إتفق زعماء المعارضة السورية على توسيع وإعادة تنظيم المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية التي تحظى بتأييد دولي في الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في خطوة قد تقلل نفوذ الإسلاميين في المجلس.والتقت المعارضة في اسطنبول في اجتماع سيطرت عليه الخلافات استجابة لدعوة من تركيا وقطر التي ترأس جامعة الدول العربية لتشكيل جبهة مشتركة في انتفاضتهم ضد الأسد. وقالت مصادر من المعارضة إن الإخوان المسلمين وافقوا بضغط من تركيا على تشكيل لجنة من عشرة أشخاص لإعادة هيكلة المجلس الوطني السوري المؤلف من 350 عضوا يشكل الإسلاميون نحو 270 من أعضائه.وأصدر المجلس الوطني السوري إعلانا وعد فيه ببناء دولة ديمقراطية والسعي الي المصالحة بمجرد الإطاحة بالأسد. وقال نجاتي طيارة عضو اللجنة "سنعقد الاجتماع الاول. نحن مجرد لجنة تمهيدية والهدف هو الوصول خلال ثلاثة اسابيع الي منظمة أكثر شمولا -على غرار مؤتمر وطني- قد تحل محل المجلس الوطني السوري."والهدف من هذا الإعلان هو أن تظهر المعارضة السورية للعالم أنها قادرة على تشكيل بديل حقيقي للحكومة الحالية قبل اجتماع وزراء خارجية مجموعة "أصدقاء سوريا" في اسطنبول في أول أبريل نيسان. وقوضت الانقسامات داخل المعارضة السورية الانتفاضة. وعلى الرغم من تشكيل لجنة لإعادة هيكلة المجلس الوطني السوري إلا أن الليبراليين يتشككون في استعداد الإخوان المسلمين لتخفيف قبضتهم. وقال كمال اللبواني وهو زعيم معارض بارز قضى سنوات كسجين سياسي في سوريا إنه إذا ترك المجلس الوطني السوري لحاله مرة أخرى فإنه سيتفكك مشيرا إلى أنه تم التوصل لاتفاق لإعطاء أساس لمجموعة "أصدقاء سوريا" لدعم الانتفاضة. واستقال اللبواني -وهو طبيب- من المجلس الوطني السوري في وقت سابق هذا الشهر مشتكيا من أن المجلس هو واجهة للاخوان المسلمين. وتضم اللجنة أربعة أعضاء من المجلس الوطني منهم برهان غليون رئيس المجلس الوطني وهو أكاديمي يقيم في باريس يتهم بأنه رئيس شكلي في حين يمسك الإخوان المسلمون بمقاليد السلطة الحقيقية في المجلس. وانتقد الزعيمان المعارضان وجيل جديد من النشطاء الشبان المجلس قائلين إنه لا يضم سوى القليل ممن يمثلون الشارع العربي وحركة المعارضة. ورفض طيارة -الذي غادر سوريا بعد أن قضى تسعة أشهر في السجن أثناء الانتفاضة- الانضمام للمجلس إلا بعد إعادة هيكلته. وقال ناشط سوري بارز آخر "إذا سمح للجنة بأن تؤدي عملها سيخسر الإخوان المسلمون نفوذهم على مركز صنع القرار في المجلس وسيتم إبعاد من يعيشون في المنفى ولا تربطهم صلة قوية بسوريا." لكن عضوا في الإخوان المسلمين قال إن هناك حاجة لتوسيع اللجنة مضيفا أن خصوم الإخوان "يخطئون إذا ظنوا أن قلة من الأفراد ليس لهم وزن سياسي كبير يستطيعون الانقلاب على إرادة الأغلبية."