انتقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أوضاع حرية التعبير في العالم العربي ووصفها بالمأساوية، ورغم إشادة الاتحاد بالإجراءات التي تتخذ في مختلف الاقطار العربية في اتجاه زيادة حرية التعبير فانه عبر في الوقت نفسه عن قلقه وتوجسه من استمرار القيود المفروضة على تلك الحريات بشكل عام ومن الاعتداءات التي تقع على حقوق وحريات الأدباء في المنطقة العربية في مختلف أرجائها . ووصف تقرير الاتحاد وضع حرية التعبير في المنطقة العربية بأنه ماساوي وصعب وشدد الاتحاد في تقريره على أنه سيتمسك بالدفاع عن حرية التعبير والفكر وحقوق الكتاب والمثقفين وحرياتهم وسيعمل على تعظيم الاستفادة من مناخ الحرية المتاح الآن . وقال الاتحاد في بيان أصدره أمس تحت شعار " بيدي لا بيد المنظمات الغربية " انه لن يقف مكتوف الايدي إزاء أي حالة استهداف لأي كاتب أو مثقف عربي وسيرفع صوته عاليا وأنه سيلجأ للقضاء كلما كان ذلك ملائما ومفيدا . واشار التقرير إلى أن الأمة العربية عانت من جراء حرمانها من الحرية وحقوق الإنسان ومن التعبير عن نفسها وانها تستحق أن تعيش حياة عصرية متحضرة وإنسانية بمستوى حياة أكثر الشعوب والبلدان تقدما . وذكر البيان حالات متكررة لانتهاك حرية التعبير أبرزها اعتقال وحبس كتاب وصحفيين ومثقفين بسبب كتابات نشرت وليس بسبب أفعال ارتكبوها، إضافة الى الاستمرار في وضع القيود التشريعية على حرية التعبير .مشيراً إلى أن من بين حالات الانتهاك المسجلة حرمان بعض الدول كتابها ومثقفيها من حقهم في تشكيل هيئات تمثلهم وتدافع عنهم . ومن جانبه قال محمد سلماوي أمين الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب ان قرار اصدار بيان حول الحريات في الوطن العربي جاء نتيجة حتمية لما حققه الوطن العربي من خطوات كبيرة في مجال الحريات ومن واجبنا ككتاب وأدباء المضي قدما في هذا السبيل وعلينا في ذات الوقت ان نرصد السلبيات والعقبات التي يسعى اليها الأجنبي بمختلف الطرق وأننا نسعى إلى أن تصبح هناك مصداقية لهذا التقرير حتى يتحول الى مرجع اساسي . وأعرب الروائي فؤاد قنديل عن تأييده لبيان الاتحاد لأن هامش الحرية في بعض البلدان العربية لايكفي على الاطلاق لايجاد حراك سياسي واجتماعي يتناسب مع الشعوب العربية وحرمانها الطويل من الحرية، وقال مطلوب ان يتناسب هامش الحرية مع تطلعات شعوبنا للمستقبل وتأثير هذا الهامش على آليات التقدم المختلفة ومنها حرية التعبير والابداع فليس في الامكان ان ينطلق كاتب أو فنان للتعبير بشكل متوازن وصادق عن مختلف القضايا في ظل هذا الهامش المحدود . وأوضح ان هذا يؤثر على طبيعة هذا الابداع واقتحامه لمناطق مختلفة من الموضوعات وأساليب الكتابة والرؤى الفنية المختلفة وصور واشكال التجديد المطلوبة في مثل هذه الاعمال محكوم ببعض القواعد والقيود التي لاتسمح بتطوير العمل الادبي وحالة نقص الحريات الموجودة تتحول الى مايشبه الرقيب داخل الكاتب نفسه وتتحول الرقابة من الخارج الى الداخل وهذا يكبل الابداع لانه لا إبداع بدون خيال . وأضاف : إن مسألة استغلال الحرية امر محكوم بطبيعته اذا وضع الكاتب والمبدع في بوتقته الابداعية فهناك طرفان للمقص الأول هو حرية الابداع والطرف الثاني هو المسؤولية فالكاتب اراد ام لم يرد مسؤول أمام المجتمع والقراء والاجيال الجديدة وامام الحركة الادبية والثقافية . وقال قنديل إذا طالبنا للاديب بالحرية فاننا نذكره بالطرف الثاني وهو المسؤولية لانه اذا اراد مثلا ان يتحدث عن حرية المرأة في إبداعه فالمسألة لا يحددها قانون أو سلطة ويجب الا يكون وعليه ان يراعي وضع المرأة وحساسيتها ككيان مهم داخل المجتمع ولابد ان يشعر بالمسؤولية تجاه الفتيات الصغيرات والأمهات والأشكال المختلفة من سوء الفهم التي تفضي الى الانفلات والجرائم فاذا فتحنا قوسا للحرية فعلينا ان نغلقه بقوس آخر هو المسؤولية . وأوضح أنه كلما زادت خبرة الكاتب والفنان زاد احساسهما المسؤولية، معترفا باان الوضع الحالي يدلنا بكل وضوح على ان من الكتاب والفنانين من لايدرك معنى المسؤولية فينطلق ضاربا بكل القيم الجمالية والانسانية عرض الحائط دون اعتبار لأي شريحة أو نوع وهذا ما يستوجب وقفة للحوار من أجل ان نؤكد أهمية المسؤولية مثل الحرية .