• بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده.. فلا يعجبه شيء. ويعتقد أن مهمته هي الكشف عن اخطاء الاخرين والتصيد والتربص وتضخيم اخطاء جميع من يعمل في كل المجالات. • وحتى في منزله لا يسلم منه أهله فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعرة التي سقطت فيه سهواً.. ولا في الكتاب المفيد إلا خطئاً مطبعياً وقع سهواً.. • فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده.. دائم الملاحظات..يدقق على الكبيرة والصغيرة..من كان هذا حاله عذب نفسه.. وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته..لأنه لا يقيم لمشاعر الناس اعتباراً.. يجرحهم بكل سهولة ولا يعتقد أنه قد أخطأ بشيء. • قال الحكماء: احرص على انتقاء كلماتك مع الآخرين.. كما تنتقي أطيب الثمر والورد ولا تجعل كلامك سهاماً جارحة فيكرهك الناس.. • وقالت أمنا عائشة رضي الله عنها وهي تصف حال تعامله صلى الله عليه وسلم معهم:ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط.. إن اشتهاه أكله وإلا تركه..نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء..وقال أنس رضي الله عنه: والله لقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين..ما علمته قال لشيء صنعته: لم فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط.. ووالله ما قال لي أفَّ قط.. • انني لا أدعو إلى ترك النصيحة أو السكوت عن الأخطاء..ولكن لا تكن مدققاً في كل شيء.. تعود أن تمشّي الأمور..كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لاحظ خطئاً على أحد لم يواجهه به وإنما يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا..يعني: إياكِ أعني واسمعي يا جارة. • افضل النقد أن يكون بطريقة غير مباشرة لان الانسان من طبعه العناد فلا يستجيب للنقد المباشر او المواجهة بالاخطاء لشعوره بالانتقاص من الناقد بينما اذا كان بطريقة التمثيل وضرب الامثال يستجيب الانسان ويفكر كثيرا في اصلاح الاخطاء دون أن يعتقد أن أحدا يسيء إليه.