يواصل مهرجان جازان الشتوي في نسخته الثالثة فعالياته تحت عنوان «جازان الفل.. مشتى الكل»، والذي كان قد انطلق في الثالث من فبراير (شباط) الجاري بالأوبريت الوطني «أرض وملك»، بحضور الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان، ليستمر 45 يوما. ودعا أمير المنطقة أبناء السعودية إلى زيارة جازان والاستمتاع بما تمتلكه من المقومات الطبيعية والسياحية والأجواء الربيعية السائدة هناك خلال هذه الفترة من العام، والتعرف على هذا الجزء من البلاد. وأكد أمير منطقة جازان حرص الجميع على تميز المهرجان من عام لآخر لتحقيق الأهداف المرجوة منه في التعريف بتراث المنطقة وما تزخر به من مقومات جعلتها في مصاف المناطق السياحية. محمد إبراهيم يعقوب، مؤلف الأوبريت قال ل«الشرق الأوسط» إن الأوبريت الوطني الذي يحتوي لوحات فنية، يجسد الحب والعشق للوطن في المقام الأول ويمثل فرحة كبرى بسلامة قائد المسيرة، وهو أيضا يبرز ثقافة منطقة جازان وتراثها الغني. وأضاف أن الأوبريت يحتوي على عدد من اللوحات، إذ تتغنى اللوحة الأولى بالوطن الكبير المملكة العربية السعودية، ثم أربع لوحات عن جازان السياحة، وجازان الاقتصاد، وجازان التعليم، وجازان الإنسان، ولوحة عن أمير التنمية وعاشق جازان «الأمير محمد بن ناصر» أمير المنطقة، ولوحة فنية عن «ملك القلوب» خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ثم لوحة ختامية. ومن ضمن اللوحات الفنية التي عرضت في الأوبريت الذي لحنه الفنان طلال باغر وأداه الفنان محمد عمر والفنان أنس الخالد، وأخرجه فيصل يماني: «تدري أكثر شي ما نقدر نقوله.. أنك أقرب من ملك.. أنت تملك في قلوب الناس دولة.. وفي الحنايا منزلك.. طيبتك ما تُحتمل.. هيبتك ما تُحتمل.. غيبتك ما تُحتمل.. إحنا في غيابك مدينة غادروا سكانها.. إحنا في غيابك سفينة تنتظر ربانها.. يملك شعبه جيله.. يا أعز الناس هامه.. يا حبيب الشعب كله ألف لا باس والسلامه». وقال يعقوب: «عند كتابة هذا العمل راجعت كتبا تاريخية وجغرافية لاستيعاب منطقة جازان بتراثها وثقافتها وفنونها الشعبية ومفرداتها وذلك لأن المنطقة تزخر بإرث ثقافي كبير ومعالم سياحية متميزة وكل ذلك تم إدراجه ضمن العمل الفني». من جانبه قال ل«الشرق الأوسط» شجاع بن محمد بن ذعار مدير عام التربية والتعليم بمنطقة جازان، رئيس لجنة الحفل الرئيسي للمهرجان إن «الأوبريت يجسد في مجمله اللحمة الوطنية الكبرى لوطننا الغالي المملكة العربية السعودية إلى جانب التعريف بالتطورات المتلاحقة التي شهدتها منطقة جازان والنهضة التنموية التي تعيشها عبر لوحات فنية وشعبية». وأشار إلى أن تسجيل الأوبريت والأعمال الفنية تمت وفقا لأحدث التقنيات، لافتا إلى أن المسرح الرئيسي للحفل تم تجهيزه بشكل مغاير للمهرجانات السابقة، حتى يتيح للحضور مشاهدة القرية التراثية والبحر والألعاب النارية المصاحبة إلى جانب الحفل المسرحي الكبير. إلى ذلك أعرب رستم الكبيسي، مدير جهاز هيئة السياحة بجازان، ل«الشرق الأوسط»، عن توقعاته بتحقيق المهرجان أكثر من نصف مليون زائر، يضخون نحو 70 مليون ريال، مشيرا إلى أن الاستعدادات تمت منذ وقت مبكر، برئاسة اللجنة العليا للسياحة، وعدد من الدوائر الحكومية والتعليمة، مضيفا أن اللجنة حرصت هذا العام على أن تكون هناك فعاليات أقوى وأفضل