أشاد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بالتصريح الضافي الذي أدلى به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية لوكالة الأنباء السعودية الاثنين الماضي وأعلن خلاله البدء بمحاكمة المنتمين لخلايا الفئة الضالة وأوضح فيه أن المملكة تعرضت في الأعوام الأخيرة لحملة إرهابية منظمة ترتبط بأرباب الفتنة والفساد في الخارج وتستهدف المجتمع السعودي في منهجه وثوابته واقتصاده ونمط حياته وتدعو لإشاعة الفوضى مشيرا إلى أن لها ارتباطا مباشرا بالتنظيم الضال الذي يتبنى التكفير منهجاً والمسمى بالقاعدة . وقال معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في تصريح له بهذه المناسبة إن ما جاء في حديث سمو وزير الداخلية من مضامين سامية واضحة وضعت الأمور في نصابها وأبانت للجميع أن الحملة الضالة الظالمة استهدفت المملكة العربية السعودية التي تحكم بشرع الله وتضم بين جنباتها البقاع الطاهرة ومهبط الوحي ويتشرف ولي أمرها ومواطنوها بخدمة الحرمين الشريفين لم يشهد لها العالم مثيلاً في وقتنا الحاضر . وأثنى معاليه على الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في مواجهة الفئة الضالة وأعمالها التخريبية، وقال إن الجهود الاستباقية التي قام بها رجال الأمن في اكتشاف مخططات هذه الفئة وأعمالهم الدنيئة في التخريب والإرهاب والقتل ونشر الفوضى واستهداف الوطن في مقدراته ومكتسباته، وتعكير صفو الأجواء الآمنة التي تنعم بها مقدسات المسلمين، جهود جبارة تحسب لرجالات الأمن وقياداته يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية وسمو نائبه، وسمو مساعده . . فهذه الجهود هي محل فخر وتقدير كل مواطن ومقيم، وهي امتداد لجهود سابقة حفظت بها الأرواح والممتلكات من الفوضى والعبث غير المسؤول . وقال معاليه إن إحالة الموقوفين المنتمين إلى خلايا الفئة الضالة إلى القضاء الشرعي، مهم لأسباب عدة منها تحكيم الشرع ومرجعيته في المملكة العربية السعودية فبعد استكمال التحقيقات كان لا بد من محاكمة الموقوفين من هذه الفئة الضالة كما أنه يأتي لرغبة الكثير من أهالي الموقوفين في أن يحاكموا وتلبية لمطالبة أهالي المتوفين من المدنيين والعسكريين من جراء العمليات الإرهابية كما أن فيه تعزيز لنهج العدل والحق والنزاهة التي قامت عليها بلادنا الغالية وهو النهج الذي سار عليه ولاة أمرها منذ أن قامت على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - وتعاقب على ذلك أبناؤه البررة وأكدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حيث يقوم بتحقيقها في حياة الناس وإرساء دعائمها في كافة معاملاتهم . وواصل معالي وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد قائلاً إن في إحالة هؤلاء الموقوفين في القضايا الإرهابية إلى القضاء الشرعي تأكيداً على نزاهة القضاء في المملكة، وارتفاع مستوى القضاة ووعيهم في هذه القضايا الإرهابية، وهذه إحدى مزايا هذا الوطن العزيز في زمن تتلاطم فيه الفتن، وقانا الله شرورها . وأكد معاليه مسؤولية المجتمع بكافة فئاته ومؤسساته في التصدي للأفكار الشاذة المنحرفة، ومن ذلك المؤسسات الشرعية، وخاصة المساجد ومن يقوم عليها من الأئمة والخطباء والدعاة، محذراً من أن الأمة مما تعانيه من مشكلة الآن في كثير من بلاد المسلمين، تعاني الآن من مصيبة التكفير أو التفجير، معبراً معاليه عن ألمه بأن طائفة من شبابنا أُخذوا على حين غرة وغفلة منهم ومن أهلهم فأخذوا إلى ميدان التكفير فكفروا حتى كفر بعضهم أئمة الإسلام وعلماءه . وقال حري بطلاب العلم وبالأئمة والخطباء أن يكونوا متحركين يعرفون أحوال الشباب ويعرفون كيف يتكلمون معهم حتى لا تظهر وتتكون خلايا من دون معرفة أحد، كما أنه ينبغي أن يكونوا على دراية ومعرفة وفطنة لهؤلاء الشبيبة الصالحين، وأن يأخذوهم إلى رياض العلم، ورياض الجماعة، ورياض الهدى والخير والصلاح، وتوجيههم الوجهة الإسلامية الصحيحة المعتمدة من تعاليم الدين الحنيف دين السماحة واليسر والوسطية والاعتدال . وتابع معاليه قائلا إن التكفير وما تبعه من تفجير هؤلاء الغلاة الخوارج لا