أنا المواطن/ عبدالرحمن المالكي من محافظة الداير بني مالك.. أقدم شكواي هذه على أمل أن تصل إلى من يهمه أمر المواطن في منطقة جازان، ولعلها أن تساهم في إزاحة معاناتي ومعاناة الكثير، وتجد صدى من الضمائر التي تتكاسل في أداء واجبها تجاه المواطن.. معاناتي تتلخص في الآتي: لقد بدأت معاناتي مُنذ أن أردت استخراج شهادة (ميلاد مؤقتة) "لطفلتي" التي منّ الله علي بها في تاريخ (27/5/1430ه) أي قبل ما يقارب (سنة و11 شهر) تقريباً سائلاً الله أن يجعل فيها الخير والصلاح.. وذلك من إدارة الأحوال المدنية بصبيا والتي تبعد عن المحافظة التي أسكن بها قرابة ال(90) كلم. وبعد عدة مراجعات (كنت أتحين الفرصة في كل إجازة أحصل عليها من عملي في شرورة) ما بين مراجعة إدارة أحوال صبيا ومديرية الشؤون الصحية بجازان التي تم زيارتها مرتين لهذا الغرض.. المرة الأولى للحصول على ختم منها على ورقة البلاغ كونهم الجهة المسئولة عن المستشفيات الخاصة في المنطقة.. والمرة الثانية عدت إليه للحصول على ختم مصادقة على صحة البيانات حيث أن الولادة حدثت في مستشفى خاص وتتطلب الإجراءات تصديق الجهة المسئولة المتمثلة في الشؤون الصحية بجازان. بعد ذلك قمت بتقديم جميع الأوراق المطلوبة وهي (أصل البلاغ+ صورة كرت التطعيم+ صورة كرت العائلة+ صورة بطاقة الأحوال...) إلى إدارة أحوال صبيا / قسم المواليد في تاريخ (8/3/1431ه) وسلمت جميع الأوراق المطلوبة للموظف المختص (أتحفظ على أسمه) الذي حفظته لكثرة مناداته من قبل المراجعين المزدحمين حوله.. وكنت سعيداً بأنه تكرم وأستلم أوراقي (لدرجة أنني تمنيت لو أني قمت بتقبيل جبينه من شدة الفرح فلا أحد يستطيع أن يصل إليه دون أن يرى الأشمغة وهي تتطاير من شدة الفوضى والازدحام).. وقام بإعطاني نموذج لأقوم بتعبئته وتوقيعه من مديره المختص وإعادته إليه..! وتم ذلك بالفعل، وأستلم جميع (أوراقي الثبوتية الأصل) وأعاد إليّ الصور الزائدة للبلاغ كنت قد صورتها لحرصي الشديد.. وقال بأنه لا يحتاج إليه. ودون على إحدى صور البلاغ التي أعادها إلىّ تاريخ ذلك اليوم (8/3/1431ه) ووضع توقيعه الخاص بجانبها وقال: ((راجعنا بعد سنة))..!! فقلت له: هل من الممكن أن أحصل على شهادة "ميلاد مؤقتة" لكون (ابنتي) حالياً بلا هوية ولا أملك سوى كرت التطعيم وصورة من بلاغ المشتشفى.. فقال بأنهم لم يعد يعملون بهذا النظام ولا داعي للشهادة المؤقتة حالياً ولكن بعد سنة أقوم بمراجعتهم ليتم إضافتها ل (دفتر العائلة) مباشرة..!! فقلت: طيب، هل من حقي أن أحصل على إثبات بأنكم استلمتم أوراقي أو (على الأقل) مذكرة موعد للمراجعة حتى يسهل الأمر عليّ وعليكم. فأجابني: بأنهم في إدارة الأحوال لا يعطون أي إثبات.. وإذا أنا مصر الحصول على إثبات فهذي أوراقي أخذها وأروح للمدير أو أتوكل على الله...!! فقبلت بالأمر خصوصاً وأن الازدحام شديد، ولا يوجد سوى موظف واحد، ولا مجال للنقاش.. بالإضافة إلى أني رأيت أن بعض المراجعين فعلاً لم يحصوا على أي إثبات.. فقلت في نفسي لماذا لا أكون مثلهم وأترك