لا أدري لماذا تكثر زوجاتنا طلباتهن في شهر رمضان حتى يخرج الواحد منا في نهاية الشهر وجيبه صفر اليدين وكان الله في عون ذوي الدخل المحدود من الموظفين حيث لا يدري الواحد منهم أين يصرف راتبه وكيف يفي بطلبات رمضان التي لا أول لها ولا آخر فالزوجة كل ما يهمها هو أن تقدم لزوجها قائمة طويلة عريضة تشمل طلبات رمضان المهلبية والكستر وقمر الدين والسوقدانه وسفر إلى جانب طلبات البيت المعتادة من أرزاق فلا يمتلك الرجل إلا أن يرسل تنهيدة حارة فتجيبه بكلمة مهدئة معليش يا أبو فلان كل عام و أنت بخير ومن عندنا غيرك يحقق رغباتنا ويذهب أخونا في الله إلى البقالة ويحضر هذه الطلبات وربما يقيدها على الحساب ويا ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد وكفى لكن الذي يزيد الطين بلة أن الزوجة لا تفكر في أدوات المطبخ وقدوره وصحونه وبهاراته إلا في رمضان ذلك لأن رمضان في نظر السيدات جديد في جديد فلا بد من تجديد البوتاجاز ولا بد من تجديد الموكيت وتنجيد الكنب و تبديل الستائر وأبواب ونوافذ المنزل لا بد أن يشمل ذلك غرفة النوم وغرفة الصالون هذا هو رمضان في عرف السيدات هذا هو رمضان من منظور ربات البيوت في أيامنا ويا ويل الزوج ويا ظلام ليله لو أنه قصر في شيء من هذه الطلبات لتحولت الحياة بقدرة قادر شراً ونكداً وخصاماً ووسم الزوج بالتقصير ومن هنا قسم رمضان إلى ثلاث أقسام الثلث الأول منه مرق والثلث الثاني خرق والثلث الأخير قلق.. ويعنون بالمرق "الأكل والشرب وما يحتاجه البيت من طلبات لا نهاية لها ..ويعنون بالخرق الكسوة التي تشمل الصغير والكبير والخدم والحشم حتى أطلق على هذه الأيام موسم الخياطين حيث ترتفع أجورهم إلى الضعف وكان الله في عون رب الأسرة إذا كان موظفاً مستور الحال وقيل في المثل المرأة والطفل الصغير يرون الأب على كل شيء قدير ويعنون بالقلق أن الناس وكافة الأسر تعيش هذه الأيام قلقاً حتى لا تكاد تستقر في البيت من شدة المشاوير فمرة للسوق وأخرى للمنجد وثالثة للحلقة والسوبر ماركت كل ذلك استعداداً للعيد السعيد البيوت كادت تمشي كلها كخلية النحل من شدة الحركة والتنسيق لإخراج شكل البيت بأسلوب جيد يجلب الأنظار هذا هو رمضان كما أراده الناس بينما رمضان في الإسلام كما أراده الله سبحانه وتعالى منقسم إلى ثلاث أقسام الثلث الأول منه رحمة والثلث الثاني منه مغفرة والثلث الأخير منه عتق من النار.. هل أدرك الناس هذه المعاني نرجو ذلك والله الموفق.