كان جمهور الوحدة في السابق يعد هو الحلقة الأقوى في المنظومة الوحداوية و ( يحسب له ألف حساب ) من قبل إدارت الوحدة التي تعاقبت على رئاسة هذا النادي العريق، فلم تكن تلك الجماهير مجرد ( جماهير مدرجات ) تشجّع فقط ، بل كانت تشجّع وتتابع وتعي تماماً واجبها تجاه ناديها، وتتدخل بفاعلية ووفق الطرق النظامية في حال وجود أخطاء مرتكبة تؤثر على مسيرة ناديهم الحبيب، ومن أمثال أولئك الوحداويون الأبطال سعيد الخزاعي وخالد الروقي وعاطي الموركي وعبداللطيف الكويتي وعبدالرحيم خان، كان أولئك المشجعون الوحداويون وغيرهم لا يقبلون أن تمارس أي أخطاء على ناديهم من أي إدارة كانت، وكان الكيان الأحمر بالنسبة لهم ( خط أحمر ) لا يمكن أن يسمحوا لكائنٍ من كان بأن يتجاوزه ويتدخلون بالأفعال قبل الأقوال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إن لزم الأمر وبالطرق النظامية ، فهم يعون بالمثل القائل ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) ، ولهذا كانت إدارات الوحدة على مر تعاقبها تتصرف معهم بكل تقدير وتحسب لغضبتهم ( ألف حساب ) ، ولهذا كان رئيس نادي الوحدة اياً كان يستقبلهم ويستمع إليهم ويلبي طلباتهم ويأخذ بمقترحاتهم في الغالب لعلمه بأن غضبتهم قوية وأنهم ( إن قالوا فعلوا ) ويستطيعون ( زلزلة الأرض ) من تحت أقدامه متى ما فكر هذا الرئيس أن يعبث بمقدرات النادي أو يفرط في أحد مقوماته ، إضافةً إلى أن أولئك المشجعون وغيرهم كانوا يتواجدون بشكلٍ شبه يومي في النادي فيراهم الرئيس ويرونه ولا يتركون كل شاردة وواردة إلا ويعلمون بها ويبدون رأيهم فيها لإيمانهم بأن ( الوحدة للجميع ) وليس أملاكاً خاصة لأحد ، لقد كان نادي الوحدة شغلهم الشاغل و عشقهم الذي لا ينتهي ، وكانت الإدارات التي تعاقبت على رئاسة النادي لا تستطيع تهميشهم أو تسفيه آرائهم بمبدأ ( الباب اللي يجيك منه الريح سده و أستريح ) ، أما جمهور الوحدة الحالي فالعديد منهم للأسف ( جمهور منتديات ) فلا تجد منهم ( غير الكلام ) فقط ، ولا أشكك ابداً بحبهم للوحدة بل وعشقهم له ولكنهم ومع كامل إحترامي لهم ( غير مؤثرين ) ولهذا لا يجدون من يلتفت لهم أو يأخذ بمقترحاتهم ، فالتهميش والتسفيه لأرآئهم هو السمة التي تعاملهم بها إدارة النادي ، وغضبتهم لا تعيرها الإدارة أي إهتمام لكونهم يعلمون تماماً بأنهم ( جمهور كلام ) وليسوا مؤثرين على الإطلاق والكلام ما عليه جمرك ، كما أصبحت إدارة الوحدة تعي تماماً متى ما أخطأت أنها ستواجه ( موجة من الكلام ) فقط وسرعان ما تهدأ وينتهي الأمر ، وما يؤسف له أشد الأسف هو وجود العديد من مشجعي الوقت الراهن ترك تشجيع الوحدة وذهب ل ( تشجيع الأشخاص ) وأعني شخص رئيس النادي فلا يهمه الوحدة بقدر ما يهمه أن فلان يكون الرئيس وهذا في رأيي الشخصي هو أحد أهم أسباب زيادة الإنقاسامات في الجمهور الوحداوي و أهم العوامل التي جعلت هذا الجمهور هو ( الحلقة الأضعف ) في المنظومة الوحداوية ، وكم أتمنى أن يستعيد جمهور هذا النادي العريق هيبته التي كانت ويستيقظ من غفوته التي طالت ، ولن يكون ذلك إلا بالتواجد خلف فريقهم أينما حل و أرتحل والوقوف أمام العابثين وقفة رجل واحد ( بالقول والفعل ) حتى تعلم إدارة الوحدة بأن الجمهور الوحداوي ( الفاعل ) موجود ومؤثر بالفعل وليس بالكلام ، وفي الختام أعتذر لجمهور الوحدة العريق على صراحتي فالحقيقة مرة ولابد من تجرّعها ف ( كلّ مرٍ دواء ) . بين السطور محبو نادي ( ليفربول ) الإنجليزي يرددون مقولة شهيرة ( we will never walk AlOne ) بمعنى ( لن ندعك تمشي وحيداً أبدا ) ، فهل سيدع الجمهور الوحداوي ناديهم يمشي وحيداً ليكون مطمع لكل من أراد العبث به ؟ ويكتفوا بكونهم ( جمهور منتديات ) فقط ؟ ، أم سيتواجدون في ناديهم وخلف فريقهم وبكثافة كما كان يفعل مشجعو الوحدة في السابق فيكونوا مؤثرين وفاعلين ويستعيدوا هيبتهم ؟