استغل أصحاب المحلات التجارية في أسواق خميس مشيط تزاحم وتسابق المتسوقين لشراء ثياب ومستلزمات عيد الفطر المبارك، وعمدوا إلى رفع الأسعار، وبين عدد من المواطنين أن هناك تخفيضات وهمية يعلنها بعض أصحاب المحلات لجذب الزبائن، وطالبوا وزارة التجارة بالتدخل لوضع حد لغلاء الأسعار. عملية احتيال محمد المازني (متسوق) التقيناه بصحبة أبنائه الخمسة، واستغرب ارتفاع الأسعار عن مستوياتها السابقة، وقال إن جميع المحلات والأسواق في محافظة خميس مشيط تكتب لوحات إعلانية في كل مكان تشير إلى أن هناك عروضا وتخفيضات في الأسعار وعندما يذهب الفرد بنفسه إلى هناك يجد العكس تماما، كل قطعة أو بضاعة مرتفعة عن سعرها الأصلي وهذا يعتبر استهتارا بالمواطنين وعملية احتيال ينفذها أصحاب المحلات للحصول على الربح الكبير خصوصا في مثل هذه المواسم. ماتت فرحة أطفالي وقال المتسوق فهد حسن الهزازي: هذا اليوم الثالث وأنا أبحث عن محل أجد فيه الأسعار مناسبة لشراء ملابس أطفالي، ولكن وجدت الأسعار مرتفعة في جميع المحلات، وأضاف: إنني حاليا محتار أين أذهب بأطفالي لكي أجد لهم ثياب ومستلزمات العيد بأسعار في متناول أيدينا بدلا من هذا الاحتيال الواضح مع العلم بأن أطفالي انطفأت فرحتهم عندما تفاجأوا بتلك الأسعار المرتفعة، وأطالب الجهات المختصة بتكثيف الرقابة للحد من هذا التلاعب وضبط الأسعار. تخفيضات وهمية وقال المواطن سعد الشهري لقد شدني إعلان دعائي على أحد المحلات في خميس مشيط عن وجود تخفيضات بأقل من سعر التكلفة للملابس الجاهزة، وعندما دخلت المحل ودققت في الأسعار وجدت أنها عادية ولا يشملها أي تخفيض بينما يمارس صاحب المحل الغش والتدليس على المستهلكين دون أي تدخل من الجهات المختصة وهذا يشجع ضعاف النفوس لسلوك هذا الطريق دون وازع من ضمير وقد يقع ضحية ذلك المستهلك في النهاية. ارتفاع الملابس وقال فارس السعيد مسؤول محلات بيع ملابس أطفال: نعم شهدت أسعار الملبوسات ارتفاعا كبيرا وملحوظا مع تزايد الطلب، وتراوحت الزيادة بين 30 إلى 50 في المائة، مع تضاعف أسعار البضائع الجديدة عن قيمتها قبل شهر رمضان، ولكون عيد الفطر يحل علينا بعد أيام فإن الملابس الداخلية والخارجية للأطفال تحظى بالنصيب الأوفر في المبيعات، وهي تشكل ما يقارب ال50 في المائة من إجمالي البضائع المشتراة، كما أن الملابس الجاهزة النسائية نالت نصيبا وافرا في المبيعات وارتفاعا كبيرا في الأسعار لرغبة أصحاب المحلات في استغلال فرصة انتعاش السوق، حيث لاحظ عدد من المتسوقين ارتفاعا جذريا وملحوظا في فترات تصل إلى يومين على الأقل. وقال صادق عبد الرب مدير أحد المجمعات التجارية في خميس مشيط: هناك عدة عوامل وراء ازدحام الأسواق والشوارع، أجبرت الناس على شراء مستلزمات العيد في أواخر شهر رمضان، خصوصا فئة الشباب حيث أن بعضهم منشغلون بوظائفهم التي قد لا تسمح له بالتسوق إلا في وقت متأخر من الشهر لذلك تجدهم يتوافدون على السوق في آخر الشهر، كما أن بعض أصحاب المحلات لا يعرضون الجديد من البضائع إلا في وقت متأخر. الباعة الجائلون وأضاف صابر حسن صاحب أحد محلات بيع الملابس الرجالية نتعرض لخسائر كبيرة هذه الأيام بسبب الباعة المتجولين ومحلات (بوعشرة) التي تبيع بضائع تقليدية بأسعار رخيصة، فيما يتم بيع السلع التقليدية على أساس أنها أصلية ليقع الزبائن في الفخ، وهناك بعض المصانع الاستهلاكية تتفنن في التقليد بنفس المسمى والإطار والشكل، والزبون لا يفرق بين السلعة الأصلية والمقلدة إلا بعد استخدامها مثل الشماغ قد تجده بنفس مسماه عند الباعة الجائلين بسعر رخيص جدا قد يصل إلى 30 ريالا وعند المحلات التجارية ب 100 ريال فالفرق شاسع جدا لذا يقبل بعض الزبائن على شراء تلك السلع وهو لا يدري عن رداءتها وحقيقة أمرها. أما حمد آل جار الله بائع في محل تجاري للملابس الرجالية فيرى أن الأسعار في هذه الأيام جيدة، وأنواع البضائع كثيرة، وكل نوع له زبائن حسب الذوق والرغبة، وقال: إن زبائن الملابس كثيرون وبعضهم يرغب النوع الغالي أو المتوسط أو الرخيص، لافتا إلى أن هناك بعض الشباب أجبروا بعض المحلات على جلب الملابس الأجنبية (البدل) وأضاف أن بعض الأسعار مناسبة وبعضها لا يستحق هذا السعر والبعض الآخر رخيص والزبائن يختلفون فهناك الطبقة العليا والوسطى والمنخفضة وأغلبهم يطلب الملابس الصيفية الداخلية والشماغ. ومن جانبه أشار الدكتور محسن المنصوري «خبير اقتصادي» إلى أن رمضان يعتبر شهرا استهلاكيا بشكل كبير، وفرصة للتجار لتحريك أسواقهم وتصريف سلعهم وبضائعهم، من خلال وضع حملات إعلانية للتخفيضات الوهمية لاستقطاب المتسوقين، وقال إن جميع المحلات والشركات والمؤسسات التجارية تسعى لتحقيق أرباح عالية، والسيطرة على أكبر شريحة من السوق وجذب المتسوقين للشراء بشتى الطرق والوسائل، حيث أن الكثير من هذه العروض غير حقيقية هدفها جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن فقط، واعتبر الباعة الجائلين الرابح الأكبر بأسعارهم التي تعتبر في متناول الجميع في ظل ارتفاع الأسعار، وقال: يجب على المستهلك التأكد من صحة هذه العروض لأن غالبية المستهلكين لم يصلوا للأسف لمرحلة الوعي الكافي في كيفية التعامل مع العروض التجارية والتي قد تكون مغشوشة أو مقلدة.