بد أن يواجه، وذلك بالعمل على تحصين الشباب قبل أن يدخل عليهم أحد فيؤثر عليهم إذا كان يأتي للمسجد، حيث إنه من الواجب على إمام المسجد والخطيب أن يتفطن لهؤلاء، وإذا تفطن الإمام لهم وجب عليه أن يعمل لهم البرنامج الكافي ويناقشهم وينبه أباه، وينبه قريبه أو أهل العلم من الدعاة في منطقته، حتى لا يخرجوا عن إطار الجماعة . وأضاف معاليه رسالتنا أن نجعل الخلق يحبون ربهم / جل وعلا / ويطيعونه ويدينون له ويخلصون الدين له، ثم يطيعون رسوله صلى الله عليه وسلم ويلتزمون بجماعة المسلمين، وأن يكونوا معهم في السراء والضراء، بهذا يكون التأثير وتكون القوة . ونبه معالي الشيخ صالح آل الشيخ إلى أن الفئة الضالة لها مأخذان : مأخذ فكري ومأخذ عملي . . وشرح معاليه المأخذ الفكري هوالانحراف والبدعة والتكفير، والمأخذ العملي هو ما يحدثونه في البلاد من تفجير وتدمير، وإزهاق للأنفس وخروج عن الولاية وقالالمأخذ الأمني يجب علينا جميعاً أن نتعاون فيه، والمأخذ العلمي الشرعي الفكري أول مسؤوليته تقع على الأسرة، ثم على إمام المسجد، لأن الأكثر على أهل العلم والدعاة، ولأن الأكثر منهم تشهدهم في المساجد، لهذا واجب علينا على مستوى الأئمة والدعاة والوعاظ أن نحيي رسالة المسجد في تحصين الشباب من مزايغ التكفير والضلال، وهذه رسالة نريد أن ننطلق بها انطلاقاً كبيراً - إن شاء الله تعالى - ، وإذا قمنا بها فإن منزلتنا بإذنه تعالى تكون عالية عند الله جل جلاله . وأكد معاليه ضرورة أن تنهض المساجد بواجبها في رد الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن لا تكون ميداناً للمجاملة، ولا ميداناً للسكوت عن المنحرفين المنتسبين للإسلام لافتا النظر إلى أن الانحراف كما أنه يكون في البعد عن تعاليم الدين باتباع الشهوات، ومقارفة الكبائر والمنكرات، والتفلت من الواجبات الشرعية، كذلك يكون في الغلو، والزيادة عما أمر به الله جل وعلا إذ إن الله تعالى نهى عن الغلو بقوله تعالى : " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم " ، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو فقال : إياكم والغلو، والغلو هو الزيادة في الأمر عما شُرع، الغلو هو الزيادة عن ما أُمر به شرعاً، فمن زاد في أمر ما في إنكار المنكر، أو في التدين عما أذن به شرعاً، فهو من أهل الغلو، فلذلك الواجب عظيم في أداء رسالة المسجد في تثبيت السنة، وفي رد الأهواء والفرق وهذه البلاد بخصوصها، وبلاد المسلمين عامة قد طهرها الله - جل وعلا - وأصلحها، والله - جل وعلا - يقول : " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين " . وأوصى معاليه بانتهاج منهج الوسطية والاعتدال وقال الوسطية والاعتدال مطلوبة شرعاً وفق ضوابطها الشرعية التي يقرها أهل العلم الراسخون فيه، فالإسلام عقيدة وشريعة . . فعقيدته مبنية على الوسطية، وشريعته مبنية على الوسطية والاعتدال، يقول الله - جل وعلا - : " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " ، معنى قوله أمة وسطا كما فسرها الصحابة ومن تبعهم يعني جعلناكم أمة عدلاً خياراً بما تتوسطون فيه بين الغالي والجافي، فهناك غلو وجفاء في الملل والنحل، هناك غلو وجفاء في الفرق المختلفة في هذه الأمة، فثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : " إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " . وأضاف الشيخ صالح قائلاً إن الإسلام وسط بين الديانات، فمن تأمل عقيدة الإسلام وجدها الوسط بين الديانات المختلفة، ووسط بين أهل القوانين، ووسط في الأخلاق، ووسط في المعاملات، كما دعا الإسلام إلى الأخلاق الحميدة وحض عليها، بل وصف الله - جل وعلا - نبيه بذلك في قوله :" وإنك لعلى خلق عظيم " ، والإسلام وسط بين اللين وبين القوة، فالقوة في مكانها مطلوبة، واللين مع المسلمين وغير المسلمين في مكانه مطلوب، فالحق بين ذاك وذاك، والإسلام وسط أيضاً في أنواع المعاملات، وأنواع التشريعات التي فيها تعامل الناس . ومضى الشيخ صالح بقوله إن المرء المسلم مطالب بالسمع والطاعة لولي الأمر وألا ينازع الأمر أهله، فأمر الإمامة والولاية عظيم، وشأنه