تاسع عشر: يحيى بن عبد الوهاب الوريث يمني معاصر: له رسالة بعنوان: القات نبات شيطان.. قال فيها عن حكم القات: (( ووجد العلماء من خلال القياس أن القات نوع من أنواع المخدرات المحرمة كالخمر والحشيش وغيرها ، كما صدرت فتوى صريحة بتحريمه في معظم الدول المجاورة لليمن وتشددوا في عقوبة متعاطيه ، كما استدلوا في تحريمه على أضراره التي تلحق بالفرد والمجتمع سواءً مادياً أو صحياًّ أو اجتماعياًّ أو فكرياًّ ، وتجعل مدمن القات غير قادر على الإفلات من براثنها ، عوضاً عن ضياع الوقت بلا فائدة. وقد أصدرت إحدى المؤسسات العلمية في أوربا نشرة علمية رتبت فيها المئات من أنواع المخدرات ، وقد كان ترتيب القات في المركز العاشر من أنواع هذه المخدرات من خلال دراسة أجريت عليه وقامت بتحليله في مختبرات وتجارب عدة...)) ( ). إلى أن قال : (( وفي رأيي أن القات حرام نظراً لما يسببه من أضرار على المدى القريب والبعيد ، ومن خلال قياسه بالمخدرات والمنبهات المختلفة ، ومن المعروف بأن الله تعالى حرم على الإنسان كل ما يضر به ، أو يسبب له الضرر بشكل مباشر أو غير مباشر)) ( ). العشرون: العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة الأسبق له فتوى طويلة ومحققة في حكم القات يقول فيها: (( ... فظهر لنا بعد مزيد البحث والتحري ، وسؤال من يعتد بقولهم من الثقات ، أن المتعين فيها المنع من تعاطي زراعتها وتوريدها واستعمالها ؛ لما اشتملت عليه من المفاسد والمضار في العقول والأديان والأبدان ، ولما فيها من إضاعة المال ، وافتتان الناس بها ، ولما اشتملت عليه من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، فهي شر ووسيلة لعدة شرور ، والوسائل لها أحكام الغايات ، وقد ثبت ضررها وتفتيرها وتخديرها ، بل وإسكارها ، ولا التفات لقول من نفى ذلك ، فإن المثبت مقدم على النافي ، فهاتان قاعدتان من قواعد الشريعة الأصولية تؤيدان القول بتحريمها، وقياساً لها على الحشيشة المحرمة لاجتماعهما في كثير من الصفات ، وليس بينهما تفريق عند أهل التحقيق... إلى أن قال : فنصوص الكتاب والسنة كفيلة بتبيان ما يحتاجه الناس في أمور دينهم ودنياهم ، ومن حكمة الله ورحمته أن أحل لنا الطيبات وكل ما منفعته خالصة أو راجحة ، وحرم علينا الخبائث وكل ما كانت مفسدته خالصة و راجحة. قال الله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا... ( ) فحرم تعالى الخمر والميسر مع ما فيهما من المنافع للناس ؛ لما اشتملا عليه من الإثم الكبير الذي تربو مفسدته على مفسدة فوات ما فيهما من المنافع... وهذا القات لو فرضنا أن فيه بعض النفع، فإن ما فيه من المضار والمفاسد المتحققة تربو وتزيد على ما فيه من النفع أضعافاً مضاعفة ، ولهذا جزم بتحريمه جملة من العلماء الذين عرفوا خواصه ، واستدل كل منهم على تحريمه بما ظهر له... ( ). الحادي والعشرون: العلامة حافظ بن أحمد الحكمي المتوفى سنة 1377ه وهو من علماء منطقة جازان وهو من القائلين بتحريم القات وله قصيدة أسماها نصيحة الإخوان عن تعاطي القات والتبغ والدخان ، ومما قاله عن القات: يا باحثاً عن عفون القات ملتمساً *** تبيانه مع إيجاز العبارات ليس السماع كرأي العين متضحاً *** فاسأل خبيراً ودع عنك المماراتِ كله لما شئت من وهن ومن سلس *** ومن فتور وأسقام وآفات كله لما شئت من لهو الحديث ومن *** إهلاك مال ومن تضييع أوقاتِ على العبادة قالوا: نستعين به *** فقلت: لا ، بل على ترك العباداتِ إن جاءه الظهر فالوسطى يضيعها *** أو مغرباً فعشاء قط لم يأتِ وإن أتاها فمع سهو ووسوسة *** في غفلة مع تفويت الجماعاتِ لقد عجبت لقوم مولعين به *** وهم مقرون منه بالمضرات في الدين والمال والأبدان بل شهدوا *** بسكرهم منه في جل المحلاتِ إني أقول لشاريه وبائعه *** إن لم يتوبوا لقد باءوا بزلاتِ مع أنهم زهدوا فيما أحل لهم *** واستبدلوا عنه بالجيف العفوناتِ من أجل أكذوبة في زعمهم حكيت *** كأنما الدين جانا بالحكاياتِ قالوا أتى الخضر المشهور يحمله *** حاشا النبيون من حمل القذوراتِ تالله ما قدّروهم حق قدرهمو *** حتى رموهم بأنواع الخرافاتِ ( ) وقال في رده على الشيخ يحيى بن محمد المهدي من علماء اليمن : وقلتَ من أين ذا التحريم جئت به ؟ *** أقول هذا بتصريح الروايات فحكم حظر على التخدير علَّقه *** والعرب يومئذ لم تدر بالقات وإنما جاء بعد الألف من عجم *** لا حبذا الغرس يا غرس البطالات وقلتَ إن ذوات الحظر قد حصرت *** في الذكر والنهي عن خير البريات أي:فالروايات حظْر القات ما ذكرت *** أقول قد شملته بالعمومات والآيتين بلا إنكار كافية *** لمن تأملها عند التلاواتِ لكنما هي نص في اللحوم وما *** تناولت حظر شيء من نباتاتِ بل في النبات نصوص السكر قد حظرت *** جميع ما كان ذا سكر بإثباتِ على السواء إذا قلَّتْ وإن كثرت *** ولو بتخدير في بعض حالاتِ وأي أصل أتت في الفرع علته *** فللأصول الفروع اردد بعلاتِ مع أن في القات ما أمليت من علل *** وغير ذلك من شر الطبيعاتِ ( ) ومن قصيدة يثني بها على الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – وقد أصدر مرسوماً سامياً بمنع القات زراعة واستعمالاً ، يقول: بإقبال شهر الصوم أشرف ميقاتِ *** أتى النبأ المرسوم بالمنع للقاتِ وقلع جراثيم له من أصولها *** وتهديد جلاّب له بالعقوباتِ بأمر الإمام المصلح احتاط غيرة *** وحجراً على أموال أهل الإضاعاتِ إمام الهدى عبد العزيز الذي له *** مآثر في الإصلاح غير خفياتِ وذلك أن القات بان بأكله *** خصال رذيلات ونبذ فضيلاتِ وفي منعه خير وبشرى ونعمة *** ودفع شرور قد حوى وبلياتِ دراها أولوا التمييز من كل عاقل ***وإن يعش عنها سائم في البطالاتِ وقد أغفلوا ما ليس فيه الشرّ دونه ***من التبغ والدخان شر النباتاتِ تباع وتشرى ثم يؤخذ رسمها ***ضرائب سحت عن خبيث النجاساتِ إلى أن قال: ولو قيل فيها للإمام أزالها *** فيا ربِّ أصلح للإمام البطاناتِ ( ) المراجع ( 1) القات نبات شيطان ، 87- 88 ، ط1، مكتبة مدبولى ، القاهرة ، 2009م . (2 ) المرجع السابق ، 89. (3 ) سورة البقرة ، جزء من آية : 219 . (4 ) فتوى في حكم أكل القات ، لسماحة الشيخ: محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، 3-6، ط3 ، رئاسة البحوث العلمية والإفتاء 1407ه - 1996م . (5 ) قصيدة للشيخ بعنوان: نصيحة الإخوان عن تعاطي القات والشيشة والشمة والدخان. والبعض يسميها: القاتية. (6 ) الحوار المبين عن أضرار التدخين والتخزين ، 72- 73. (7 ) المرجع السابق ، 80- 81 .