أكد المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن العلم الشرعي نعمة من الله على العباد يخرج الناس من ظلمات الجهل إلى النور ومن ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، والمعرفة في الدنيا علم نافع وطريق مستقيم، وفي الآخرة ثواب جزيل لمن اتقى الله وراقبه. وأوضح خلال حضوره، مساء أمس الأول، حفل تخريج الدفعة الأولى من أكاديمية مؤسسة مجمع إمام الدعوة العلمي الدعوي التعاوني الخيري بمكة المكرمة الذي يشرف عليه إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن الدعوة إلى الله أمر مطلوب من المسلمين، وأن تعلم العلم ونشره والدعوة إليه والحث عليه واحتواء الشباب وتبصيره سواء مباشرة أو عن طريق الشبكة العنكبوتية خير وسيلة لإقامة حجة الله على العباد. وقال المفتي إن الشبكة العنكبوتية المنبثة في العالم كله وسيلة خيرة إذا استغلها المسلمون في الخير والدعوة إلى الله وترغيب الناس في الخير وتبيين محاسن الإسلام وفضائله والدعوة إلى ذلك «هذا خير عظيم، وينفع الله بهذه الشبكة الآلاف من المسلمين فيقرؤون ويسمعون ويناقشون ويجدون من يجيب على مسائلهم ومن يعينهم ويعلمهم، فهذه الوسائل أيا كان فيها من الشر إلا أن فيها جانب خير لمن أراد الخير، والمسلم يستغل هذه الوسائل الحديثة فيما يقدمه إلى الله وفيما يوصل دعوة الحق إلى الناس وفيما يخلصهم من الضلالات والغوايات». وأضاف «إن شباب الأمة إذا تركوا أمام هذه التحديات العظيمة لا شك أن شياطين الأنس والجن ستتلقفهم وستحول مسيرة أفكارهم إلى أفكار بعيدة ضالة وإلى هبوط من القيم والفضائل وإلى الأخلاق السيئة والرذيلة، ولكن إذا وجد في الناس دعوة صادقة ونداء خالص لمثل هذه الشبكات فإنه للأمة خير». وبين المفتي أن هذه المؤسسة العلمية تهتم بتبصير الأمة وتثقيفها في دينها ليسيروا على النهج القويم والطريق المستقيم «العالم الإسلامي يواجه فتنا وضلالات ودعوات مختلفة وأنواع من الضلالات والطرق المختلفة المتنوعة، وكل حزب بما لديهم فرحون، فلا بد للأمة الإسلامية أن يكون عندها تصور لهذا الخطر العظيم وكيف تحاصر وتكافح الشر وأهله وكيف توقف زحفه»، مفيدا أن ذلك لا يقاوم إلا بالحق الواضح والدعوة الصادقة والعلم الشرعي الذي يدمغ الباطل ولا بد للعلماء من تحرك لمقاومة الشر والفساد بالعلم النافع والدعوة إلى الحق والبصيرة. وأشار إلى أن حكومة المملكة من خلال نشر الجامعات والصروح العلمية أسهمت إسهاما عظيما في الدعوة إلى الخير. وكرم المفتي الطلاب المتميزين والمتفوقين. من جهة أخرى، أكد المشرف العام على المجمع الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن العلم صمام الأمان وطوق النجاة للأمة خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والمحن والمتغيرات والانحرافات الفكرية، مبينا أن عدد الملتحقين بالأكاديمية بلغ نحو أربعة آلاف طالب وطالبة من داخل المملكة وخارجها.