وضع الأخ المبارك عبدالله الحريصي يده على الجرح وذلك في تقريره المحزن حول وضع سكان وادي دفا المبكي المخجل , تقرير مميز يحاكي جزءا من هموم المواطنين وإن خص سكان وادي دفا فالله وحده سبحانه يعلم بحالهم ولكنه تبارك وتعالى الوحيد القادر على تلبية مايحتاجون فهو المتكفل برزق الطير في السماء وكفى بالله وليا. قبل أن أبث بوحي أحكي لكم قصة واقعية شاهدتها بأم عيني في وادي حمر والله شاهد على ذلك ,بينما كنا في نزهة برية مع عائلتي الكريمة نزلنا بذلك الوادي البهي الجميل ,واستضلينا تحت شجرة خضراء لكي نستريح من عناء التعب وبينما نحن جالسين رأيت صبيا وفتاة وربما يكونان إخوان وهم جالسون على ضفاف الوادي وأعمارهم لاتتجاوز العشر سنوات , بينما كان الولد يعطي أخته دلو الماء من الوادي كانت تبعثر ملابس أشقاءها لكي تقوم بغسلها بيديها الناعمتان الصغيرتان, وحين أعطى أخته القدر الكافي من الماء قام وتوضأ وابتعد جانبا من أخته وصدح بحنجرته الصغيرة بالآذان ثم أقام الصلاة ونادى أخته وقاموا بأداء الصلاة سويا ...فأحسست حينها أنني أمام ( فيلم ) أو مشهد من مسلسل بدوي تاريخي, ولكن الشيء الذي أعرفه أن هؤلاء الأطفال يقوموا بما علموهم آباءهم عليه وبما ربوهم عليه من القيم الحميدة والأخلاق الكريمة ناهيك عن الكرم الذي يعتلي هذه القبيلة حتى صار مضرب مثل بين القبائل. أعود للتقرير وبعد قرآتي له أستوقفني تصريح الشيخ وحيث انه منذ 25 عام وهم يطالبون بإيصال أبسط حقوق الإنسان لأطفال حمر اليانعين الذين يعانون الويل,فبالله عليكم نحن الكبار هل نستطيع أن نستغني عن الكهرباء لبضع دقائق!! فكيف بأبناء براءة الطفولة تنور وجووههم ,وأتسأءل كيف يقضي الأبناء وقت فراغهم ,,أعرف أنهم يقومون بخدمة أهاليهم بشكل كبير جدا ولكن أليس من حقهم أن يشاهدوا التلفاز وأفلام الكرتون أسوة بأقرانهم بالمناطق الأخرى !! نحن في عصر التقدم والإنفتاح وهؤلاء لم يصلهم التلفاز بعد. أيها الشيخ الكريم صدقني لو كان منزلك هناك أو لو أن النية معقودة لإيصال الكهرباء لأوصلتها بكل سهولة ,,أتحداك أن تكون طرقت أبواب الدولة مرات عديدة ,عزيزي الشيخ أحترمك كثيراً ولم يسبق لي أن رأيتك ولكن هل تعتقد أنك أديت الأمانة التي سوف تسأل عنها أمام الله يوم القيامة...(كلكم راع ومسؤول عن رعيته). أنا أجزم أن الوضع لو وصل لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين لكان الوضع مختلف تماماً !! كذلك الأهالي عليهم واجب كبير لماذا لا يضعون أيديهم بيد الشيخ ويذهبون للمقام السامي !!إ ذا أنتم لاتريدون كهرباء فأبناءكم يريدونها. رئيس المركز تحياتي لك وأهنئك على جمال الصورة التي ظهرت في التقرير...والسؤال هل تعتقد أن ضميرك مرتاح لما تقوم به من عمل تجاه الثكالى والمعوزين والأطفال . أتمنى بأن ينشر مقالي هذا وأتمنى من القارىء الكريم أن يدعي الله بإنفراج هذه الأزمة. ( لوتعثرت دابة بالشام لخفت أن يحاسبني الله عليها ) لله درك ياعمر... ولله درك ياحمر .