اكد مجموعة من المتخصصين اهمية المياه للمملكة وللبلاد العربية كاستراتيجية تؤكد على الأمن المائي، وقالوا ل(البلاد) ان اعتماد المملكة على مياه التحلية حالياً أمر منطقي في ظل شح المياه في بلادنا، مع اجراء الدراسات لاستخدامات جديدة لمياه الصرف بشكل أوسع في الغسيل والنظافة والري، موضحين ان مياه التحلية في المملكة توفر حوالى 50% من الاحتياج فيما ال50% الاخرى تأتي من المياه الجوفية. وقال كل من (م. عبدالله بقشان رئيس هيئة المهندسين والدكتور عبدالعزيز الطرياق الاستاذ بالجامعة في شؤون المياه وم. سعود الاحمدي نائب رئيس هيئة المهندسين) في مؤتمر صحفي عقدوه بجدة حضره ممثلو الصحافة المحلية استباقاً لمؤتمر عن المياه سيتم انعقاده الشهر القادم.. قالوا ان السعودية تعد من أكثر بالدول استهلاكاً للمياه وان من المتحتم ايجاد جهود كبيرة لترشيد استهلاك المياه.. إلى ذلك يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة جدة يوم السبت 12 صفر 1433ه المؤتمر الهندسي العربي السادس والعشرون (الموارد المائية في الوطن العربي) والمعرض الفني المصاحب , حيث سيتباحث بالمدارسة أكثر من 400 خبيرٍ عربي وعالمي شؤون قطاع المياه على مدى أربعة أيام .وِتُعَدَ هذه المناسبة أكبر تجمعٍ للخبراء والمختصين والإستشاريين في هذا المجال على المستوى العربي. ويأتي هذا المؤتمر الذي تنظمه الهيئة السعودية للمهندسين، بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، وبدعم وزارة المياه والكهرباء، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووزارة التعليم العالي استجابة للحاجة المُلِحة لتبادل الخبرات ومواجهة المعوقات بطرقٍ منهجية علمية وتقنية حديثة ومتطورة في مجال كيفية المحافظة على الموارد المائية والبحث عن أنجح السبل في تنميتها لتحقيق الإكتفاء الذاتي من المياه في الوطن العربي في ظل التحدي الأكبر الذي يواجهه الوطن العربي في الوقت الراهن. ويرى الخبراء أن المياه من أكبر وأهم التحديات التي تواجه البلاد العربية , بعد التوقعات بإزدياد التحدي مع مرور الزمن، نظرًا لقلة الموارد المائية الطبيعية المتوافرة، والتكاليف الباهظة لتوفير المياه من مصادر غير تقليدية، مثل التحلية، وإعادة إستخدام مياه الصرف الصحي المُعالَجة، وغيرها . وتنفرد المملكة العربية السعودية بنحو 18 % من إجمالي القدرة العالمية على تحلية المياه، حيث تقوم شبكةٌ من الأنابيب يزيد طولها على نحو 4.000 كلم، بنقل 55 % من الإحتياجات المحلية من المياه العذبة، من محطات تحلية المياه الموزعة على مختلف أرجاء المملكة. وتُعتبر هذه الأرقام مؤشراً بسيطًا على حاجة المملكة المتنامية للمياه العذبة ، للإستخدام المنزلي والزراعي والصناعي. واستجابةً لهذه الأولية المُلحّة، قامت المملكة بتشييد أكبر محطة تحلية مياه في العالم، وذلك في المنطقة الشرقية من المملكة في (رأس الخير) ، ومن المُتوقع أن تضخ هذه المحطة الجديدة نحو 1،025،000 متر مكعب من المياه، وأن تُولِد 2400 ميغاوات من الطاقة الكهربائية. ويهدف المؤتمر إلى رصد وتقويم التطور المعرفي والتطبيقي في حقل المياه وتقوية الروابط بين الصناعيين والباحثي والأكاديميين في الدول العربية للإستثمار في التنمية والبحوث التطبيقية وتبادل الخبرات والدروس المُستفادة والتجارب الناجحة وكذلك تطوير آليات للتنسيق بين المتخصصين والمختصين بشكل عام. كما يَحظى المؤتمر بمشاركةٍ لافتة من عدد من الشركات والمؤسسات والهيئات والقطاعات والجهات الحكومية ذات العلاقة في المملكة، ومختلف الدول العربية. وبحضور نُخبة من المختصين والمهتمين بهذا الموضوع الحيوي، ومشاركتهم في فعاليات هذا المؤتمر، من محاضرات، وجلسات عمل، وورش عمل متخصصة، وذلك بإثراء جلساته، ومحاوره بالنقاش والحِوار والمداخلات، وكذلك المعرض المهني المتخصص المُصاحب. وبهذه المشاركات المتميزة، تسعى الهيئة والجهات المشاركة للإسهام في إيجاد حلولٍ ناجعة لمشكلة المياه ونُدرتها، والخروج بتوصيات وبرامج عمل وخطط يتم رفعها للجهات المختصة في كل بلد لتفعيلها وتطبيقها على أرض الواقع. تؤكد هذه الرعاية الكريمة والمشاركة الواسعة من القطاعين العام والخاص إهتمام الدولة وأصحاب الشأن في المملكة بموضوع المياه، كموضوعٍ حيوي يهم كل المواطنين , و على أهمية الإستفادة من كافة الخبرات في العالم العربي وآخر التقنيات الحديثة لتأمين أهم الضروريات للمواطنين و التنمية الإقتصادية المستدامة .