عظيم لكن معه في منهج الوسطية النصح والبيان والتعاون مع ولاة الأمر على البر والتقوى، كذلك منهج الوسطية والاعتدال عدل ووسط في الفقه والأحكام، فرعايةُ المقاصد والمصالح مطلبٌ شرعي ضروري لتأصيل منهج الوسطية والاعتدال في الأمور . وأعاد معالي وزير الشؤون الإسلامية التأكيد على الدور المناط بالأئمة والخطباء في مساجدهم وجوامعهم، وقال إن الواجب عظيم في أداء رسالة المسجد في تثبيت السنة، وفي رد الأهواء والفرق وهذه البلاد بخصوصها، وبلاد المسلمين عامة قد طهرها الله - جل وعلا - وأصلحها، والله - جل وعلا - يقول : " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين " . ورأى معاليه أن البعد عن الدين بأي شكل من أشكاله سواء في ميدان الشبهات، أو في ميدان الشهوات هو إفساد بعد إصلاح، والواجب على أهل العلم أن يتنبهوا إلى الخطر الذي يأتي من قبل الدين، لأن صاحب الشبهة يؤثر باسم الدين، وأما صاحب الشهوة فالنفوس ت َنفُر من المنكر، ومن الموبقات، ومن الكبائر حتى لو أن المسلم عمل كبيرة فإنه تؤنبه نفسه، ويتوب فيتوب الله عليه، كما قال تعالى : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى " . وقال معاليه هذه الأمور واجب أن ينتبه لها أهل العلم، وطلبة العلم، وأن لا يكونوا متساهلين في وجود الأفكار المنحرفة، أو الفرق التي تكون على نسق الفرق الضالة السابقة، وتأخذ بمآخذه من الدين يستبيحون الدماء، أو يستبيحون قتل من لا يجوز قتله شرعاً، أو يقتلون أنفسهم والله - جل وعلا - يقول : " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " . وواصل الشيخ صالح آل الشيخ القول إن الله سبحانه وتعالى بين في كتابه أنه لما أراد أن يخلق - آدم عليه السلام - وذكر ذلك للملائكة أول ما قالت الملائكة : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " ، فجَعَلوا من الصفة العظيمة التي لا تَستَحق أن يجعل في الأرض، أن يكون يفسد في الأرض ويسفك الدماء فأنكرت الملائكة ذلك والله - جل وعلا - بينّ لهم أنه يعلم ما لا يعلمون فهو يخلق آدم عليه السلام ليكون مكلفاً يحمل أمانة الله - جل وعلا - ، وقال الله سبحانه وتعالى في بيان الذين يفسدون في الأرض قال : " ومن الناس من يعجبك قوله " ، وربما يأتي تأويله، وربما يأتي ببعض كلام أهل العلم، لكنه ليس على نهج الصحابة ولا على نهج علماء الإسلام، ولا على نهج السلف الصالح في صواب ما يقول، قد يكون عنده شبهة لكنها ليست صائبة، كما كان الأوائل من الذين انحرفوا يحتجون ولكن الشأن ليس في إيراد الدليل إنما الشأن في أن يكون الإيراد صحيحاً، موافقاً لفهم سلف هذه الأمة يقول الله - جل وعلا - في طائفة من هؤلاء : " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد " ، وقال الله - جل وعلا - في وصف المحاربين، قال : " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً . . الآية " ، أجمع العلماء على أن هذه الآية تسمى آية الحرابة، قال أهل العلم : إنهم يحاربون الله ورسوله إذا أخافوا السبيل، فإذا أخافوا السبيل وقتلوا فقد حاربوا الله ورسوله وإذا أخافوا السبيل وأخذوا المال فقد حاربوا الله ورسوله لماذا ؟ لأنه لا يرضى الله ورسوله بالفساد، وإنما أمر الله - جل وعلا - بالأمن، أمر الله - جل وعلا - بأن يكون المال محفوظاً، والنفس محفوظة، والعرض محفوظاً، وكما قال عليه - الصلاة والسلام - : " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " . وأردف معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يقول إن الأحداث الإجرامية، والتفجيرات الأثيمة التي جرت ووقعت في عدد من مدن ومحافظات المملكة في السنوات القليلة الماضية، جمعت بين أمور منكرة عظيمة : الأمر الأول : قتل النفس والله - جل وعلا - يقول : " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " . الأمر الثاني : قتل للمسلمين فقد مات من جراء هذه التفجيرات أو من التصويب المباشر مات فيها من المسلمين أكثر مما مات من غيرهم، والله تعالى يقول : " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها " ، والنبي - ? - كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة يقول : " من خرج على أمتي بالسيف لا يتحاشا بين برها وفاجرها " وفي رواية في مسلم : " لا يفرق بين برها وفاجرها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه " ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اللهم هل بلغت وجعل يرفع إصبعه الشريفة إلى السماء وينكثها في الأرض اللهم فاشهد " ، قال الصحابة : يا رسول الله نشهد أنك بلغت،قال : " اللهم فاشهد، اللهم فاشهد، اللهم فاشهد " ، دم المسلم الواحد عظيم . الأمر الثالث : قتل النفس المعاهدة غير المسلمين ممن يأتون إلى هذه الديار جاءوا بأمن وعهد إما أن يكون الذي أمنهم ولي الأمر، أو جاءوا وأمنهم كفيل لهم من المسلمين، والنبي - ? - يقول : " المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى في ذمتهم أدناهم فمن كان في ذمة مسلم فلا يحقرن في ذمته " وكون بعض الجنسيات التي حصل فيها القتل أو بعض الجنسيات محارب لا يعني أن الجميع محاربون، فيهتك دم الجميع، وهذا لا يجوز، فالمحارب له حكم، والمعاهد، والمستأمن له حكم آخر، فالمعاهد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه كما في فتوى سماحة الشيخ، وفي فتوى هيئة كبار العلماء السابقة " من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة " وهذا أمر عظيم . الأمر الرابع : من المنكر العظيم والجرم الأثيم الذي وقع بسبب هذه التفجيرات أن فيها إتلاف لأموال المسلمين، والنبي - ? - يقول : " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " ، وهذا يبين لك شناعة تلك الأعمال الإجرامية، وشناعة هذه الأفعال، وأنه يجب على الجميع التكاتف، في أن لا ينتشر هذا الشر، فأن يأتي جماعة في هذا البلد لأول مرة يفجرون أنفسهم ليقتلوا مسلم، وكافر في ذلك بحسب ما عندهم، هذا جرم عظيم، وعمل آثم، وشبهة عظيمة، والذي يفعل ذلك لا شك أن الذي أدى إليه أفكار وأقوال وآراء يجب أن تصد، ويجب أن يبين لأهلها، أو لمن تأثر بها . وأوضح معالي الوزير آل الشيخ أن الشريعة جاءت بتأصيل خمس قواعد : الحفاظ على النفس، والدين، والعقل، والمال، والعرض، هذه كلها مستقاة من أدلة الشرع فإذا كان الأمر كذلك، كيف يُقدم على مثل هذه الأعمال ؟ وكيف يأتي إلى خاطر شاب أو مسلم فرح بمثل هذه الأعمال، هذا أمر منكر، والله تعالى جعل الفرح بالجرم والمنكر مثل فاعله، وهذا مما يجب أن تكون المساجد بمنسوبيها، وطلبة العلم فيها، والأئمة والخطباء أن يقوموا بالواجب في هذا الأمر لأن هذا الأمر إذا انتشر فإن مخاطره وآثاره عظيمة على الجميع . وخلص معاليه إلى القول إن الله تعالى قد منَ على هذه البلاد بمنة عظيمة بأن هيأ لها الاجتماع والائتلاف بتأسيس المملكة العربية السعودية بعد فرقة وشتات على يد الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ووفق ذريته إلى ما فيه الخير، وعشنا في ذلك إلى هذا الوقت، وكونه يأتي من يؤثر في هذا الأمن، ويسعى في الأرض بالفساد ويبعث الخوف، لا شك أن هذه من بث الفساد في الناس، والتخويف في الآمنين، ويصدق عليه كل الآيات التي ذكرنا سالفاً، فالله، الله في عدم التساهل في هذا الأمر، والمرء لا يأمن على دينه، إذا فرح في منكر، أو جاءت نفسه وجاءها خاطر بالتساهل في هذا الأمر وهو يعلم الأحكام الشرعية، أو وهو لا يعلمها فإن الأمر عظيم عليه في دينه . وفي ختام تصريحه، سأل معاليه الله تعالى أن يجنب هذه البلاد كل مكروه وأن يحفظ عليها دينها، وعقيدتها، وأمنها، وأمانها، وأن يوفق ولاة أمورها لكل خير، وأن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، وألا يجعلنا من المتعاونين على الإثم والعدوان . . ودعا الله أن نكون مِنْ مَنْ يعلم الحق، ويحرص عليه، ويقف عنده، وأن لا يتساهل في ذلك أمام شبهة أو قولاً أو ضعف قد لا يكون موافقاً للشرع، وأن يجعلنا دائماً مباركين معانين على الحق، وأن يرينا الحق حقاً، ويمن علينا باتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً، ويمن علينا باجتنابه، وأن يلهمنا كلمة الرشد والسداد، وكلمة الحق في الغضب والرضى، وفي جميع أحوالنا، إنه سبحانه جواد كريم .