الجدية والحرص الغير لازمين خصوصاً وأنني في دائرة حكومية يهمها أمر المواطن ربما أكثر من المواطن نفسه وليس في منشأة تجارية..!! وبعد (سنة) كانت المصيبة وحصل ما كنت أخشاه.. فقد قمت بمراجعة إدارة أحوال شرورة (كونها المنطقة التي أعمل فيها) لإضافة (ابنتي) إلى كرت العائلة.. لأتفاجئ بأن الموظف المختص يقول لي: أن (ابنتي) لم يتم الإبلاغ عنها في الجهاز.. فلم أصدق..! وطلبت منه أن يتأكد (مرة أخرى) فقال أنه متأكد وعليّ مراجعة أحوال صبيا للبحث عن أوراقي..!! وحينها تزاحمت التساؤلات بالهواجيس.. أين ذهبت أوراقي التي سلمتها لأحوال صبيا.. ؟ وإلى أين ذهب بها الموظف المختص عند استلامها.. ؟ هل ضاعت بين ركام المعاملات أم تم حفظها..؟ أم ماذا...!! الكثير من التساؤلات كانت تدور في مخيلتي وكل الإجابات طريقها مسدود..!! أخذت رقم هاتف إدارة الأحوال وحاولت التواصل معهم لأكثر من مرة ولكن لا أحد يرد. أرسلت أحد الأقرباء (جزاه الله خيراً) لأن يقوم بمراجعتهم لكوني مرتبط بعمل ولا استطيع القيام بذلك.. وفعلاً تم مراجعة الموظف المختص في قسم المواليد يوم الأربعاء (18/4/1432ه) (وهو نفسه الذي قام باستلام أوراقي في العام الماضي) وتم شرح الموضوع له.. فقال لا بد أن نحضر (صور) من الأوراق لكي يبحث عن معاملتي.. وتم على الفور إرسال صورة من البلاغ وصورة من كرت التعطيم عبر الفاكس والعودة إلى الموظف ولكنه أبلغ (صاحبي) بأن الدوام شارف على الانتهاء وأن يقوم بمراجعته يوم السبت..!! ولظروف (صاحبي) لم تحين له الفرصة للمراجعة يوم السبت فقام بمراجعتهم يوم الاثنين الموافق (23/4/1432ه) وسلّم الموظف جميع صور أوراق المعاملة.. ولكن الموظف رد عليه: بأن صورة البلاغ غير واضحة والأوراق الأصلية التي استلمها لم يجدها في ملفي (الأرشيف). فأخبره صاحبي: بأن لا يوجد صورة أخرى وأن هذا خطأ الموظف الذي أضاع الأوراق الأصلية وهناك ما يثبت أنه أستلمها حيث أن توقعيه مدون ضمن صورة البلاغ.. فأقر بذلك ولكنه ظل يؤكد أنه لا فائدة الآن ولا بد من إحضار صورة واضحة للبلاغ أو أن أقوم بمراجعة المستشفى الخاص الذي تمت الولادة فيه وطلب إستخراج أوراق جديدة... ومن ثم التقديم عليهم من جديد..!! (ابنتي) حالياً وصلت العامين من عمرها وهي لا تزال مجهولة الهوية.. وأعاني كثيراً من الحرج الذي يتسبب لي أثناء السفر براً حيث أنه لا يوجد لدى من إثبات سوى (كرت التطيعم) وصورة من بلاغ المستشفى الغير واضح (كما يقول موظف الأحوال).. ولا استطيع السفر جواً لكونها بدون إثبات (شهادة ميلاد). فعلى من تقع المسؤولية إذا كان لا حول لنا ولا قوة من مراجعة إدارة أحوال صبيا التي تستقبل المواطنين وتحشرهم في طوابير الفوضى وعدم التنظيم، والعشوائية واللامبالاة..!؟ فإلى متى تنتهي المعاناة. أناشد المسئولين في الوزارة وفي إمارة جازان وكلي أمل في الله ثم فيهم بأن ينصفوني من هذا الإهمال ومحاسبة المتسبب في ضياع أوراقي في إدارة الأحوال المدنية بصبيا على تقصيرهم في خدمة المواطنين وتأدية واجباتهم وأماناتهم.