الإعلام وسطوته وتأثيره في الوسط الرياضي، وما يتردد بأنه قد اثر على قرارات الحكم الفلاني في تلك المباراة، وان اللجنة الفلانيه لم تتخذ القرارات إلا خوفاً من إعلام النادي الفلاني .. أحاديث تتناقل وتدور بين الفضائيات والمواقع الالكترونية لأنصار الأندية بمختلف أطيافهم وبعض إعلامييهم، وغالباً ما يكثر الكلام عن الإعلام الهلالي ودوره وقوته وحضوره وتأثيره في الساحة الرياضية. نعم للإعلام الهلالي حضوراً وتأثيراً على الشارع الرياضي وله مكانته ومتابعيه بحجم مكانة هذا الكيان، وهذا أمر لا يمكن نكرانه ولا ينكره إلا اعمي، ولا يعيب الهلال " الكيان " أو مسئولية أو إعلامييه، فهل ذلك للهلال فقط? فأين ذهب إعلاميي الاتحاد أو الأهلي أو النصر أو الاتفاق؟! فالحضور الإعلامي الهلالي لم يكون حضورا هشاً معتمداً على الميول بعيداً عن ارض الواقع في الهلال " الكيان " مدعماً ببطولات وانجازات على مختلف الاصعده، ولا نبخس عمل إدارة تعلم دور الإعلام وأهميته، وتجيد التعامل مع هذا الإعلام أيما إجادة، بعمل ممنهج ومميز عبر مركزها الإعلامي الذي تستقطب لقيادته قدرات شبابية سعودية متجددة على الدوام تقود دفة المركز ... وكان الأولى لمنتقدي الإعلام الهلالي ودوره ومنهجية عمله – إن سلمنا بصحة أقوالهم وذلك للابتعادً عن الجدل دون طائلة - أن يسألوا أنفسهم ماذا قدمنا وماذا عملنا؟ وهل الإدارة الإعلامية لدينا في النادي تعمل كما يجب؟ ولماذا الإعلاميين المنتمين للنادي مبتعدين عنه؟ هل تعاملنا معهم كما يجب؟ وهل إدارة العلاقات العامة تقوم بعملها على أكمل وجه؟ هل فرق الرياضية بالنادي تقدم ما يليق بها؟ أليس من الأجدر بان نسهم في إصلاح نادينا قبل الخوض في أمور الأندية الأخرى؟! يا سادة الإعلام والعلاقات العامة – كما تعلمون - أصبحا علماً يدرس ومنتجاً يصنع، يحتدم التنافس بين الشركات الكبرى ( وليس الأندية فقط ) لاستقطاب المتميزين في هذين المجالين " كما تستقطب الأندية لاعبيها المحترفين "، والتعيينات غالباً ما تكون على أساس وقواعد ممنهجه. لم يعد العمل الارتجالي والعشوائي يحقق النتائج!! والاعتماد على أشخاص أكل وشرب عليهم الزمن لا يأتي بالمعجزات!! ولا يحقق بطولات!! أفعال هؤلاء تذكرني بقصة رواها لي والدي " أطال الله في عمره وأحسن عمله " حدثت قبل أكثر من 50 عام في قرية اسمها " الخطامة " في ربوع نجدنا الغالي، تدور أحداث هذه القصة حول حياة 5 أطفال كانوا رفقة عمل في مزارع القرية، انتقل اثنين منهم حمد ومحيميد ( وهم الأكبر سناً ) إلى الرياض لظروف عمل والدهما. وبعد مرور سنتين عاد حمد ومحيميد في زيارة للقرية، وبداء يرويان الأحاديث والقصص عن الرياض وما فيها، وعن مدرستهما والمستقبل الباهر الذي ينتظرهما بان يصبحا مدرسين. ولاحظ الأطفال الثلاثة ما طرأ على صديقيهم من تغير ومدى الاحترام والتميز الذي لقياه في مجالس القرية تقديراً للعلم الذي يحملانه، همس احد الأطفال الثلاثة للأخر قالاً " كم حمد ومحيميد محظوظين، ولولا الحظ لما كانا فيما هما فيه، ولو .... ولو ...... إلى أخر ندوب الحظ !!"، وبقي الطفل الثالث المتميز بالذكاء والمفعم بالطموح صامتاً. ثلاثة ليالي مرت على الطفل الثالث لم تغمض له عين ولم يذق طعم النوم، إلى أن حسم أمره وعزم على الالتحاق بالمدرسة، ومن فوره قام ببيع " الحمار " ( أعزكم الله ) لقطع أي طريق يعيده للزراعة وترك الدراسة، مستعيناً بطموح يفوق طموح حمد ومحيميد. ومستندا على عزم لا يلين وإصرار لا يستكين. وبإصراره وعزيمته تمكن بطل قصتنا من تحقيق أول خطوات حلمه بإكمال دراسة الابتدائية ليصبح مدرسا، ولم يكن يرضيه ما وصل إليه، فاستمر بالعمل على نفسه حتى حصل على شهادة الماجستير، والتي تعد أعلى شهادة حصل عليه شخص بين اقرأنه من هذه القرية . وأما الطفلين الندابين فما زالا يعملان بالمزرعة ويندبان حظيهما، واعتقد بأنهما أضافا بطلنا لموشحات الندب. @alghanim70