يستعمل النظام السوري نفس الأدوات التي ميزت الأنظمة الدكتاتورية في العالم، فالنظام السوري يعتمد في إدارة أزمته الحالية على عاملين أساسيين، الفرق العسكرية الأمنية والمخابراتية بالإضافة إلى وسائل الإعلام الرسمية، ويحاول النظام السوري الخروج من محنته من خلال استعماله للقبضة الحديدية وبث حالة الرعب والخوف ونشر فوضى السلاح والقتل بين الناس عن طريق مليشيات "الشبيحة" الموالية للنظام السوري والتي تعمل بنفس طريقة عمل فرق "الباسيج" السرية الإيرانية التي أنشأها الخامينئي عام 1979، وظيفة هذه المليشيات الحفاظ على الأنظمة الحاكمة وتوفير الحماية لها بحيث تستخدم في المهمات الخاصة لخلق حالة من الفوضى الأمنية بهدف إعطاء شرعية سياسية للعمليات العسكرية، ومن جانب آخر يحاول النظام السوري توجيه الإعلام لخدمة نفس الغرض كما وأنه يمنع الصحافة الحرة الدخول والتصوير ومتابعة الأحداث. فالنظام السوري ساهم في تقوية وتكريس الطائفية والفئوية خلال فترة حكمه مستغلا بذلك أساليب التضليل السياسي عن طريق إدخال بعض المفاهيم القومية أو الاشتراكية الماركسية لدعم مسيرة القضاء على كرامة الشعب السوري، فادعى النظام السوري بأنه يسعى لمحاربة كل شكل من أشكال الطائفية وبأن الشعب السوري لا يفرق بين مسلم وعلوي ودرزي ومسيحي، ولكن الواقع يشير إلى غير ذلك، فقد ساهم نظام البعث الاشتراكي بتقوية الروابط الفئوية والطائفية في سورية مستغلا بذلك الطائفة العلوية للسيطرة على مقدرات الشعب السوري من خلال تسلط عائلة الأسد ومخلوف وبناء منظومة أمنية عسكرية ومخابراتية تفوقت على باقي الأنظمة الدكتاتورية في العالم.