بعد يومين فقط سيصبح المدرب اليكس فيرجسون أكثر مدرب بقاء في قيادة مانشستر يونايتد متصدر الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم وهو انجاز من المستبعد أن يحققه أي مدرب في فترة يتراجع فيها في صبر ادارات الاندية على المدربين. وعندما يلعب مانشستر يونايتد أمام تشيلسي بعد غد الاحد فان فيرجسون سوف يتخطى الرقم القياسي المسجل باسم مات بوسبي وهو 24 عاما وشهر واحد و13 يوما. وحقق بوسبي الرقم على مدار فترتين تولى فيهما قيادة يونايتد وكانت الاولى من 1945 الى 1969 عندما بنى فريق النادي في العصر الحديث وقاده للفوز ببطولة اوروبا والفترة الثانية استمرت من 1970 الى 1971. وبدأ فيرجسون مهمته في اولد ترافورد في نوفمبر تشرين الثاني عام 1986 لكن لو كانت الاوضاع قديما مثلما هي الان لم يكن من المرجح ان يبقى لهذه الفترة الطويلة في منصبه. واستغرق فيرجسون اربع سنوات ليفوز مانشستر يونايتد بأول لقب وتوضح اقالة كريس هاوتون مدرب نيوكاسل وسام الارديس مدرب بلاكبيرن روفرز هذا الشهر انه لو كان المدرب الاسكتلندي يعمل في مناخ اليوم لما صبر عليه النادي كثيرا. وتمت الاطاحة بالمدرب هاوتون بعد 14 شهرا في منصبه بينما بقي الارديس مدربا لبلاكبيرن لمدة عامين وعزل من منصبه بعد شهر واحد من شراء الملاك الجدد النادي فيما وصفه فيرجسون بأنه "قرار غبي يجافي العقل". وتولى فيرجسون تدريب أندية ايست ستيرلنج وسانت ميرين وابردين في اسكتلندا قبل مانشستر يونايتد وخاض كمدرب اكثر من ألفي مباراة في كرة القدم للمحترفين. وكانت اول مباراة قاد فيها فيرجسون مانشستر يونايتد امام اوكسفورد يونايتد في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني 1986 وبعد ثلاث سنوات من الاداء المتواضع تعالت مطالبات من الجماهير باقالة المدرب الاسكتلندي. ووصف فيرجسون ديسمبر 1989 بأنه "أسوأ فترة" طوال مشواره مع اللعبة واعتبرت مباراة يونايتد امام نوتنجهام فورست في كأس الاتحاد الانجليزي حاسمة في استمراره في منصبه وفاز بها الفريق بهدف مارك روبنز وبعد أشهر قليلة فاز باللقب ثم بعد عام أحرز كأس الاندية الاوروبية أبطال الكؤوس. وبعدها انطلقت مسيرة الانتصارات واحرز فيرجسون اللقب عام 1993 منهيا حالة من الحرمان دامت 26 عاما ووصل الى الذروة بالفوز بثلاثية دوري ابطال اوروبا والدوري والكأس في انجلترا عام 1999. ووصل مجموع ما حققه فيرجسون من انجازات مع يونايتد 11 لقبا في الدوري الممتاز وخمسة القاب في كأس الاتحاد واربعة في كأس رابطة الاندية ولقبين في دوري ابطال اوروبا وهي ألقاب تزيد على ما حققه بوسبي. وكان النجم بوبي تشارلتون لاعبا في صفوف يونايتد تحت قيادة بوسبي من الخمسينات الى السبعينات وفاز بالكأس الاوروبية عام 1968 ثم مديرا للكرة ابان قيادة فيرجسون وقال إن المدرب الاسكتلندي لم يكن معرضا قط لخطر فقدان منصبه وان ذلك بمثابة درس يجب ان تتعلمه اندية اخرى. ونقل موقع مانشستر يونايتد على الانترنت عن تشارلتون قوله "نصف المشاكل التي تتعرض لها الاندية سببها التخلص من المدربين بشكل مبكر للغاية. لا نرتكب هذا الخطأ." واضاف "يمكن ان تشعر بالنجاح قادما لذلك لا يجب ان تنتقده. لم يكن ليحدث أي شيء حتى لو كنا قد خسرنا تلك المباراة امام نوتنجهام. كان الجميع يعرفون الى اين يمضي الفريق وما سيحدث." ومن المحتمل ان يمدد فيرجسون الذي سيكمل 69 عاما عشية رأس العام الميلادي الجديد عقده لفترة مقبلة إذ لم يبد أي رغبة في اعتزال التدريب منذ ان وضع خطط التقاعد جانبا عام 2002.