أثار هجوم على مسجد شيعي في بروكسل والذي أودى بحياة رجل دين يتمتع بشعبية كبيرة موجة من التساؤلات في صفوف المسلمين والشرطة البلجيكية حول دوافع الهجوم الذي لا تزال سلطات مكافحة الإرهاب والشرطة غير متأكدة من هوية المشتبه به الذي تحتجزه. ولم يكشف المحققون سوى تفاصيل قليلة عن المشتبه به وهو رجل في الثلاثينات من العمر يقول سكان محليون إنه دخل المسجد الموجود في منطقة فقيرة بالمدينة بعد صلاة العشاء مساء يوم الاثنين حاملا معه فأسا وسكينا وعبوة بنزين سكبها على سجاد المسجد وأضرم فيها النار. وأبلغت المدعية الاتحادية لين نيوتس رويترز "هو يقول إنه مسلم سلفي" مضيفة أن ذلك واحد من بضعة تفسيرات لما أقدم عليه. ومضت تقول "يقول إن سوريا ربما كانت أحد الأسباب لكن يتعين علينا إجراء المزيد من التحقيقات" قبل أن نصل إلى هذا الاستنتاج.وقالت نيوتس إن المشتبه به قدم ثلاث بطاقات مختلفة لتحقيق الشخصية ولا تزال جهود تبذل لمعرفة أي من هذه البطاقات هي الصحيحة. وقال سكان إنه مسلم سني مغربي من طنجة. وتسلمت المدعية الاتحادية اليوم الأربعاء ملف قضية الهجوم على المسجد في بروكسل من محققين محليين مما يشير إلى أن دافعا سياسيا أكثر خطورة أو مرتبطا بالارهاب ربما كان وراء الهجوم. وقالت نيوتس "جرى تصعيد ملف القضية لأن القانون ينص على ضرورة عمل هذا في قضايا العنف على أسس سياسية أو أيديولوجية... هناك مؤشرات الي أن هذا هو الحال في هذه القضية." ولقي إمام المسجد (46 عاما) الذي قالت الشرطة إنه يدعى الشيخ عبد الله دادو حتفه جراء استنشاق الدخان عند محاولته إطفاء النيران بينما أصيب رجل آخر بجروح. وقلل سكان في حي اندرلخت في بروكسل والذي يوجد به المسجد من شأن أي عنصر متصل بالعلاقة بين الطوائف وراء الهجوم. ووضع مشيعون ورودا خارج (مسجد الرضا) الواقع في مبنى البلدية والمكون من ثلاثة طوابق على مسافة غير بعيدة من معبد يهودي وعلى بعد بضعة مئات من الأمتار من كنيسة نوتردام الكاثوليكية. ويعيش في الحي عدد كبير من المهاجرين من شمال أفريقيا والمغرب وهي جالية تأثرت بشدة جراء التراجع الاقتصادي والبطالة المتزايدة. ويقول السكان إن الغالبية الساحقة لسكان الحي من السنة وهو ما يجعل وجود مسجد شيعي أمرا لافتا للنظر. ويقول مقيمون إن الشيعة من شتى أنحاء بلجيكا وخارجها كانوا يترددون على المسجد. ويشكل السنة حوالي 80 بالمئة من المسلمين في العالم. ويعيش في بلجيكا جالية كبيرة من المسلمين يشكلون 6 بالمئة من السكان البالغ عددهم 11 مليونا يعيش معظمهم في بروكسل وأنتويرب وشارلروا. وتشير بعض التقديرات إلى أن المسلمين يشكلون حوالي ربع سكان بروكسل وعددهم مليون نسمة. والغالبية العظمى من المسلمين تنحدر أصولهم من المغرب وتونس. لكن بينما العلاقات جيدة في العادة بين الطوائف المسلمة المختلفة إلا أن هناك تاريخا من التوتر في العلاقات بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة في قاع المدن.