تراجعت شؤون الشرق الأوسط والانتفاضات العربية بصورة كبيرة عن تغطية الصحف البريطانية ، لكن حظي الشأن الليبي بقدر اكبر من التغطية وخاصة أنباء القافلة التي توجهت إلى النيجر وقيل إن بعض كبار مساعدي القذافي كانوا على متنها. "ليبيا، الآن تبدا المعركة"، كان هذا هو العنوان الذي اختارته الكاتبة سمية الغنوشي لمقالها على صفحات الغارديان.تقول الكاتبة إنه "بعد ستة أشهر من المقاومة المتحدية والخطب النارية والتحديات الرهيبة والوحشية الدامية، سقط القذافي أخيراعلى سيفه". غير أن الكاتبة تستدرك قائلة "لكن سقوطه، على أي حال، أبعد ما يكون نهاية القصة، وبدلا عن ذلك فإنه ينذر ببداية فصل أكثر تعقيدا من تاريخ البلاد". وتضيف الكاتبة، وهي باحثة في معهد الدراسات الشرقية والافريقية في لندن، أنه "بينما كانت الدبابات تحاصر آخر موقع للقذافي في مدينة سرت، بدأت الحرب الباردة بشأن مستقبل البلاد". معسكران وتشرح ما ذهبت إليه بالقول "لقد خرج العدو المشترك من المشهد"، في إشارة إلى القذافي. وتضيف الكاتبة "والآن بدات الخلافات الكبيرة، بين اولئك الذين جمعهم هذا الهدف، في العودة لاحتلال المسرح". وترى الغنوشي أن الفراغ الذي خلفه رحيل القذافي قد حل مكانه "معسكران مستقطبان". وتضيف أن المعسكر الأول هو المجلس الوطني الانتقالي الليبي والثاني هم القادة السياسيون والعسكريون المحليون. وتشير إلى أن المعسكر الأول يتشكل بوجه عام من "وزراء ومسؤولين بارزين سابقين في نظام القذافي قفزوا من سفينته عندما بدات تغرق".بينما ترى أن المعسكر الثاني "لعب دورا حاسما في تحرير مختلف المدن الليبية من قوات القذافي". وتضيف الكاتبة أنه "لا توجد إشارة أكثر وضوحا على الخلاف بين الجانبين من الكلمات التي قالها مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي ووزير العدل السابق عشية سقوط طرابلس". وتقول الكاتبة "وسط مشاعر النشوة والابتهاج، ظهر عبد الجليل المتشائم ليحذر من أن هناك (أصوليين متشددين ضمن قوات الثوار)".وتذكر الغنوشي بأن عبد الجليل هدد بالاستقالة إذا لم يسلموا اسلحتهم. كما تشير الكاتبة إلى أن "زميله (زميل عبد الجليل) عبد الرحمن شلقم، الذي لا يزال يرأس الوفد الليبي إلى الأممالمتحدة وشغل منصب وزير الخارجية خلال عهد القذافي، قد انتقد بلحاج (القائد العسكري في طرابلس) ووصفه بأنه مجرد واعظ وليس قائدا عسكريا". وتخلص الكاتبة إلى أن هناك "مصدرين للشرعية يواجهان بعضهما البعض الآن في ليبيا". وتضيف أن الشرعية الأولى مستمدة من الصراع المسلح من جهة والثانية من شرعية الآمر الواقع لما سمته "القيادة التي نصبت نفسها بالدعم الغربي". لغز الديكتاتور "أين القذافي؟ لغز الديكتاتور المفقود"، كان هذا هو العنوان الرئيسي في الصفحة الأولى من صحيفة الاندبندنت والذي مهدت به لمجموعة من التقارير والمقالات على الصفحتين السادسة والسابعة. ونطالع على الصفحة السادسة تقريرا أعده مراسل الصحيفة كيم سينغوبتا من قرية وشتاتة بعنوان "الموالون للقذافي يفرون من ليبيا وسط سحب من الغبار والشائعات". يقول سينغبوتا إن العديد من الشائعات والقصص بدأت ترد بشأن القافلة التي سارت من الصحراء الليبية باتجاه النيجر، والتي يعتقد أنها تقل موالين للعقيد الليبي معمر القذافي. ويضيف الكاتب أن بعض هذه الشائعات تشير إلى أن القافلة محملة بالأموال وسبائك الذهب. وينقل سينغوبتا عن متحدث باسم قوات المجلس الانتقالي يدعى عبد الرحمن بوسين قوله "هذه هي الطريقة التي تعود القذافي أن يسافر بها في هذه المنطقة، لذلك فلن أصاب بالدهشة إذا كان ضمن هذه القافلة". ويذكر الكاتب بأن بوركينا فاسو كانت احدى الدول الأفريقية التي تلقت منحا من القذافي عندما كان في السلطة وأن حكومتها اعلنت أنها سترحب به "إذا رغب في ذلك". لكن الكاتب يشير كذلك إلى أن بوركينا فاسو والنيجر، التي يجب أن تمر بها القافلة للوصول إلى بوركينا فاسو، هما دولتان موقعتان على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية.