ما بين الوقت والآخر ومنذ سنوات بعيدة لازالت حوادث "المدارس" خاصة "المستأجرة" تظهر هنا وهناك وهذا الحادث الحادي عشر في جدة على مدى الثلاثة عقود الماضية وفي مكةالمكرمة "ثمانية" حوادث كان آخرها في عام 1425ه واخر حادث مدرسة بنات كان في جدة عام 1424ه. المبنى المدرسي يعد المبنى المدرسي من اهم العوامل التي يجب اعدادها لخدمة العملية التربوية التعليمية بل هو "هدف" اساسي يساعد في خدمة الطالب والمعلم والجهاز الاداري والاشرافي في المدرسة ويعمل على تحقيق بيئة مدرسية جيدة.. على ان هذا الأمر حقق بعض التقدم خلال السنوات الماضية في مدارس "البنات" وعلى مستوى المملكة لاسباب "شراء" الرئاسة سابقاً للعديد من المواقع واقامة مشاريع مدرسية عليها و"تراجعت" وزارة المعارف منذ سنوات طويلة في استغلال الفرصة لتحويلها مدارس الى مشاريع حكومية وكان وراء ذلك "بيوقراطية" وقفت عليها وعاى مدى 35 عاماً وعدم الموافقة على أقيام الاراضي مما فوت الفرصة على الوزارة في انشاء مئات المدراس الحكومية وبقي الأمر يشهد تراجعاً حتى ما قبل اقل من 15 عاماً عندما وجدت الوزارة ان اكثر مبانيها "مستأجرة" فاستغلت بعض "المخططات" واقامة مدارس واكثرها مجمعات متقاربة ويتضح هذا الأمر في مكةالمكرمة تحديداً والتي حرمت من اقامة مبان حكومية في الكثير من المواقع خاصة مع ارتفاع أقيام الأراضي وتحديداً في منطقة البلد لظروف الحج والعمرة والزيارة وهذا الأمر تعاني منه اكثر مناطق ومحافظات البلاد. مبنى سكني وكما هو معروف فإن المبنى المدرسي "المستأجر" هو مبنى سكني او شقق وادوار يتم استغلالها فصولا وغرفا ادارية ومستودعات ومختبرا ومكتبة ويستغل السطح للطابور والمقصف المدرسي. الفناء واكثر من 70% من هذه المدارس لا يوجد بها فناء وتقوم بعض المدارس باستغلال "الشوارع" المجاورة للمدرسة للطابور والحصة الرياضية بالنسبة لمدارس البنين وفي مدارس البنات يتم استغلال السطح للطابور لعدم وجود حصص رياضية.. وتجد ان التهوية منعدمة في هذه المبان والاجواء "سيئة" يقضي فيها الطالب والطالبة اكثر من 6 ساعات على مدى خمسة ايام في الاسبوع. بعض الاحياء ولزيادة اعداد المدارس "تضطر" المنطقة التعليمية الى اختيار مبان في "احياء" قديمة لتواجد عدد من الطلبة والطالبات في هذه الاحياء واهمية وجود مدرسة.. وهنا تبرز مشكلة. النظام المالي النظام الذي تقوم عليه عملية "استئجار" المدارس يرتبط بضوابط شديدة لا تهيء اختيار مبان "صالحة" وان كانت مستأجرة فمثلا صلاحيات مدير المنطقة التعليمية لا تزيد عن "مائة" الف ريال وما تجاوز ذلك يرفع للوزارة وحدد اعلى مبلغ للعقد السنوي "هي ايضا محددة" ورفض الاهالي الموافقة على المبنى لضعف الاجرة او عدم الرغبة عامل مهم.. فيتم عند ذلك اختيار مبان غير صالحة في الاحياء في ظل هذه "الظروف" وهذا أمر مهم يجب اعادة النظر فيه.. وان تعطى "صلاحيات" اكبر للمناطق في اختيار مبان صالحة حتى مع ارتفاع الاجرة لسلامة الطلبة والطالبات. وزارة المالية ووزارة المالية لها دور هام في الأمر فهي التي تحدد اقيام "البنود" وعلى الوزارة الالتزام بها والتعامل على ضوء المخصص خاصة والمملكة بها اكثر من 30000 مدرسة بنين وبنات. خطط الاخلاء منذ سنوات الزمت الوزارة المدارس بتنفيذ خطط "اخلاء" يتم العمل بها في حالة "الطوارئ" وفي مقدمتها الحرائق مع وجود "جرس انذار" ومخارج طوارئ في المدارس الحكومية والمستأجرة ووسائل سلامة "طفايات" وغيرها. المتابعة للأسف كل ذلك لا يتابع من بعض المناطق التعليمية وتحديدا في مدارس البنات سواء من قبل "مديرة المدرسة" او "المشرفة التربوية" التي تتواجد في المدرسة طوال العام