مقاطع من قصيدة نقوش على بوابة المصمك قصيدة الشاعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي لا تعجبي إن قلت انك في دمي=فأنا وأنت الى العقيدة ننتمي طيفان يلتقيان في جنح الدجى=وينوران رؤى المساء المظلم من أين هذا الخصب من أم القرى=من بيتها من باب دار الأرقم من ذلك الجبل الذي انطلق الهُدى=من غاره من فضل رب منعم من حكمة الرجل الذي فُتحت له=بوابة الوحي المبين المحكم أمحمد هو؟ إي وربي إنه=ما زال أهل الحمد غير مّذمم سقطت حصون الجاهلية حينما=لاقى مظاهرها بقلب المحجم وتلا كتاب الله غضا ناظرا=فمحت حلاوته مرارة علقم نشر الهُدى، قلي لي - وقد نشر الهُدى -=ما عذر طاغية ، وحجة مُجرم يا شاهد التاريخ هل أبصرتني=أرقى جبال الذكريات بسلم وبصدق عزمي، استدلُ إلى الذرى=وأرى ملامح أمة لم تهرم وأرى هُنالك أم اسماعيل قد=لجأت إلى الله العظيم الأرحم وأرى الرضيع يفجر الماء الذي=أبقى - على الأيام - قصة جرهم وأرى المدينة تحتفي برسولنا=وتقيم للإيثار أكبر معلم هذي سفائن ذكرياتي لم تزل=ترسو على شطآن بحر القلزم فأرى البطولات التي رسمت لنا=صوراً توضح كل معنى مبهم يا شامُ، هذا الخصب جاء فرحبي=بالفاتحين، ويا عراق ترنمي يا مصر يا أرض الكنانة غردي=وبنعمة الدين الحنيف تنعمي يا شاهد التاريخ، هذي أمتي=وسمت قوانين العلوم بميسم فغُبار ميدان العلوم بخورها=وغناؤها صوتُ الحصان الأدهم نهر جرى من مهبط الوحي الذي=يعطي عطاء الخير للمتوسم ما زال يمنح للعطاشى ماءهُ=عذباً تضلع منه قلب الأصحم وجرت روافده إلى بغدادنا=ودمشقنا وإلى بلاد الديلم وإلى بلادِ سافر خصبُها=وإلى بُخارى والمُحيطِ الأعظمِ يا شاهد التاريخِ، هذي ريشتي=وقفتْ على كفي وقوفَ مُسلمِ وتقولُ: نضدْ بالحروف قلادة=من شعرك الصافي ولا تتبرمِ قُل للذي ظنَّ الثقافة نحلةً=غربيةً في عصرنا المُتعولمِ مهلا فقد أرسلتَ نفسكَ للردى=وشغلت عقلك بالحديث المُبهم إن كنتَ لم تعرف حدودَ ثقافتي=فاقرأ تفاسير الكتابِ المُحكم واقرأ اسانيدَ الحديثِ وما جرى=لمتونِهِ لعلمهِ المتقدمِ واسأل - إذا شئت - ابن حوقل إنهُ=رسم امتداد الأرض رَسْمَ معلمِ واسألْ كتاب ابن النفيس وما حوى=واسأل رئيس الطب وابن الهيثمِ قل للمُكابرِ، وهو يُلقي نظرة=سقمتْ ولولا وهمِه لم تسقمِ أرأيتَ اتعسَ أو اضلَّ من أمرئ=يجني عليه الكبرُ كابن الأيهَمِ صرح الهدى أعلى الصروح مكانة=لولا التألق والشموخ لما رُمي قل ما تشاءُ عن الثياب وحُسِنها=سيظلُ أحسنَها رِداءُ المُحرمِ هذي البلاد قصيدة عربية=فصحى بغير حروفنا لم تنظمِ سكب الإمامانُ الهُدى في أرضها=فجرى الهُدى في قلبها المُستلهمِ سلْ قلبكَ المُشتاق عنها إنهُ=سيُذيعُ سر شعورِه المُستَسلمِ تلك الرياض وتلك طيبة بالهُدى=تَهْمي، ومكة قبلةٌ للمُسلمِ إيقاعُ "مملكةٍ" تسربَ لحنُهُ=فالكونُ من ايقاعهِ لمْ يُحرَمِ هو بالمبادئ واليقين سحابة=في غيثها سرُّ العطاء الأكرمِ إني لأسمعُها تقولُ لمن رعى=أحلامَها، وإليه صارتْ تنتمي بيني وبينكَ يا مُحِبُ وشائجٌ=وحبالُ ود صادقٍ لم تُصْرمِ هذي ثقافتي العظيمةُ منبع=تهفو إليه مشاعرُ المُتعلمِ لم تأتِ من خلفِ البحار، بعجمة=غربية صُبغتْ بوهمِ مُترْجمِ حولي براكينُ المذاهبِ، لم تزلْ=تجتاح عقلَ الحائر المُتشرذمِ وأنا - بحمد الله - أرفعُ هامتي=بعقيدة الإسلامِ فوق الأنجُمِ أسعى إلى الرأي السديد وإنْ يكنْ=في الصينِ أو في الهند دونَ تبرمِ وأرى قضايا المسلمين قضيتي=فأنا الشريك بمَغرَمِ وبمغنَمِ أنا للأصالةِ والثقافةِ موطِنٌ=فكلاهُما كالنَّهرِ يجري في دمي سأظل بالإسلام أرفع هامتي=فقد التزمت له بعقدