أثار إنشاء منظمة جي ستريت باعتبارها جماعة ضغط أخرى وبديلا عن "ايباك" غضب وانتقاد يهود امريكيين وبخاصة جهات اسرائيلية. فهم يرون ان عمل اليهود الامريكيين هو ان يصفقوا لكل موقف لحكومة اسرائيل وان يضغطوا على الادارة الامريكية لتتبنى هذه المواقف. اليهودية الامريكية واسعة النطاق جغرافيا ومهنيا وعقائديا وثقافيا ايضا. والجدل المفتوح الصادق في قيم اليهودية وتميزها موجود هناك أكثر من وجوده في دولة اسرائيل. لا يستطيع أي معطى جزئي ان يشوه الصورة. ان أكثر يهود الولاياتالمتحدة لا يتبنون مواقف اليمين. وجميع محاولات تعظيم الحزب الجمهوري واضعاف الحزب الديمقراطي قد فشلت. ولهذا تظهر ال جي ستريت على أنها منظمة توالي اسرائيل وتريد ان تعزز اجراءات السلام مع الفلسطينيين. ويوجد فيها انتقاد لمواقف حكومات اسرائيل وهي تحاول ان تجند تأييدا واسعا لمواقفها. عقدت صلات سنين طويلة مع شباب يهود كثيرين، يؤيد أكثرهم مواقف ليبرالية في الشؤون الداخلية والشؤون الخارجية ايضا. والتقيت في نفس الوقت أكثر من مرة واحدة مع القيادة الانجليكانية الجمهورية برئاسة بيت روبرتسون حينما كنت أعمل وزيرا للسياحة في حكومة رابين. ولا يمكن ان أُنكر ان الفروق بين جموع الشباب اليهود وبين التفكير الديني المحافظ لا يمكن الجسر بينها. أنا أتجرأ على ان أقول ان الشعور بتأييد ال جي ستريت بين اليهود في الولاياتالمتحدة تحت سن الاربعين أقوى من الشعور بتأييد القيادة اليهودية المقبولة. ولا تتصل معارضة الجمهوريين خاصة بموقفهم من اسرائيل بل بموقفهم من شؤون كالحق في الاجهاض والاعتراف بالمثلية باعتبارها ظاهرة شرعية. وان تأييد أجزاء من القيادة الاسرائيلية للحزب الجمهوري تُعمق القطيعة وقد تخرج كثيرين أفاضل خارج المعسكر. تُمكّن جي ستريت من انشاء بديل يؤيد اسرائيل باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية، لكنها تعتقد مثل كثيرين آخرين ان ظاهرة الاستيطان تعرض سلامة دولة اسرائيل للخطر في الأمد البعيد والعطف الدولي عليها كذلك. في الولاياتالمتحدة طبقة يهودية غير صغيرة تمتعض من دولة اسرائيل ولا تكترث لها ولمواقفها. وقد جاءت جي ستريت لتقول لغير المكترثين وللقانطين انه يوجد مصير يهودي وان الواجب التاريخي يقضي بالدفاع عن دولة اسرائيل التي ما تزال في صراع على شرعيتها وانه يوجد بديل عن بعض المواقف الرائجة لحكومة اسرائيل وجماعة "ايباك". لست أعيش في الولاياتالمتحدة، ولهذا لا استطيع ان اؤيد بصورة آلية كل موقف ل جي ستريت في كل حرم جامعي وفي كل نقاش. لكن التوجه الرئيس وهو انشاء جماعة الضغط، صحيح يحسن الينا جميعا بصفتنا جماعة ومجتمعا. ومن هنا فانني فرحت جدا لأن رئيس الدولة شمعون بيرس بارك في مقطع مصور حضور المؤتمر ومنحه الختم الشرعي برغم اختلاف الآراء. ان تبني الاختلاف صعب وغير ممكن احيانا. لكن ينبغي التسليم لتعبيرات مختلفة تعبر عن ألوان فكرية في أساسها التأييد المبدئي لدولة اسرائيل التي هي لنا جميعا.