تشتهر منطقة جازان بزراعة «الخضير»، وهو حب الذرة الرفيعة ذو اللون القريب إلى الإخضرار أكثر منه إلى الحمرة أو البياض، الذي تعُرف به تلك السنابل عندما تكون في آخر مرحلة من مراحل اشتداد حبها، وفي منظر بهيج يسر الناظرين يوقّت كبار السن لموسم «الخضير»، وينطلقون لحرث محصول الذرة الرفيعة، ولا تكاد تجد وادياً من أودية المنطقة إلاّ وقد اخضرّ واعتلت قمم قصباته عذوق الذرة. ويحرص المزارعون في هذه الفترة على حمياتها من الطيور التي تحتشد فوق سماء المنطقة في مثل هذا الموسم الزاخر بأنواع الحبوب؛ من «دخن» و»ذرة رفيعة» و»سمسم»، وغيرها من المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المنطقة، وقد سمي بذلك اشتقاقاً من السنابل، حيث تقطف ولونها أقرب إلى الخضرة، وفي هذه المرحلة تكون حبات الذرة طرية وأسهل في الطحن من حبوب الذرة عندما تكون صلبة. ويحظى موسم «الخضير» في منطقة تهامة بشعبية خاصة، ويتم حصاده خلال العام في أربع مواسم «الخريف - المخرط- السعودات- مقدم»، كما يروي ذلك كبار السن من المزارعين بالمنطقة، ولاتساع مساحة «جازان» فإن موسم زراعته وحصاده تختلف في المناطق بفارق زمني يتراح من (5–20) يوماً بحسب المنازل الزراعية. ويمتاز «الخضير» بنكهة مميزة وطعم فريد لا يمكن أن يجده المتذوق في الحبوب حال اكتمال نضجها؛ مما جعل الأهالي يتسابقون على تقديمها كهدايا لجيرانهم، والذين لا يملكون مزارع أو لم يتمكنوا من زراعة الذرة خلال الموسم، ويمتد التهادي إلى باقي مناطق المملكة، ونظراً للإقبال عليه فقد أخذ المزارعون جانباً اقتصادياً وذلك من خلال بيعه في الأسواق الشعبية. ولتقديم «الخضير» عدة طرق؛ فهناك من يفضله على شكل أقراص من الرغيف، وذلك بخبزها في التنور، وهناك من يفضله على شكل حبوب يتم طبخها في الماء، مع إضافة كميات الملح ويعرف ب»المسهى»، كما أنّ هناك مأكولات يعدُّ «الخضير» أهم مكوناتها ك»المفالت» و»الثريث» و»الشويط»؛ وهوعبارة عن شوي سنابل الذرة، وقد كان يأكلها حماة المزرعة من عبث الطيور.