السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فجعت خلال الفترة الماضية بانتقال بعض من رجالات الوطن الى رحمة الله كالدكتور محمد عبده يماني وغازي القصيبي وسيد البيد الشاعر محمد الثبيتي وبهاء عبدالمقصود خوجه واخيراً الكابتن احمد مطر الذي تمثل شخصيته منتهى الانسانية بصرف النظر عن كفاءته الادارية والفنية والتي جعلت الخطوط السعودية في خلال سنواته الاربع عشرة عملاً مضرب المثل وفخراً لكل كابتن طيار أو موظف انخرط فيها. ويؤسفني ان اقولها الآن ان هذا الانسان لم استطع ان اقترب منه اكثر بالرغم من محبتي وتقديري له من بعد وسامح الله بعض اصدقائي الذين هم اصدقاؤه كلما قلت لهم خذوني معكم الى مجلس الكابتن احمد مطر تتدخل الاقدار احياناً في ظروفهم او ظروفي ولا يتم اللقاء مع انهم يعرفون شخصياً اعتذاري لمرافقتهم الى مجالس اخرى لكن ذلك الحب الرباني للكابتن احمد مطر جعل له مكانة في قلبي حتى لو كانت من على بعد. وقد سعيت حثيثاً "للتكفير" عن قصوري الى واجب العزاء في كل الثلاثة الايام التي جرى خلالها العزاء وقد صدقت نبوءتي من خلال تلك الحشود المعزية التي رأيتها تعزي في الكابتن مطر لدرجة ان بعضهم اعرفهم تمام المعرفة انه لا يمتون له لا بصلة قرابة ولا مصاهرة ولا رحم لكنهم جاءوا بما يسمعون عنه من مكارم الاخلاق والاخلاص في العمل والتواضع الانساني الذي يذيب كل الفوارق الوظيفية التي اجتمعت بذلك المرحوم الكابتن مطر والتي كما قال الشاعر بدر شاكر السياب في قصيدته المطر "مطر .. مطر.. يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى" رحم الله الكابتن احمد مطر وادخله نعيم جناته انه سميع مجيب. محمد الفايدي