كتابة اللغة العربية بحروف أجنبية أو ما يعرف ب"الفرانكو آراب" أصبحت ظاهرة منتشرة بصورة كبيرة بين شرائح الشباب خاصة طلبة الجامعات وصارت هي لغتهم المفضلة في غرف "الدردشة "والمحادثات على مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة أن البعض اعتبرها تهديدا للغة العربية. وبالرغم من ذلك فقد قامت مجموعة من الشباب العربي بإنشاء صفحة على موقع "فيس بوك" بعنوان "لغتنا الجميلة.. لا للفرانكو آرب" لوقف انتشار المحادثة وتبادل التعليقات مع الأصدقاء بالحروف اللاتينية. وقد انضم لهذه الصفحة أكثر من 1000 مستخدم، وتم عمل استفتاء قام به موقع "دوَن" حول كتابة العربية بأحرف لاتينية، ووصلت نسبة المعارضين لهذا الأسلوب ل 85% مقابل 15% مؤيدون. لكن الدكتور إبراهيم الدسوقي رئيس قسم علم اللغة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة يؤكد أن هذه الظاهرة لا تمثل خطرا على الثقافة العربية ولغتها مستقبلا لأنها من وجهة نظره مجرد طريقة للكتابة وتعتبر لغة خاصة ترتبط بتوافر شروط معينة من حيث المكان والأشخاص، فهي قاصرة فقط على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا على فئة عمرية محددة وهم الشباب لذلك فهي تعتبر لغة ميتة، في حد ذاتها لمحدودية انتشارها وذلك لكتابتها باللغة الإنجليزية واستخدامها عن طريق أجهزة الحاسب عبر العالم الافتراضي وذلك يؤدي إلى حصر نطاقها لأنها لا تخاطب عامة الناس وإنما مقتصرة على متعلمي اللغة الإنجليزية ومن يجيد التعامل مع الإنترنت. ومع ذلك حذر الدسوقي من أنها قد تمثل تأثيرا قويا إذا خرجت عن نطاق العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي كالإعلام المرئي والمقروء. تقليد ومحاكاة وللوقوف حول أسباب استعمال هذه الطريقة استطلعت "البلاد" آراء عدد من الشباب. في البداية قالت نسمة أحمد عبد العال- طالبة بكلية الاقتصاد- أنها اعتادت على استعمال هذه اللغة لأنها أسرع في الكتابة من العربية، بينما يرى هادي سعد- طالب جامعي- أن استخدامه للفرانكو بسبب استخدام أصدقائه لهذه الطريقة بالتالي يضطر إلى استعمالها حتى يتم التفاهم بينهم أو حتى من باب التقليد والمحاكاة. دراسة أجنبية أما نورهان سيد- طالبة جامعية- فتقول إن إسلوب دراستها بالجامعة يعتمد على اللغة الإنجليزية أكثر من العربية؛ ولذا اعتادت على الكتابة بالإنجليزية. في حين يؤكد علي حسن- طالب بالصف الثالث الإعدادي- أن اللغة التي تستخدم في المحادثات هي لغة مصرية وليست عربية فصحى لذا لا فرق في أن تكتب بحروف عربية أو إنجليزية لأنها لن تهدد اللغة العربية. عمالة وافدة أما أسامة حسني- طالب- فيرى أن سبب انتشار ظاهرة "الفرانكو آراب" على الإنترنت هي العمالة الآسيوية بالخليج التي تسعى لتعلم اللغة العربية بكل الطرق وبعد فترة تلتقط كلمات عربية، ولكنها تعجز عن كتابتها بالحروف العربية وتضطر لكتابتها باللاتينية، ومع الأسف يتجاوب العرب معهم ويعتادون الأمر أملا في فهمهم والتعامل معهم إلى أن تحولت إلى ظاهرة. ولمواجهة هذه الظاهرة ينصح الدكتور الدسوقي بتوعية الشباب بهذا الخطر وتنمية مشاعر الانتماء للغة العربية في المدارس والجامعات والإعلام ودور العبادة ونشر البرمجيات التي تعتمد اللغة العربية في الكتابة وتوفير لوحات مفاتيح باللغة العربية باستخدام الفأرة الإلكترونية عن طريق الإنترنت.