من الغرائب العجيبة في الجولة الرابعة والعشرين لدوري زين للمحترفين أن فريق الاتحاد هو أكبر الرابحين فيها فقد كسب المنافس التقليدي له وأعاد من جديد الثقة لنفسه ولجماهيره وأعطى مؤشرا حقيقيا للجميع بأنه موجود في صلب المنافسة وأن ما أصابه في الجولات الماضية ما هي إلا كبوة جواد أصيل والفرصة أمام العميد لأن يبرهن أكثر أنه أحد اقطاب الكرة السعودية الكبار من خلال بطولة كأس الملك للأبطال ومن خلال بطولة دوري أبطال آسيا بل ان الفرصة أمامه كبيرة ليلحق بركب الأربعة الذين سيمثلون الكرة السعودية في آسيوية الموسم القادم من خلال فوزه بكأس الأبطال . أما فريق الاتفاق فقد كنت على يقين بأن تاريخه ومكانته كفريق عريق لن يسمح له بأن يكون جسر عبور لحسم بطولة الدوري قبل نهايتها بجولتين لذلك نازل الشباب الند للند ووقف في وجهه بقوة وأجبره على تأجيل تتويجه (إن قدر الله له تتويجا) إلى الجولة اللاحقة أو الأخيرة وربما يحول الاتفاق بنتيجة التعادل التي حققها أمام الشباب مسار الدوري برمته . أما فريق الأهلي فلأول مرة تحتفل جماهيره (المجانين) بالخسارة تماما وكأنها فائزة لقد كانت المدرجات الأهلاوية كالأمواج الهادرة بعد أن وصلتها نتيجة تعادل الاتفاق مع الشباب لكون الأمل ما زال قائما للحصول على بطولة الدوري لذلك كانت الخسارة والتعادل والفوز أمام الاتحاد لديها سيان . أما فريق الهلال وهو المنافس الأقرب للشباب والأهلي فجاء فوزه على الفتح امتدادا لنتائج مماثلة حققها أمام هذا الفريق الكبير وفوز الهلال جدد لديه الأمل خاصة بعد أن توقف الشباب في محطة التعادل والأهلي في محطة الخسارة ومن يدري قد يأتي الهلال من بعيد ويحدث ما هو غير متوقع خاصة وأن للهلال تجربة في بطولة خارجية (النخبة العربية) توج بها بعد أن استقل لاعبوه الحافلة متوجهين إلى الفندق ومنه إلى المطار ولكن الهلال يحتاج إلى معجزة صعبة لكنها ليست مستحيلة وقد تتحقق تلك المعجزة إن أراد القدر لها أن تتحقق . لقد أفرزت منافسات الجولة الرابعة والعشرين لنا ما كنا نفتقده في الموسمين الماضيين حيث حسم الهلال بطولة الدوري قبل نهايتها بجولتين أو ثلاث وقد اختلف الوضع هذا الموسم حيث اتسعت رقعة المنافسين ولو تواجد الاتحاد منذ البداية إلى جانب الشباب والأهلي والهلال والاتفاق قبل أن يفقد حظوظه لكان للدوري مذاق آخر وقد يكون لنا موعد مثير في الموسم القادم بوجود الفرق الخمسة التي ذكرتها وربما يدخل النصر إن سعى مسئولوه لذلك فتكون المنافسة على القمة سداسية الأبعاد وأجزم أن ذلك لو حدث فإن الدوري السعودي سوف يسترد هيبته ويكون (فعلا لا قولا) أقوى دوري عربي وآسيوي . قبل الوداع .. من وجهة نظري المتواضعة ان المسئولين بإدارة النادي الأهلي أقدموا على مغامرة خطيرة جدا غير محمودة العواقب إن كان تركيزهم الأكبر على بطولة الدوري حتى لو كان ذلك على حساب بطولة دوري أبطال آسيا فالصحيح أن يلعب الفريق الأهلاوي جميع مبارياته في البطولتين بنفس الاهتمام والقوة لكي يصطاد إحداهما وحتى لا يفقد عنب الشام وبلح اليمن . خاطرة الوداع .. إن حدثت المعجزة التي اتفقنا عليها فلن أتراجع قيد أنملة عما وعدتك به.