تتجلى صور الطفولة بكلّ ما فيها من براءة في شعر عقيل المسكين وهذه الصوَر ما هي إلا آفاق أدبية في قوالب هي غاية في الروعة، إذ هي تفتح آفاقها على بوابات مشرعة لعالم الطفولة الذي يحنّ إليه كل بالغ. إن أدبيّات الشاعر عقيل المسكين هي كُتل وجدانية ذات عبق مفعم بالأحاسيس وهي ليست قوالب أدبية فحسب صاغها شاعر متمكن، إنما هي شعر في قوالب وكُتلٍ من المشاعر، عندما تقرأها أو تسمعها تُغنّى من أحباب الله حينها تدرك أنها فعلاً أشعار يجب التوقف عندها والإشادة بصاحبها الذي جسد الطفولة في مثل هذه الأناشيد الملأى بأزهار الربيع، وهي تطل على آفاق طفولية أرحب. إن شدو الطفولة لابد وأن يكون مفعما بذلك العهد الذي شهدناه منذ عقود طويلة وما زالت صور اللهو البريء ماثلة في عقولنا كشريط سينمائي نذكر كل تفاصيله ويكاد يتمثل أمام أعيننا، لاسيما وأننا كنا نردد أغاني الطفولة التراثية التي استلهمناها من أسلافنا. وإذا كان أطفال اليوم لا يذكرون أيا من تلك الأناشيد أو الأهازيج الشعبية فإنهم حظوا بقوالب شعرية مفعمة بالحيوية ساقها شعراء معاصرون أمثال عقيل المسكين الذي ما فتئ يُزجي شعره وعلى صُعدٍ كثيرة، وأشعار الطفولة هي إحدى الواحات التي يستريح فيها ليردد أشعاره بروح الطفل السعيد الذي يسمح خرير المياه وزقزقة العصافير ويشم عبير الأزهار كأنه في حدائق غنّاء، يستجلي عهد الطفولة من بساتين وحدائق الشعر. إن عقيلاً يدرك أن الإبداع الأدبي كأنساق متنوعة لابدّ له كشاعر أن يصيغ تلك القوالب الشعرية المتوهجة بأسمى معاني الطفولة. الأديب الكاتب علي بن إبراهيم الدرورة، باحث ومحاضر في التاريخ، من مدينة سنابس، صدر له أكثر من ثلاثين كتاباً وكتيّباً في التاريخ والتراث والموروثات الشعبية.