استأصل بواسير فتاة بدلاً عن اللوز، عطفاً على طُرفة أهلي النوبيين الذي يطلقون عليه (اللوز الخلفية)، فربما كان الطبيب من (عندينا) واختلط عليه الأمر! نفسي أعرف، ما الذي يدعو طبيباً لنسيان جوّاله تحت الكلية اليُسرى لمريض يشكو من أسنانه؟! وكيف تفحص دمّك أيها الرجل فيجزم بأن طمثك قد انقطع لخمسة أشهرٍ خلونَ من مصرع القذافي؟! يعني (أبو قراط) كان ليبراليا، حين أقسم بألا يضرّ مريضاً ولا يصف للرجال ما يقطع نسلهم؟! الطب لا يعني إطالة العمر، بل تحسين نوعية الحياة. وميكانيكي السيارات (الفهلوي) هو من ينزع زوائد الأسلاك الدودية من السيارات الجديدة، لأنها زيادات في الفاضي، لأنه لم يفهم حكمة وجودها. هل كذلك يفعل أطباؤنا حين ينزعون ما علق بأجسادنا من لوز و(خلافه) على طريقة: (زيادات في الفاضي)؟! صبراً آل جازان.. (إنّ الطبيب بطبّه ودوائه/ لا يستطيع دفاع مقدور أتى)!