كنت كحال الكثير من المتابعين الذين كانوا يتابعون (كوبا امريكا) وكانت مباريات البرازيل والارجنتين تحديداً هي الأهم بالنسبة للجماهير ولكن البرازيل كانت في هذه البطولة اشبه بالشخص المشلول. (فنزويلا وكولومبيا والبارجواي) هذه المنتخبات التي لا تملك اي تاريخ كبير في كرة القدم ولو لعب معهم البرازيل الذي نعرفه (بالصف الثاني) واحترمهم لاستطاع الفوز عليهم بكل سهولة ولهذا هي رسالة لكل لاعبي البرازيل ليعرفوا ان كرة القدم لا تعترف بأسماء النجوم وانما بعطاء اللاعبين داخل الملعب. امران استغربت منهما وانا اشاهد مباريات البرازيل اولاً: القصات الغريبة لشعر اللاعبين البرازيليين والتي لم نعهدها منذ زمن حتى شعرت بأني اشاهد احدى دور العرض للموضة وليس مباراة كرة قدم.. والشي الآخر: اللعب الاستعراضي المبالغ فيه والذي في كرة القدم وفي هذا الزمن لا يغني ولا يُسمن من جوع . المنتخبات الكبيرة اذا ارادت النجاح وتحقيق الإنجازات والبطولات فيجب ان تملك مدرباً يملك الشخصية القوية لا يهاب النجوم ولا يعترف بالأسماء، فشدة المدرب تُدخل الهيبة في نفوس اللاعبين وتمنع التمرُّد بينهم ونجد كل لاعب يحاول ألا يخطئ في المهام الموكلة له من قبل المدرب حتى لا يجد نفسه يستبعد من التشكيلة وهذه الشدة تبني شخصية المدرب لدى لاعبي الفريق. اعرف انه منتخب حديث عهد واغلب لاعبيه شباب ويفتقدون الخبرة الدولية وتفكير المسئولين في اعداد هذا المنتخب لكأس العالم 2014، ولكن البرازيل فجماهيره وعشاقه لا ترضى بهذا الأداء مهما تغيّرت الأسماء فهذا ليس منتخب بنجلاديش او الهند ولهذا يجب ان يكون الأداء بمستوى اسم البرازيل. ارجعوا لمباريات البرازيل في هذه البطولة لم تكن المشكلة فقط في اللاعبين الشباب ولكن حتى لاعبي الخبرة (لوسيو وروبينيو وداني الفيش وخوليو سيزار) كانوا هم اسوأ الموجودين فألفيش يلعب وكأنه يقول للمشاهدين انا لاعب برشلونة الكبير ويحق لي ان أفعل ما اريد وروبينيو ما زال يظن انه نجم اسطوري ويلعب بكل مزاجية ولوسيو قائد بدون صفات القائد وبأخطاء بدائية وسيزار يقبل اهداف لا تدخل على حارس مبتدئ. المدرب (مانو مينيوس) على ما يقولون جاء يكحلها عماها، فهو يملك لاعبين يملكون الموهبة والمهارة، ولكنه لم يُجد توظيفهم بالشكل الصحيح حتى تغييراته في المباريات كانت غريبة واسأل كيف يلعب (بغانزو ونيمار وباتو وروبينيو) وهم لاعبون متقاربون في الأسلوب ويستعرضون اكثر مما يسجِّلون ولهذا كان البرازيل فريقاً مفككاً وغير منظم، وبعد رحيل الظاهرة (رونالدو) ما زالت البرازيل تعاني في الهجوم. البرازيل بعد كأس العالم الأخيرة فقدت بريقها وهيبتها وتصنيفها وعادت للخلف كثيراً واصبح منتخباً بدون شخصية، وحتى اللعب في البرازيل بات امراً في غاية السهولة لكل اللاعبين واصبح الفوز عليه امراً عادياً بعد ان كان حلماً من الأحلام لكل منتخبات العالم. منتخبنا اشعر بأنه يعيش نفس المعاناة ويمرُّ بمرحلة انتقالية صعبة، فقدنا الهيبة والتصنيف الجيد وابتعدنا كثيراً عن المنتخبات الأخرى ولكننا قادرون على العودة، واليوم امام هونج كونج ستكون البداية المطلوب من الجماهير مساندة المنتخب والوقوف معه حتى يعود كبيراً كما كان. أخيراً.. وان كانت المقارنة بعيدة، إلا ان منتخبنا يعيش نفس ظروف المنتخب البرازيلي (فقد الأداء والهيبة والتصنيف) ولكن عادةً الكبار يعودون.. [email protected]