ناقش الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امكانية فرض حظر جوي على ليبيا لكن الجانبين تمسكا بأن يتم ذلك في اطار تأييد دولي واسع. وفي الوقت الذي يتعرض فيه الرئيس الامريكي لضغوط متنامية في الداخل حتى يقدم العون لمن يقاتلون من اجل الاطاحة بحكم الزعيم الليبي معمر القذافي المستمر منذ 41 عاما قال البيت الابيض في بيان ان اوباما وكاميرون ناقشا "نطاقا كاملا من الردود الممكنة" خلال محادثتهما الهاتفية أمس الاول. وكثفت الحكومة الليبية أمس هجومها على المناهضين للقذافي بالدبابات والطائرات الحربية في غرب وشرق ليبيا مصعدة من جهودها لسحق الانتفاضة مما زاد الضغط على الحكومات الاجنبية للعمل على تفادي أزمة انسانية في الدولة المنتجة للنفط. وتسعى بريطانيا وفرنسا الى استصدار قرار للامم المتحدة يجيز فرض حظر جوي على ليبيا لشل قدرات طائرات القذافي ومنعه من نقل القوات جوا. ولا تؤيد روسيا والصين اللتان تملكان حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن التابع للامم المتحدة هذه الفكرة. كما يجتمع وزراء دفاع الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي يومي الخميس والجمعة لبحث الخيارات بشأن ليبيا. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء ان اي حظر جوي فوق ليبيا يجب أن يحظى بتأييد دولي وألا يكون جهدا تقوده الولاياتالمتحدة. وقالت كلينتون لقناة سكاي نيوز حينما سئلت عن منطقة حظر الطيران فوق ليبيا "نريد أن يؤيدها المجتمع الدولي." واضافت قولها "اعتقد انه من المهم للغاية الا يكون هذا جهدا تقوده الولايات المتجدة لان هذا ياتي من شعب ليبيا نفسه. هذا لا يأتي من الخارج هذا لا يأتي من بعض القوى الغربية او دولة ما في الخليج تقول: هذا ما يجب ان تقوموا به." وفرضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا منطقة حظر طيران فوق العراق في الفترة بين حربي الخليج الأولى والثانية كما فرضها حلف شمال الاطلسي في البوسنة في الفترة من عام 1993 إلى 1995 وخلال الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي على صربيا بسبب كوسوفو عام 1999 . وكانت البوسنة هي الحالة الوحيدة التي ايدها قرار محدد من الاممالمتحدة. وجاءت تصريحات كلينتون عن الحظر الجوي متوافقة مع تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي قال أمس ان فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا ممكن عمليا لكنه يحتاج الى اساس قانوني واضح. وقال الوزير للصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن "انه امكانية واقعية وممكن عمليا." واضاف "ينبغي ان يكون له اساس قانوني واضح.. ينبغي ان يحظى بالتأييد الدولي اللازم.. تأييد واسع في المنطقة نفسها... واستعداد للمشاركة فيه." وسيعمل الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء البريطاني على التخطيط لعدة خيارات منها مراقبة ليبيا بطائرات تجسس والمساعدات الانسانية وفرض الاممالمتحدة حظرا على السلاح ومنطقة حظر جوي. وقال البيت الابيض في بيان "اتفقا على ان الهدف المشترك في ليبيا يجب ان يكون انهاء فوريا للوحشية والعنف ورحيل القذافي عن الحكم في اسرع وقت ممكن وانتقالا للسلطة يلبي طموحات الشعب الليبي من اجل الحرية."وصرح كاميرون في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي بأن التخطيط مطلوب اذا رفض القذافي التنحي. وقال "اعتقد الان انه يجب علينا ان نستعد لما قد يتعين علينا فعله اذا استمر في أعماله الوحشية في حق شعبه." وبينما يتعرض أوباما للانتقاد لتبنيه سياسة مغالية في الحذر بشأن الاضطرابات في ليبيا تحجم ادارته عن التورط في صراع جديد بينما مازالت القوات الامريكية في العراق وأفغانستان ومادامت أهداف الجماعات المناهضة للقذافي غير واضحة. وشاركه في هذا الحذر السناتور الجمهوري ريتشارد لوجار وله صوت مؤثر في السياسة الخارجية والذي حذر بشدة من التدخل العسكري الامريكي في ليبيا حتى وان كان ذلك لمجرد اقامة منطقة حظر جوي. وتساءل لوجار قائلا في بيان "من هم هؤلاء الذين نريد ان نساعدهم؟" مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة لا تعرف تحديدا من يقاتل مع وضد القذافي وان اي تدخل امريكي قد يقلب المشاعر ضد الولاياتالمتحدة في المنطقة وسيكون على الكونجرس الامريكي اعلان حرب. ودعا السناتور الديمقراطي جون كيري وهو مقرب من اوباما الولاياتالمتحدة لاعداد منطقة حظر طيران فوق ليبيا وروج لفكرة قصف مدرجات الطائرات الليبية لاعاقة طائرات القذافي.كما كان السناتور الجمهوري جون مكين من أشد مؤيدي الحظر الجوي وتساءل لماذا يقاوم أوباما الضغط الداخلي المتزايد من أجل فرض الحظر. قال مكين لرويترز بعد اجتماع لمجلس الشيوخ ناقش الموقف في ليبيا "الناس يموتون. الحقائق واضحة للغاية."