المتتبع لكثير من الحوادث يجد فيها صورا مخجلة لمجتمعنا السعودي ،يستحي المرء عن مشاهدتها بالرغم من أنها أصبحت واقعا ملموسا مع الأسف الشديد. ما شاهده العالم خلال انفجار ناقلة الغاز شرق مدينة الرياض من أعمال سلب ونهب وسطو على الجرحى والمصابين والموتى وسلبهم مايحملون .والسطو على البيوت والمحلات التجارية ومكاتب الشركات أمور تدعو إلى إعادة النظر في قيم المجتمع وتشخيص الواقع كما هو لا كما نريد. مضى علينا زمن ونحن نتصنع المثالية ونغض الطرف عن الرعاع حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من انحدار شديد في قيم الغيرة والنخوة والشهامة ،التي فيما يبدو لا نعرف عنها إلا مسمياتها فقط. لم يأت هؤلاء الرعاع من كوكب أو بلد آخر .بل هم أبناء المجتمع السعودي الذي فيما يبدو بدأ ينسلخ تدريجيا من قيمه وشيمه العربية والإسلامية الأصيلة. فما تتناقله المجالس من سرقات وسطو وتعد على حقوق الأحياء والأموات يتطلب وقفة جادة لتصحيح مسار المجتمع نحو إعادة بناء قيمه من جديد في عصر بدأت فيه ملامح ضياع الهوية . فهل نعترف بأننا نعيش أزمة قيم ؟أتمنى ذلك ..فاعترافنا بوجود المشكلة جزء من الحل ،متى ما تحققت الإرادة لدى الجميع . فعبارات الاستهجان وتصريحات الشجب والاستنكار من هنا وهناك .لا تحل مشكلة ولا تحقق تربية ،وما يتناقله البعض من عبارات (فئة لا تمثل المجتمع السعودي)عبارة صادقة في الماضي ،خاطئة في عصرنا الحاضر.لأن المجتمع اختفت كثير من قيمه . هذه أزمة ... ولابد من حل. وفق الله الجميع لكل خير.