أسأل نفسي دائماً ماذا سنقول لأولادنا و أحفادنا بماذا سنفتخر؟ . ماهي إنجازاتنا ماذا فعلنا لنصرة ديننا وأمتنا و وطننا . هل سنكذب عليهم ونقول أننا كنا نقاسي الجوع ونعمل طوال النهار لنوفر لقمة العيش لأهلنا . أو نقول أننا كنا دعاة للإسلام ننشره في كل مكان و أسلم على أيدينا ألاف الناس من جميع جنسيات العالم . أم سنقول أننا كنا مجتمعاً مليء بالحب و الخير إذا وقع أحدنا في مصيبة سارعنا إليه وساعدناه ووقفنا إلى جانبه كأننا جسد واحد متبعين في ذلك قول رسولنا الأكرم صلى الله عليه و آله وسلم حين قال ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) , مجتمع يغلب عليه التعاون والتآخي نناصح بعضنا البعض بكل حب إذا نزغ الشيطان بيننا ما نلبث أن نتصالح و نتسامح , نقف مع المذنب و نناصحه ونعينه على ترك معصيته لا نتخلى عنه وندعه فريسة لشياطين الأنس و الجن . أم سنقول أننا كنا نحارب الفقر و الجوع في كل مكان و لا نستطيع أن ننام إذا كنا نعلم أن أحداً -أي أحد- لا يجد لقمة تسد جوعه وجوع أولاده . أم سنقول أننا كنا متقدمين في كل مجالات الحياة كنا مركز العالم في كل شيء في الحضارة و الأخلاق و العلم كان الغرب يقلدوننا في كل شيء كانوا مفتونين بتقدمنا و بعلمنا و مخترعاتنا و بأخلاقنا و تقاليدنا كانوا مفتونين بكل شيء نفعله حتى باتوا يقلدوننا في كل شيء حتى في لباسنا وعاداتنا و لغتنا . يا ترى هل سنكذب عليهم أم سنقول لهم الحقيقة بأننا كنا مجتمع مفكك لا نكاد نلتقي مع بعضنا البعض إلا في المناسبات نقطع أرحامنا , لانعرف جيراننا , نكذب و نخدع, نخون و نسيء الظن , نسرف في الماء و الأكل , لا نستر على المذنب , ....إلخ لا يهمنا شيء في هذه الحياة إلا وظيفة بشرط ( راتبها زين ) و سيارة بشرط ( آخر مديل بشرط (فل كامل) ) و زوجة و منزل , هذه طموحاتنا و أحلامنا هذه همتنا نسينا أو تناسينا قول الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) , نسينا أنه من أوجب واجباتنا أن ننشر الإسلام في العالم ننشره بأخلاقنا الإسلامية في التعامل ننشره بتقدمنا في العلم ننشره بكل الطرق الممكنة. هل سنكذب عليهم أم سنقول لهم الحقيقة –الحقيقة المخجلة- ؟ سأجيب على سؤالي و أقول أننا لن نستطيع أن نكذب عليهم ولو اجتهدنا في ذلك فالتاريخ لا يكذب وسوف يكتب حالنا بكل تفاصيله . هذه الكلمات أخاطب فيها نفسي أولاً ثم أخاطب فيها مجتمعي و أمتي الإسلامية , هل نحن راضين عن أنفسنا ؟ هل نحن راضين عن ما قدمنا لديننا وأمتنا ووطننا ؟ أم لا . إذا كان الجواب لا فل نبدأ في التغيير .