من الأعوام السابقة. وبين مدير جهاز السياحة بجازان، أن المهرجان يشمل نحو 110 من الفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية والكرنفالات وبرامج الأسرة والطفل، كما تضم الفعاليات عروضا للألعاب النارية، والنحت على الرمال، ورحلات بحرية، وعروضا للمسرح الكوميدي، ومسرحية نسائية، إلى جانب المعرض الفوتوغرافي، والمرسم الحر، ومسابقات مع الأقزام، فضلا عن عرض شخصيات كارتونية، وعروض طيران المناطيد، وغيرها من الفعاليات لشباب وأفراد العائلة. من جانبه قال المهندس عبد الله بن محمد القرني أمين منطقة جازان، إن الأمانة شريك رئيسي في كافة الأعمال المساهمة في وذلك بإنشاء مشروعات البنية التحتية والمساهمة المباشرة وغير المباشرة في مشروعات القرية التراثية وتوفير مواقع ترفيهية وحدائق عامة وأعمال التحسين والتجميل وتزيين أعمدة الإنارة والمجسمات الجمالية. وبين أن تلك الأعمال تندرج ضمن منظومة عمل الأمانة المتكاملة في منطقة جازان والتي تشهد نهضة متميزة، مشيرا إلى مشروعات الواجهات البحرية بالكورنيش الشمالي والأوسط والتي يجري العمل على تنفيذها حاليا والتي ستمثل نقلة نوعية متميزة لجازان إلى جانب مشروعات الحدائق العامة و«الممشى» وساحة حي الصفا والعديد من المشروعات الأخرى. أحمد القنفذي، أمين عام غرفة جازان التجارية الصناعية، قال إن الغرفة سعت إلى إيجاد رعاة من داخل المنطقة وخارجها للمهرجان، مشيرا إلى أن الباب لا يزال مفتوحا لمن أرد المشاركة في الرعاية، وأضاف أن الغرفة التجارية أمنت الرعاة، واستقطبت شركة لإقامة الفعاليات والترفيه للكبار والصغار، إضافة إلى سوق متكاملة ودعم مالي للمهرجان. وأكمل القنفذي بقوله إن المهرجان يهدف إلى استقطاب المستثمرين إلى المنطقة، لإقامة مشاريع استثمارية مختلفة من فنادق وشقق مفروشة وغيرها، وفي الوقت نفسه تعتبر منطقة جازان من المناطق الأكثر دفئا في السعودية. ومن ضمن فعاليات المهرجان كرنفال شارك فيه نحو ألف شاب وطفل، يمثلون مختلف محافظات المنطقة، وتضمن العديد من الفقرات التي تحكي قصة حب أبناء المنطقة لبلادهم وقيادتهم، وسعادة أبناء المنطقة بسلامة مليكهم من العارض الصحي الذي تعرض له وشوقهم لعودته في أقرب وقت. واشتمل الكرنفال على العديد من الفعاليات كالعروض واللوحات التراثية والشعبية التي تبرز تراث المنطقة وفنونها الشعبية والأزياء وما تميزت به المنطقة من حرف وأعمال يدوية في مجالات الزراعة والصيد والغوص وتجارة اللؤلؤ والأدوات المستخدمة في تلك الحرف وليلة الزفاف في جازان. كما اشتملت المسيرة الكرنفالية على عروض للسيرك والشخصيات الكرتونية والسيارات المعدلة وألعاب نارية أضاءت سماء القرية التراثية وسط أهازيج الفرح والسرور وتفاعل الحضور مع فقرات الكرنفال. وبالعودة إلى الشاعر محمد بن إبراهيم يعقوب، وهو أيضا المشرف العام على المسابقة، فإن مجلس التنمية السياحي بمنطقة جازان ينظم مسابقة «ليالي الشعراء» ضمن برامج مهرجان جازان الشتوي الثالث بمسرح نادي جازان الأدبي. وأضاف أن المسابقة تتضمن تصفيات تأهيلية بمشاركة 24 متسابقا على مدى ثلاثة أيام يتأهل منهم عبر لجنة التحكيم 6 متسابقين للحلقة النهائية يوم الأربعاء المقبل والتي ستكون برعاية الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان بمسرح جامعة جازان.