ولا يتم عمل الصيانة اللازمة لوسائل السلامة. قضبان النوافذ وتحرص الادارة التعليمية على تركيب "قضبان" حديدية للنوافد حماية للطلاب والطالبات وهذه القضبان تقف امام رجال الانقاذ عند الحرائق لانقاذ الطلاب او الطالبات والاولى ان تكون متحركة "سهلة" الازالة من "الخارج" او "الداخل" لتحقيق سلامة الطلاب من السقوط وهي في نفس الوقت يمكن ازالتها عند "الطوارئ". اعداد الطالبات الفصل الدراسي المناسب في المدارس الحكومية لا يقل عن 6 متر × 5 متر وفي المباني المستأجرة هناك فصول 3 × 4 امتار واخرى 4 × 4 امتار وتستغل "المطابخ" لتحويلها الى فصول او "مختبرات".او "مستودعات" تكون بيئة صالحة لزيادة الاشتعال 30 طالبة هذه العلب او الغرف يتم وضع من 25 -30 طالبة فيها والفصول الكبيرة والتي مساحتها 5 × 5 متر يتم وضع 35 -40 طالبة في بعض المدارس.. كيف يخرج هؤلاء في الوضع الطبيعي. الدرج اكثر من سبعمائة او ستمائة طالب او طالبة سيغادرون المدرسة عند الانصراف او اثناء اليوم الدراسي عبر سلم "درج" لا يزيد طوله عن متر واحد ان لم يكل اقل من ذلك نزع الملكيات ان الدولة تستطيع للمصلحة العامة "نزع" اي مبنى وتعويض اصحابه وهدمه لاقامة مشروع عليه في الاحياء التي لا يوجد بها "اراضي" صالحة للمدارس وهذا الامر لم نجد له تفعيلا في اي منقطة. ريما.. وغدير ريما.. وغدير.. ضحايا حادثة مدرسة جدة غادرتا الحياة الى رحمة الله ولن تعوض "اسرتاهما" اي شيء مهما كان والعوض من الله سبحانه داعين لهن بالرحمة والمغفرة خاصة وقد غادرتا الحياة وهما على رأس اشرف مهنة بين طالباتهن بعد ان قدمن المساعدة والعون لهن وكان اخر عمل لهما في الحياة. مقابلات نفسية ان هذه الحوادث لن تنتهي من حياة "الطالبات" اللاتي شهدن الحادث والفزع والخوف ولا بد من "تهيئة نفسية" عن طريق المرشدات واخضاعهن لاطباء علم نفس يعدن لهن الهدوء والطمأنينة ومحاولة نسيان "الحادث" وتشكيل فريق تربوي لزيارات الطالبات "المصابات" في المستشفيات والمنازل والعمل على تهيئة جو المدرسة ومحو اثار الحريق لمحاولة نسيان الموقف. لجنة التحقيق واسأل لماذا مدارس البنات؟ .. واملي من لجنة التحقيق التي امر بتشكيلها امير المنطقة ان تقوم بزيارة "ميدانية" للمبنى طالما انه تم "تعليق" الدراسة فيه لمدة اسبوع وتفقد مكان "عدادات" الكهرباء ومعرفة اللجنة التي اختارت المبنى ومقابلة "المالك" او "المالكة" ومشغلة المدرسة الاهلية والاطلاع على مكاتبات المدرسة والادارة التعليمية فيما يتعلق بوسائل السلامة وهل اشعرت مديرة المدرسة ادارتها ومعرفة اعداد الطالبات في كل فصل وزيادة العدد عن العدد المعروف في تشكيل المدرسة المستأجرة "فصولا" و"طالبات" ومخارج الطوارئ ووسائل السلامة ومديري تدريب المعلمات والطالبات على التعامل مع "خطط الاخلاء" ومدى قدرة الجهاز الاداري للمدرسة على التعامل مع قيادة المدرسة بظروفها المختلفة.والتمديديات الكهربائية في الممرات والفصول وقوة التيار. دماء ودموع نحن نعرف ان ارادة الله لا مفر منها وان القدر لا يمكن للانسان تجاوزه.. لكن نعرف ايضا "اعقلها وتوكل" ومتى ما وفرنا الشروط اللازمة في هذه المدارس خاصة الروضات والابتدائية والتي تستقبل اطفالا يمكن ان يتم الحكم بعد ذلك.. لكن مع وجود "اهمال" وتقصير" الواجب ان يتم ايقاف كل ذلك ومحاسبة كل متسبب ومتسببة واعلان نتائج التحقيق عبر وسائل الاعلام لان الحوادث الماضية لا نعرف حتى الآن ما هي نتائج لجان التحقيق عنها وحتى لا يتردد الناس عن تقديم بناتهم واولادهم لدور التعليم خوفا من تحولها الى "افران" ومستودعات للجثث والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.