أينما تتجه الرياح يسلكون خلفها راكضين دون أن يدركوا أي نوع من التيار يأخذهم ؛ عقولهم فارغة من خفتها تتطاير مع الرياح النكرة؛ بمليون رأي تجدهم لا يستطيعون الثبات على شىء بسبب هزة الرياح القوية التى حولت عقولهم الى هاوية صماء إن طرقت على أبوابها تسمع صدى التكرار يرن بين كل الأركان يدهشك آمرها ولا تعلم لها مصدر صوت واحد , تتحدث إليهم محاولا أن تفهم مسلك تفكيرهم الى أي اتجاه ! ولكن لا جدوى تجدهم يختلفون كاختلاف الوقت وتنقل عقارب الساعة ؛ تسمع منهم أحلى الردود ولكن سرعان ما تتبدل آراءهم مع التيار و ينكروا ماقالوا بالتكذيب الساخط ؛ أحيانا يتكلمون كأصحاب العقول والمنطق والى جانب ذلك تقتبس في كلامهم كل معاني التفهات والالفاظ السوقية . مهمتهم اختلاق المبررات و بشتى الطرق يبحثون عن اكاذيب عدة باجتهاد حتى تبرئهم وتراهم على صواب ؛ يشعرونك بإنهم ضعفاء لا حول لهم ولا قوة حتى ينالوا منك مرادهم ؛ هولاء أناس لانصنع لهم معروفا ولا نقترب نحوهم لأن عقولهم قد غدت وغابت وبالتالي نسوا دينهم الذي هو رشدنا ومثل أخلاقنا الحميدة , وإذا ضاعت كل المبررات لديهم وشعروا إنهم قد غلبوا على أمرهم استعانوا سريعا وبقمة الإستخفاف بدينهم الى الحلف بالله وهم كاذبون , لا يفكرون سوى في الشهوات هاجرون صلاتهم وأمام الناس تراهم مجتهدون كالمنافقين ؛ الشكوك والظنون تلازمهم دوما لأن الشيطان يقودهم ويوسوس لهم في عقولهم ؛ يشعرون بأنهم منبذون من كل الناس ! وأن كل من حولهم مخطئون وهم فقط وحدهم عقلاء ! وإذا جادلتهم بعنف على الصواب أصبحت في نظرهم من فئة الإعداء ؛ يخطئون في حق الغير وعند المواجهه يتهربون كالجبناء ؛ يخشون النقاشات الحادة ويختبئون في أوكارهم ويتركون الأمر لغيرهم ينوب عنهم ؛ خيالهم واسع جدا يألفون منه قصصا وروايات و يخدعون فيها الناس؛ ربما أنتابكم الشوق لمعرفة هذه الفئة من البشر التي انتزعت منهم كل سمات العطف والرحمة ؛الشيطان لوث دمهم عندما سلك طريقه في دمهم وجعلهم مدمنين على جرعات التهلكة التي حرمها الله على عباده ؛ غواهم بها واخرجهم من دائرة الإنسانية وحولهم أشباح ينفر منهم الجميع ولا يخاويهم سوى الذي مثلهم ؛ ونهاية حياتهم تنتهي دوما على أرصفة الطريق أو دورات المياه ؛ عسى الله يهديهم من الاثم القاتل " الحشيش والمخدرات " ويجعلهم مدمنين على طاعته وعبادته ؛ الكثير من الأهالي وقعوا واأنخدعوا في تقيمهم لهولاء الأشخاص وفلذات أكبادهم دفعوا ثمن جهلهم ؛ وأيضا بعض أهالي المدمنين يأخذهم التعالي في أنفسهم فيغمضون عينهم عن حقيقة أبنائهم ! وبدلا من أن يضيع شخص واحد في طريق الهلاك تضيع أسرة كاملة بسبب استهتارهم وإرضاء لكبريائهم ؛ ولكن ماعلينا سوى أن نجهل فئة المدمنين هذه وندعو لهم بالهداية وأيضا نحذر منهم لأن الشيطان يسكن الأماكن الخاوية الفارغة كعقولهم .