الصحافة وسيلة حضارية للتعبير عن الرأي العام، وتنوير وتطوير الفرد والمجتمع. ونجاح أية صحيفة يعتمد على عدة عوامل منها الالتزام بالموضوعية والمصداقية في نقد السلبيات الإدارية والاجتماعية، واستقطاب الكتاب المتميزين الملتزمين بأخلاقيات الصحافة وأهدافها السامية في خدمة الصالح العام.وفي صحافتنا الوطنية نخبة من الكتاب المحترمين الذين يتمتعون بالحس الأدبي والوطني، ويتفاعلون مع القضايا الأدبية والاجتماعية بالفكر المستنير والأسلوب الجميل. وحسبي أن أخص بالذكر واحداً من نخبة الكتاب المتميزين الملتزمين بأخلاقيات الصحافة وأهدافها السامية، المدركين لأبعاد ما يوحي به الفكر ويسطره القلم.وأعني بذلك الكاتب القدير المتميز الأستاذ محمد صلاح الدين الذي كرس حياته لخدمة الدين والوطن عبر الصحافة الوطنية التي مارسها عمليا منذ نحو خمسة عقود مضت وواصل التعامل والتفاعل مع الصحافة بجهوده وخبرته الثرية وفكره المنطقي ورأيه السديد.وفي الفترة الأخيرة انقطع الأستاذ محمد صلاح الدين عن الكتابة الصحفية لأسباب صحية طارئة شغلت بال المحبين والمعجبين من القراء الذين يتابعون كتاباته الهادفة الشائقة بكل تقدير واعجاب. والأستاذ محمد صلاح الدين كما عرفته شخصية لطيفة محببة بفضل ما يتحلى به من دماثة الأخلاق، والسلوك الراقي المتحضر مع كل من تعامل معه أو زامله في مجال العمل الصحفي فهو صحفي مخضرم، وقد ساهم عمليا في مراحل تطور الصحافة السعودية منذ عهد ما يسمى "صحافة الأفراد" إلى عهد صحافة المؤسسات حيث أصبح عضواً في مجلس ادارة مؤسسة المدينة الصحفية، ويعتبر من أبرز كتاب جريدة "المدينة" ويحظى بتقدير القراء لما تتسم به كتاباته من العمق الفكري، والموضوعية، والاهتمام بما يخدم الصالح العام. وكانت بداية ومنطلق الأستاذ محمد صلاح الدين في مجال العمل الصحفي من جريدة "الندوة" حين كان يملك امتيازها الاستاذ صالح محمد جمال رحمه الله، وكان يتولى شؤون ادارتها ورئاسة تحريرها ويساعده في ذلك أخوه الاستاذ أحمد محمد جمال رحمه الله. وقد وفق الله الأستاذ صالح جمال في حسن اختيار الاستاذ محمد صلاح الدين سكرتيراً لتحرير جريدة "الندوة" وكان ذلك من عوامل تحقيق ما تميزت به جريدة "الندوة" من حيث الشكل والمضمون رغم قلة عدد الصفحات بحكم ظروف الصحف السائدة في ذلك الحين، ولكن تظل القيمة والعبرة بالكيف وليست بالكم. وفي سياق الحديث عن شخصية الأستاذ محمد صلاح الدين لا يفوتني أن أضيف صفة من صفاته النبيلة وهي "الوفاء" وحسبما أذكر أنه منذ فترة مضت أدلى بحديث إلى إحدى المطبوعات عبر فيه عن تقديره لما حظي به من ثقة وتشجيع الأستاذين صالح وأحمد جمال رحمهما الله. ولا شك أن بداية تجربة الاستاذ محمد صلاح الدين في ممارسة العمل الصحفي في جريدة "الندوة" في عهدها الأول مع علمين من أعلام الصحافة والثقافة والأدب بداية موفقة مهدت لخطواته الناجحة في مجال الصحافة والنشر.ويستدل من صفات شخصية الأستاذ محمد صلاح الدين وثقافته الدينية والأدبية أنه لا يختلف مع الاستاذين صالح وأحمد جمال رحمهما الله في الاصالة والمفاهيم الفكرية الصحيحة والحفاظ على القيم الدينية والاجتماعية.ويجمع هؤلاء الأعلام الثلاثة أنهم من دعاة الخير والحق والإصلاح.وبكل الود والتقدير أزجي التحية مع أطيب تمنياتي للأستاذ محمد صلاح الدين بالشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية إن شاء الله.