لكل منا عادة جميلة يبدأ بها يومه، البعض منا قد يبدأ يومه بفنجان قهوة سوداء وهو يتصفح الجرائد ومنا من يبدأ يومه بالتمارين الرياضية أو مشاهدة النشرة الصباحية على قناته التلفزيونية المفضلة أو الإستماع اليها عبر الأثير، في المقابل هناك من يبدأ يومه بالسب والشتم وربما القتل ..نعم .. القتل هذا ما تفعله بالضبط بعض الصحف الإلكترونية التي انتشرت بشكل مخيف بعد أن أصبح إنشاء موقع على الإنترنت أمراً في غاية السهولة ودون تكلفة تذكر .فكم من شخصية عامة وقعت هي وأفراد عائلتها فريسة لشائعة من الشائعات وفوجئت بنبأ وفاتها أو مرضها أو خلافها مع طرف آخر ربما لم تعرفه يوماً، ومن ثم تطور الأمر ليصبح سباً وشتماً على صفحات الموقع ولنتخيل حال أفراد أسرة فجعت بنبأ مرض أحد أفرادها أو وفاته وقد غادرها قبل ساعات ولن نغفل ذكر المنتديات التي لا تتوانى عن نقل تلك الأخبار المغلوطة مع إضافة القليل من "البهارات" للخبر عدا عن خلطات التفتيح والتسمير والتقشير للبشرة، والإطالة والتكثيف والتنعيم للشعر والتي بسببها تعرضت الكثير من الأوجه للإحتراق أوالتشويه وفقدت الكثير من الرؤوس شعرها الجميل، ترى مالذي يحدث؟ لماذا ينشر البعض ما يضر بالآخرين الذين ربما يبحثون عن حل أو مجرد أمل لحل مشكلة كبيرة في حياتهم؟ هل هناك ما هو ممتع في أذية الغير؟ لماذا يتاجر البعض بالآخرين لتحقيق منافعهم الشخصية ؟ وهل نحن تربة خصبة لنقل الأخبار السيئة والمخيفة لدرجة تجعل الأمر مربحاً ؟! أنا عن نفسي لم أعد أثق بأي صحيفة الكترونية إن لم تكن لها نسخة مطبوعة عدا صحيفة واحدة فقط تميزت في متابعتها للأخبار منذ سنوات طويلة وكانت أول صحيفة الكترونية أثبتت جدارتها وحفرت اسمها في الصخر رغم حجبها لاكثر من مرة. نحن بحاجة إلى آلية لوقف هذه الفوضى الإلكترونية التي تنهش في مجتمعنا دون رحمة، ولو كان الأمر سهلاً لقلت بأن علينا تحديد جميع مواقع الإنترنت ومن ثم مسحها بالضغط على زر الحذف ومن ثم إعادة تصنيفها من جديد تحت ثلاثة عناوين : مفيد جداً ..ومفيد .. وأقل فائدة. كاتبة إعلامية [email protected]