أكد سعادة الأستاذ إبراهيم بن سعد البراهيم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن لا أحد ينكر ما للثقافة عبر مجالاتها المختلفة من دور بارز في تشكيل المجتمعات، وفي الرقي بطريقة تفكيرها واهتماماتها، ومن هذه الأهمية تبرز اهتمامات قادتنا الكرام – يحفظهم الله تعالى – بالثقافة والمعرفة، إدراكًا من أولئك القادة العظام برسالة الثقافة وقوة حضورها في بناء الإنسان، وصياغة فكره، والنهوض بواقع مجتمعه؛ ليكون متفاعلاً ومؤثرًا في الآخرين. والمشهد الثقافي في البلدين الشقيقين (المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة) ينطلق من رؤية حكيمة يتبناها كل من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – يحفظهما الله تعالى –، وهي رؤية سديدة تنطلق جذورها من الدين الإسلامي الحنيف، وترتكز على بث روح ثقافة التسامح والحوار ونشر السلام والوئام... لقد باتت معارض الكتاب الدولية في الآونة الأخيرة ملتقيات ثقافية، وتظاهرة حضارية كبيرة لاتقل أهمية عن المؤتمرات السياسية والاجتماعات الدولية التي تجتمع فيها مختلف النخب من دول متعددة وأمم متباينة، ولقد انتقلت المملكة العربية السعودية – ولله الحمد – وبكل الفخر والاعتزاز بفضل الله تعالى، ثم بما تجده من دعم غير محدود وبرعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله وحكومته الرشيدة من مجرد المشاركة في معارض الكتاب الدولية إلى أن تكون ضيف الشرف في كثير منها، وهي بقدر أنها مسؤولية كبيرة نحملها، بل إنها تشكل ثقل ومسؤوليات متعددة يحكمها المكان والمكانة والآمال المعلقة والطوحات الكبيرة، فإنها بذات القدر لتؤكد على مدى المكانة العالمية التي تتمتع بها بلادنا الغالية، حيث من أرضها المباركة شع نور الإسلام، وعلى ترابها ولد ونشأ وترعرع رسول التسامح والسلام عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه أفضل الصلاة والسلام، فشكرًا خالصًا وتقديرًا بالغًا لصاحب السمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة على كريم اختياره، وعظيم حرصه واهتمامه على تطوير الشراكة الثقافية بين البلدين الشقيقين، حيث يتوج سموه اختيار المملكة ضيف شرف ولأول مرة في تاريخ معرض الشارقة الدولي الجهود الحثيثة لهذه البلاد العزيزة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وبقيادة كريمة من لدن رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وحكام الإمارات الكرماء نحو تعزيز الشراكة الثقافية، وتمتين العلاقة الكريمة بين الشعبين الشقيقين في هذا المجال المهم. إن اختيار المملكة كضيف شرف في هذا المعرض في دورته الثلاثين شاهدٌ إضافي على العمق التاريخي المتين للعلاقات والروابط والصلات المتينة بين البلدين الشقيقين، وتعزيزٌ لأواصر المحبة التي تجمع بين قيادتهما الراشدة وشعبيهما العزيزين، واستمرارٌ للتعاون المشهود في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والثقافية، وذلك تحت منظومة مجلس التعاون الخليجي، كما أن هذا الاختيار المقدر عاليًا يأتي استشعارًا لما تشهده المملكة من حراك ثقافي مميز على الساحتين العربية والدولية.