شبرقة - بَدَل الزهراني : برعايةٍ كريمةٍ من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله- والتي ستحتضنها مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية, يناقش أكثر من 400 خبيرٍ عربي وعالمي في قطاع المياه على مدى أربعة أيام بِدءً من السابع من شهرِ يناير فعّالياتِ المؤتمر الهندسي العربي السادس والعشرون (الموارد المائية في الوطن العربي) والمعرض الفني المصاحب. لِتُعَدَ هذه المناسبة أكبر تجمعٍ للخبراء والمختصين والإستشاريين في هذا المجال على المستوى العربي. ويأتي هذا المؤتمر الذي تنظمه الهيئة السعودية للمهندسين، بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، وبدعم وزارة المياه والكهرباء، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووزارة التعليم العالي تقديراً للحاجة المُلِحة لتبادل الخبرات ومواجهة المعوقات بطرقٍ منهجية علمية وتقنية حديثة ومتطورة في مجال كيفية المحافظة على الموارد المائية والبحث عن أنجح السبل في تنميتها لتحقيق الإكتفاء الذاتي من المياه في الوطن العربي في ظل التحدي الأكبر الذي يواجهه الوطن العربي في الوقت الراهن. تُعدّ المياه من أكبر وأهم التحديات التي تواجه بلداننا لاسيما بعد التوقعات بإزدياد التحدي مع مرور الزمن، وذلك نظرًا لقلة الموارد المائية الطبيعية المتوافرة، والتكاليف الباهظة لتوفير المياه من مصادر غير تقليدية، مثل التحلية، وإعادة إستخدام مياه الصرف الصحي المُعالَجة، وغيرها. وتنفرد المملكة العربية السعودية بنحو 18 % من إجمالي القدرة العالمية على تحلية المياه، حيث تقوم شبكةٌ من الأنابيب يزيد طولها على نحو 4.000 كلم، بنقل 55 % من الإحتياجات المحلية من المياه العذبة، من محطات تحلية المياه الموزعة على مختلف أرجاء المملكة. وتُعتبر هذه الأرقام مؤشراً بسيطًا على حاجة المملكة المتنامية للمياه العذبة ، للإستخدام المنزلي والزراعي والصناعي. واستجابةً لهذه الأولية المُلحّة، قامت المملكة بتشييد أكبر محطة تحلية مياه في العالم، وذلك في المنطقة الشرقية من المملكة في (رأس الخير) ، ومن المُتوقع أن تضخ هذه المحطة الجديدة نحو 1،025،000 متر مكعب من المياه، وأن تُولِد 2400 ميغاوات من الطاقة الكهربائية. ويهدُف المؤتمر إلى رصد وتقويم التطور المعرفي والتطبيقي في حقل المياه وتقوية الروابط بين الصناعيين والباحثي والأكاديميين في الدول العربية للإستثمار في التنمية والبحوث التطبيقية وتبادل الخبرات والدروس المُستفادة والتجارب الناجحة وكذلك تطوير آليات للتنسيق بين المتخصصين والمختصين بشكل عام. كما يَحظى المؤتمر بمشاركةٍ لافتة من عدد من الشركات والمؤسسات والهيئات والقطاعات والجهات الحكومية ذات العلاقة في المملكة، ومختلف الدول العربية. وبحضور نُخبة من المختصين والمهتمين بهذا الموضوع الحيوي، ومشاركتهم في فعاليات هذا المؤتمر، من محاضرات، وجلسات عمل، وورش عمل متخصصة، وذلك بإثراء جلساته، ومحاوره بالنقاش والحِوار والمداخلات، وكذلك المعرض المهني المتخصص المُصاحب. وبهذه المشاركات المتميزة، تسعى الهيئة والجهات المشاركة للإسهام في إيجاد حلولٍ ناجعة لمشكلة المياه ونُدرتها، والخروج بتوصيات وبرامج عمل وخطط يتم رفعها للجهات المختصة في كل بلد لتفعيلها وتطبيقها على أرض الواقع. تؤكد هذه الرعاية الكريمة والمشاركة الواسعة من القطاعين العام والخاص إهتمام الدولة وأصحاب الشأن في المملكة بموضوع المياه، كموضوعٍ حيوي يهم كل المواطنين , و على أهمية الإستفادة من كافة الخبرات في العالم العربي وآخر التقنيات الحديثة لتأمين أهم الضروريات للمواطنين و التنمية الإقتصادية المستدامة .