بعد صدور قرار التمديد لمجلس إدارة نادي الوحدة لمدة ستة أشهر، أصيب الشارع الوحداوي بل ومكةالمكرمة بأسرها بصدمة كبيرة وخيبة أملٍ عظيمة، ففي الوقت الذي كان الجميع يتهيأ للدخول في معمعة الانتخابات والتصويت للرئيس القادم من خلال انعقاد الجمعية العمومية للنادي والمعلن عنها في الصحف الرسمية وبدأ توزيع الاستمارات على الراغبين في الترشّح لرئاسة نادي الوحدة خلال الأربعة سنوات القادمة واستلام بعض هؤلاء الراغبين لهذه الاستمارات بالفعل وإعداد كل منهم لبرنامجه الانتخابي الذي سيخدم من خلاله هذا الكيان العريق في الفترة القادمة يفاجَؤوا بهذا القرار، وكم كانت سعادة الوحداويين قبل هذا القرار لكونهم سيتمكنون أخيراً من أن يقولوا كلمتهم وأن يختاروا رئيس ناديهم وفقاً لما سيقدمه كل مرشّح من برامج تخدم النادي بعد أن عاشوا سنواتٍ من الضياع وهم يعانون أصناف القمع والوصاية والتهميش والتجاهل، سنواتٌ مريرة وهذا النادي العريق يئن تحت وطأة التفرّد في القرار، فمن تكليفٍ إلى تكليف ومن تمديدٍ إلى تمديد والجمهور الوحداوي يقف موقف المتفرّج فقط ويشاهد ناديه وهو يواصل الانهيار بسبب قرارات فردية من المبتعدين عن الشأن الوحداوي وعن مكةالمكرمة بقلبهم وأجسادهم ومحل إقامتهم، هذا الجمهور الوحداوي الصابر و(المغلوب على أمره ) قد صدم بهذا التمديد (غير المبرر) ولهذه المدة القصيرة وأصيب بالذهول، فبعد أن باتوا قريباً من التحرر من (الوصاية) المفروضة عليهم لسنوات ها هم يرتطمون بواقعٍ مؤلم ويسلبون حقّ اختيار من يترأس ناديهم ويمنعون من حقهم الممنوح لهم بموجب أنظمة ولوائح الأندية السعودية، ولسان حالهم يردد بكل أسىً وحزن (اللهم لا اعتراض)، فأحلامهم قد تلاشت أمام أعينهم وجراح هذا النادي الواقع في العاصمة المقدسة لا تزال تنزف ولن تلتئم طالما يقبع هذا الكيان تحت هيمنة (شخصٍ واحد)، فالتمديد لستة أشهر لن يساهم نهائيّاً في التطور المنشود لنادي الوحدة لعدة اعتبارات ومنها أن نهاية هذا التمديد ستكون في منتصف الموسم القادم وليس من المنطق أن تقام انتخابات لاختيار رئيس للنادي وليس من المنطق أن يوافق الرئيس المنتخب على استلام زمام الأمور (في وسط معمعة الموسم الرياضي)، فهو يعلم أن الكثير من العقبات ستواجهه دون شك وهو يعلم بأن الكثير من الفوضى ستعم النادي بكل تأكيد، وأتساءل كيف ستتم عملية الاستلام والتسليم؟ وكيف سيتم عمل الحسابات الختامية لموسمٍ لم ينتهي بعد؟ ويظل السؤال الأهم مطروحاً ولن يجد له الوحداويون أي إجابة وهو لماذا أرادوها ستة أشهر؟ ربما (وأقول ربما) أنه في حال عدم ترشّح أحد في هذه الفترة (الغريبة) وهذا أمرٌ متوقع حيث سيرفض جميع الراغبين في رئاسة النادي من ترشيح أنفسهم لكونهم سيصطدمون بمعوقات لا عدّ لها ولا حصر وخصوصاً أنهم سيتسلموا زمام أمور النادي في منتصف الموسم الرياضي، وهذا هو المطلوب والمخطط له فحين لا يتقدم أحد في موعد الانتخابات المقرر فلن يكون في الساحة سوى (عبدالمعطي كعكي)، ونظراً لعدم تقدّم أي مرشّح لرئاسة نادي الوحدة فيتم تعيين الكعكي رئيساً لنادي الوحدة (بالتزكية)، وكان الله في عون الجمهور الوحداوي الصابر لنصف قرن. (بين السطور) وردني العديد من الاتصالات الهاتفية من الجماهير الوحداوية التي تود بأن أوجّه عبر هذا المنبر العريق نداءً عاجلاً لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وأن أناشد سموه الكريم بأن يتم إلغاء قرار التمديد والمضي قدماً لعقد الجمعية العمومية في موعدها المعلن عنه في الصحف الرسمية، فهل سيحقق سموه أمنيات هذا الجمهور الصابر؟ [email protected]