منذ مدة ليست بالقصيرة، امتنعت عن مشاهدة القنوات الإخبارية أو مطالعة الصحف فور استيقاظي من النوم، لأني شعرت بتأثيرها السلبي على نفسيتي ومزاجي وبالتالي على عملي وجودة ما أنجزه خلال اليوم، فقد كانت تشعرني بالضيق وبأن العالم سينتهي خلال ساعات معدودة! لكن نظرا لأن عملي يلزمني بأن أكون على اطلاع دوما، عدت لأتابع أبرز العناوين على استحياء، تاركة التفاصيل لوقت لاحق. لكن المشكلة التي تواجهني مؤخرا هي انتقال تلك العدوى إلى شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت تغمرني بذات الشعور.. المؤلم! فنظرة خاطفة على الخط الزمني أو «التايم لاين» في «تويتر» مثلا تمنحك شعورا بأن الخير قد انعدم وبأن الشر قد استفحل! فعلى تلك الصفحات تقرأ بعينيك عبارات تزلزل كيانك، فيها من التكفير والتلاسن والتطاول والتجريح الشيء الكثير، وكأن تلك الشخوص كانت تنتظر فرصة للانقضاض على الآخر.. باختلاف المبررات التي تراها مشروعة! وماذا أقول في التناقض العجيب الذي يتصف به أصحاب تلك الحسابات الشخصية، فالكلمات عجزت عن الوصف، ف «أحمد» كتب معرفا عن نفسه: «أؤمن بالعدالة والتسامح والأخلاق الطيبة»، لكن المتابع لما يكتب يلاحظ تجريحه المستمر سواء لأصدقائه أو متابعيه، و «مرام» التي تؤمن بأن «الحياة جميلة وتستحق أن تعاش»، لا تنتقي في تغريداتها إلا كل ماهو محبط، أما «سعيد» الإعلامي المعروف الذي كتب عن نفسه «معا لإعلام راق» فقد نذر قلمه ولسانه للصحافة الصفراء . أخيرا أقول: لا يوجد على الإطلاق عصر لم يكتحل بالمشكلات الشخصية أو النزاعات الدولية، وهو أمر طبيعي.. لكن من غير الطبيعي أن نجند أنفسنا لجلد ذواتنا ونقل الإحباطات الحاصلة أو التذكير بها على مدار اليوم! فالانشغال بذلك سيصرفنا عن تحقيق أحلامنا!، فكيف لنفسيةٍ مهترئة أن تحقق شيئا يذكر لوطنها ؟.. أنهي مقالي بهذا التساؤل: هل سيختلف واقعنا إن بادرت الصحف العربية بتزيين صفحاتها الأولى يوميا بأخبار تسر الخاطر؟! ربما. [email protected]