اعتبرت المعارضة السورية أن تصريحات وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف تعزيز للطائفية وانتهاك لحقوق الإنسان وهي استكمال لما فعلته روسيا في الشيشان وأفغانستان من عمليات إبادة. ورأت في هذه التصريحات استكمالا للنهج الذي استخدمه النظام السوري في تعزيز الشرخ الطائفي لتبرير جرائمه. عضو المجلس الوطني عماد الدين رشيد قال ل «عكاظ»: «إن المخاوف التي أطلقها لافروف في غير محلها لأنه على ما يبدو غير مطلع على حقيقة المجتمع والداخل السوري، فمن خلال العلاقة الدبلوماسية الطويلة بين روسيا وسورية، يجب على الروس أن يكونوا على علم بالواقع السوري أكثر، فالتركيبة السورية ترفض ما تزعمه روسيا من مخاوف. فالسنة أكثرية منذ زمن وليست وليدة اليوم، وبما أنهم لم يتكاثروا فإنهم لا يشكلون خطرا على المجتمع السوري. هذا تخوف مصطنع. الثورة السورية لم تقم ضد العلويين ولم تكن ضد أي طائفة، الثورة قامت على رفض الظلم، كل الرموز السورية من مذاهب ومعتقدات شاركت في الثورة من مسيحيين وسنة ودروز وعلويين وعرب وتركمان». وأضاف: «هذه الثورة قامت ضد الديكتاتورية والتسلط ضد أي فساد كان، والمخاوف الروسية هي ذريعة لموقفه المتسلط دائما، ويبدو أنه قرر أن يدخل حربا باردة جديدة. وما صرح به لافروف هو تكريس عميق لمفهوم الطائفية وتعزيزها بين أبناء الشعب السوري، فبدأ النظام السوري يصبغ الميليشيات الخاصة به، فهذا يصبغه بصبغة علوية ليخلق نوعا من التصدع في المجتمع السوري». الناطق باسم قوات التحالف الوطني وائل الحافظ قال ل «عكاظ»: «بعد مضي عام كامل من الإرهاب والقتل والتعذيب الممارس على الشعب السوري من قبل النظام الحاكم وبسلاح روسي والآن بدعم الشبيحة الروسية ومعها الشبيحة الإيرانية والمرتزقة التي وصلت من العراق، فكيف لكل هذا التدخل الروسي ومشاركته بالمذابح اليومية، كل هذه الجرائم بحق الإنسانية وجرائم الإبادة التي يمارسها النظام الحاكم بمساندة شبيحته، فالآن تريد روسيا أن تصنف من الذي يجب أن يحكم أو لا يحكم في سورية بعد فلول النظام، هذه مخاوف وذرائع سخيفة يطلقها الروس. فكيف يمكن لوزير خارجية له هذا الباع الطويل من الخبرة السياسية أن يكون بهذا المستوى ويطلق مخاوف مذهبية، ويتحدث عن مخاوف من انفلات أمني وإرهابي في حال سقط النظام. فما يريده لافروف هو إثارة وتعزيز مفهوم الطائفية. الشعب السوري العربي الذي خرج عاما كاملا بوجه النظام وكان وحيدا ولم ينكسر رغم تكبده من ضحايا وأرواح ومورست بحقه أبشع أنواع التعذيب، لكل هؤلاء الشبيحة الذين وصلوا لمساندة النظام وبالرغم من كل أنواع السلاح الذي يحمي به النظام نفسه نقول لهم لن تنجحوا، فهذه ثورة مباركة، هذه ثورة حرية وكرامة». وختم الحافظ ل «عكاظ»: «نقول لروسيا إننا لم نتدخل في شأنك ويمكننا أن نفتح لهذه الدولة الصفحات وتاريخها مع أهل السنة، الذين يخافهم اليوم لافروف من الوصول إلى الحكم، هل نسيت روسيا ما مارسته بحق السنة في أفغانستان والشيشان، وإذا أراد لافروف وحكومته سنفتح ملف الجرائم التي اقترفوها بحق المسلمين منذ الاتحاد السوفيتي السابق وحتى الاتحاد الروسي الحالي».