قالت مصادر في مدريد أن إسبانيا طردت دبلوماسيين روسيين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للاشتباه في تورطهما في أنشطة تجسسية. وردت روسيا بطرد دبلوماسيين إسبانيين الأسبوع الماضي، وفق ناطق باسم وزارة الخارجية الإسبانية. ولم يعلق الناطق على التقارير التي أفادت أن الدبلوماسيين تورطا في أنشطة التجسس الصناعي. ويأتي الخلاف الدبلوماسي بين البلدين قبل احتفال روسيا ب "عام إسبانيا" واحتفال إسبانيا ب "عام روسيا"، وهما نشاطان ثقافيان ينظمهما البلدان.وقالت صحيفة البايس الإسبانية إن الحكومة الإسبانية لم تشأ نشر هذا الخبر في وسائل الإعلام الشهر الماضي لأنها لم ترد التأثير سلبا على الحدثين الثقافيين المقبلين. وقال ناطق باسم الخارجية الإسبانية إن الدبلوماسيين طردا من البلد بسبب تورطهما في "أنشطة تتعارض مع وضعهما الدبلوماسي" وهو التعبير المستخدم في الأعراف الدبلوماسية.وأضاف قائلا إن الحكومتين اعتبرتا الحادث "منتهيا" وعملتا على تعويض الدبلوماسيين المطرودين بآخرين. وقالت البايس إن الدبلوماسيين الإسبانيين المطرودين يوم الجمعة الماضي هما الملحق السياسي والسكرتير الأول في سفارتها بموسكو.وأضافت أن هذه الحادثة تعتبر أخطر حادث من نوعه تتعرض له علاقات البلدين منذ استئنافها عام 1977 في أعقاب موت الجنرال فرانشيسكو فرانكو. ورغم الخلاف الدبلوماسي بين البلدين، فإن زيارة وزيرة الخارجية الإسباني ترينيداد خيمينس ستمضي قدما يوم 17 ينايرالمقبل. وكانت بريطانيا طردت في وقت سابق دبلوماسيا روسيا وردت موسكو بطرد دبلوماسي بريطاني.،حيث تبادل الدولتان طرد الدبلوماسيين خلال ديسمبر الجاري حسبما أعلنت الخارجية البريطانية حينها .وجاء في بيان لوزير الخارجية البريطاني وليام هيج "في العاشر من ديسمبر طلبنا من سفارة روسيا في لندن ابعاد احد افراد طاقمها في بريطانيا".وأضاف البيان "جاء هذا الطلب كرد فعل على الادلة الدامغة حول أنشطة اجهزة المخابرات الروسية ضد المصالح البريطانية". وتابع البيان "ردت روسيا في 16 ديسمبر وطالبت برحيل احد أفراد طاقم سفارتنا في موسكو، ونحن نعتبر انه لا يوجد اي اساس لهذا القرار". واوضح انه "تم استدعاء الشخصين", وقال ان بريطانيا تبقى "منفتحة على علاقة مثمرة مع روسيا مثل مع اي دولة اخرى على اساس احترام القوانين البريطانية". ورفضت وزارة الخارجية البريطانية إيضاح اسباب طرد الدبلوماسيين، لكنها تأتي بعد اعتقال الشرطة البريطانية مطلع الشهر الجاري الروسية كاتيا زاتوليفيتر التي تعمل مساعدة برلمانية لاحد النواب وتتهمها السلطات بالتجسس. يذكر العلاقات بين موسكوولندن شهدت خلافات بشأن ترحيل اندريه لوجوف المشتبه الرئيسي في اغتيال الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو عام 2006 في لندن. يذكر أن أعلن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف هدد في موضوع آخر أن بلاده ستتخذ "تدابير" لتمكين صواريخها من اجتياز الدرع الصاروخي الاوروبي. وأضاف أن موسكو ستقدم على هذه الخطوة في حال فشل المباحثات المتعلقة بإنشاء نظام دفاعي موحد يحمي القارة الأوروبية بما فيها روسيا.وأكد سيرديكوف أن بلاده مستعدة لاقتسام مسؤولية إنشاء نظام دفاعي أوروبي، مضيفا في لقاء تلفزيوني "اقترحنا تقاسم المسؤولية وروسيا تريد الاشتراك في النظام الدفاعي الأوروبي المضاد للصورايخ على أساس التكافؤ". وكان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أعلن في وقت سابق أنه في حال وصول المباحثات إلى طريق مسدود ستضطر روسيا لاتخاذ قرارات بشأن نشر أسلحة هجومية جديدة على أراضيها. وكان زعماء قمة لشبونة للدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي (الناتو) اتفقوا في نوفمبر الماضي على اقامة منظومة للدفاع الصاروخي تغطي كافة الدول الاعضاء في الحلف. وسيغطي الدرع الصاروخي المقترح أعضاء الناتو في اوروبا وأمريكا الشمالية.وتعتبر منظومة الدفاع الصاروخي نقطة خلاف رئيسية بين الناتو وروسيا.وفي اكتوبر الماضي طلبت الخارجية الروسية "إيضاحات" بشأن الدرع الصاروخي. وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي "علينا أن نفهم بشكل صحيح ودقيق ما هو (الدرع الصاروخي الأوروبي) التي يريد الناتو إنشاءها، وخاصة تركيبتها المحتملة والمهام المفترض القيام بها بواسطة هذه المنظومة".