سيطرت حالة من الذهول والصدمة على الجماهير السعودية بعد الخروج المرير والمحزن المنتخب السعودي من بطولة كأس أمم آسيا 2011 والمقامة فعالياتها حاليا بدوحة قطر إثر الهزيمة التي تعرض لها الأخضر السعودي أمام نظيره الأردني 0/1 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس آسيا 2011 المقامة حاليا في قطر.. وأيضا المباراة التي قبلها أمام المنتخب السوري والتي خسرها بهدفين لهدف يتيم. وأعربت الجماهير السعودية عن عدم رضاها عن المستويات التي قدمها منتخبهم في هذه البطولة وأيضا البطولة السابقة وهي خليجي 20 والتي أقيمت في اليمن والتي اكتفى فيها المنتخب السعودي بالوصافة.. وأيضا ما قبل ذلك الخروج من التصفيات الموصلة إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا رغم أن التأهل لم يكن صعبا.. مؤكدين عدم قناعتهم بمستوى عدد كبير من اللاعبين الأساسيين وطريقة اللعب التي انتهجها الجهاز الفني وصبوا جام غضبهم على ياسر القحطاني وباقي زملاؤه اللاعبين. وطالبت عدد من الجماهير باستقالة جماعية و التغيير في الجهازين الفني والإداري واللاعبين. وقال أحدهم حان الوقت للتصحيح ومن ليس قد هالمسئولية فليرحل غير مأسوف عليه. وقال آخر لم أكن أتوقع بل لم يكن يتوقع أقل المتشائمين في مباراة منتخببنا السعودي أمام المنتخبين الشقيقين السوري والأردني في التصفيات النهائية بكأس آسيا المقامة في الدوحة أن يخسر الأخضر بهذه النتيجة وبهذا المستوى السيئ نظرا لوجود فارق كبير بين المنتخبين مع احترامي وتقديري لهما والمنتخب السعودي من حيث التاريخ المشرف في هذه البطولة ولكون المنتخب السعودي يملك لاعبين مميزين داخل وخارج تشكيلته. وعللت بعض هذه الجماهير أن الكره السعودية تملك لاعبين مميزين مثل إبراهيم غالب ومحمد نور وعبدالرحمن القحطاني وغيرهم من النجوم يستطيعون خدمة الأخضر أفضل من عدة لاعبين احتياط بفرقهم ويمثلون المنتخب في التشكيل الأساسي . وحملت بعض اللاعبين خصوصا أصحاب الخبرة الكافية عدم ظهورهم بالمستوى المأمول منهم وقد ضخمهم الإعلام السعودي على أنهم أساطير للكره السعودية وهم لا زالوا يركضون في المعشب الأخضر وان هذا ربما يندرج تحت التخدير الإعلامي والتطبيل للاعب وناديه على حساب المنتخب. وأعتبر المشجع أصيل أحمد أن كل هذا نتاج طبيعي لما يحدث في الدوري المحلي من مشاحنات وشد وجذب وتنافس خارج الميدان في الإعلام السعودي والخاسر الأكبر أسم الوطن والمنتخب السعودي. أما المشجع بشار عبدالله فقال أن خروجنا اليوم ليس لأننا الأسوأ، بل لأننا الأبعد عن الإصلاح الرياضي فما المانع من الشروع فعلاً ب(الإصلاح) الرياضي. وراهن عاطف السلمي أن الخسارتين من سوريا والأردن والمستويات المتواضعة في البطولة الآسيوية لم تكن بسبب العامل البدني بل بسبب العامل النفسي في كرة القدم، ليس هناك ما يسمى بالمنطق فالمنطق كان يقول إن قطر ستعبر الأوزبك، وأن اليابان ستتعدى الأردن، وأن السعودية ستتجاوز سوريا.. ولكن فشل المنطق في الميدان، ونجحت العوامل الأخرى الفنية والإدارية والنفسية والتراكمية.. أما آخر فقال يخطئ من يعتقد أن بيسيرو كان السبب الوحيد.. فالروماني تيتا فاليريو مدرب المنتخب السوري جاء لسوريا قبل شهر، ويستحيل عليه أن يغير من شكل الكرة السورية بشكل جذري.. تماما كما أن ناصر الجوهر مدرب مرحلة قد تؤتي ثمارها، ومضى قائلا بيسيرو (سبب)، لكنه ليس كل القضية وقبله أنجوس، وباكيتا، وفنجادا، وكالديرون، وفاندرليم والقائمة تطول كلهم (أسباب)، لكنهم ليسوا وحدهم فاللاعبون لم يقدموا ما عليهم. من جانبه قال أحمد عسيري مشكلتنا الأزلية أننا نتدخل في كل صغيرة وكبيرة في عمل المدرب حتى في (موائد الحواشي) العرضية.. هل كان المدرب يحضر ليكون (كبش) فداء عندما تأتي أوقات (تطير) الرؤوس فيها.. لم نتأهل لكأس العالم الأخيرة، وقيل لنا إن الحكام (ظلمونا) حينها طارت كوريا الشمالية بحلمنا 53 عاما، مر علينا فيها 44 مدربا، بمعدل مدرب كل عام ونصف تقريبا.. من يعتقد أن أزمتنا مع المدربين وليدة (فشل) مؤقت، غلطان .. ومن يعتقد أن مشكلتنا (فنية) أيضا غلطان.. ومن يجزم بأنها (إدارية) أيضا ستين ألف غلطان.. ومن يرى أن دورينا ما زال الأقوى (عربيا)، يغالط نفسه ومن يرى أننا (بلا مشاكل) تماماً، غلطان. فيما قال سلطان الشريف هناك من يصفي حساباته على حساب (الوطن).. والدليل ما يحدث في الإعلام السعودي سواء المقروء أو المرئي.. ولكن سؤالي الأكبر ماذا سنفعل خلال السنوات المقبلة؟. فيا هل ترى كم (بيسيرو) سيطير.. ولكننا سنظل مع الوطن الغالي.