بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أقيم مساء أمس حفل تخريج الدفعة الأولى من أكاديمية مؤسسة مجمع إمام الدعوة العلمي الدعوي التعاوني الخيري بمكةالمكرمة الذي يشرف عليه فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس وذلك بمقر المؤسسة بحي العوالي. وبدء الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم ثم ألقى المشرف العام على المجمع الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس كلمة رحب فيها بسماحة مفتي عام المملكة وشكره على حضوره الحفل. وأشاد بالجهود التي تقوم بها الجامعات والصروح العلمية في المملكة ومن بينها هذه الأكاديمية العلمية التي تعنى بالعلوم الشرعية لا سيما علم القرآن الكريم والقراءات والعقيدة والفقه والمتون وغيرها كما أنها جمعت بين الأصالة والمعاصرة ومما يميزها أنها منبثقة من أم القرى ومن جوار الكعبة المشرفة مهبط الوحي ومنبع الرسالة . وبيّن أن عدد الملتحقين بهذه الأكاديمية بلغ نحو 4 آلاف طالب وطالبة من داخل المملكة وخارجها مرحباً بموافقة سماحة مفتي عام المملكة على رئاسة مجلس أمناء الأكاديمية . وأجزل الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - ولسمو ولي عهده ولسمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على جهودهم المباركة لخدمة العلم والعلماء وحفظ مكانتهم. وأكّد أن العلم هو صمام الأمان وطوق النجاة للأمة خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والمحن والمتغيرات والانحرافات الفكرية . بعد ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة كلمة سأل الله فيها للجميع التوفيق والسداد والعون على كل خير مؤكداً أن العلم الشرعي نعمة من الله على العباد يخرج الناس من ظلمات الجهل إلى النور ومن ظلمات الشرك إلى نور التوحيد والمعرفة في الدنيا علم نافع وطريق مستقيم وفي الآخرة الثواب الجزيل لمن اتقى الله وراقبه. وبيّن سماحته أن هذه المؤسسة العلمية تهتم بتبصير الأمة وتثقيفها في دينها ليسيروا على النهج القويم والطريق المستقيم ، وقال : إن العالم الإسلامي يواجه فتناً وضلالات ودعوات مختلفة وأنواع من ألضلالات والطرق المختلفة المتنوعة كل حزب بما لديه فرحون فلابد للأمة الإسلامية أن يكون عندها تصور لهذا الخطر العظيم وكيف تحاصر وتكافح الشر وأهله وكيف توقف زحفه ، مفيداً أن ذلك لايقاوم إلا بالحق الواضح والدعوة الصادقة والعلم الشرعي الذي يدمغ الباطل ولابد للعلماء من تحرك لمقاومة الشر والفساد بالعلم النافع والدعوة إلى الحق والبصيرة. وأكد سماحته أن الدعوة إلى الله أمر مطلوب من المسلمين وأن تعلم العلم ونشر العلم والدعوة إليه والحث عليه واحتواء الشباب وتبصيره سواء مباشرة أو عن طريق الشبكة العنكبوتية كل ذلك خير وكل ذلك وسيلة لإقامة حجة الله على العباد . وقال سماحته: " إن الشبكة العنكبوتية المنبثة في العالم كله وسيلة خيرة إذا استغلها المسلمون في الخير وفي الدعوة إلى الله وترغيب الناس في الخير وتبيين محاسن الإسلام وفضائله والدعوة إلى ذلك فهذا خير عظيم ينفع الله بهذه الشبكة الآلاف من المسلمين فيقرؤون ويسمعون ويناقشون ويجدون من يجيب على مسائلهم ومن يعينهم ويعلمهم فهذه الوسائل مهما كان فيها من الشر إلا أن فيها جانب خير لمن أراد الخير والمسلم يستغل هذه الوسائل الحديثة فيما يقدمه إلى الله وفيما يوصل دعوة الحق إلى الناس وفيما يخلصهم من الضلالات والغوايات" . وأضاف : "إن شباب الأمة إذا تركوا أمام هذه التحديات العظيمة لاشك أن شياطين الأنس والجن ستلقفهم وستحول مسيرة أفكارهم إلى أفكار بعيدة ضالة والى هبوط من القيم والفضائل إلى الأخلاق السيئة والرذيلة ,ولكن إذا وجد في الناس دعوة صادقة ونداء خالص لمثل هذه الشبكات فإنه للأمة خير ". وأفاد أن هذه الأكاديمية العلمية خطت خطوات مباركة امتدت لتشمل هذه المجموعة الكبيرة من الطلاب والطالبات ، متمنياً لها المزيد من التقدم العلمي السريع ، مؤكداً أن وجود هذه المؤسسة ونشاطها في هذا البلد المبارك له اثر فعال في تبصير الأمة ودعوتها إلى الخير . وأوضح أن حكومة المملكة من خلال نشر الجامعات والصروح العلمية قد أسهمت إسهاماً عظيماً في الدعوة إلى الخير . ودعا الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني لما في الخير والصلاح. بعد ذلك قام سماحته بتكريم الطلاب المتميزين والمتفوقين. حضر الحفل عدد من أصحاب الفضيلة العلماء وأئمة المسجد الحرام ورؤساء الدوائر الحكومية.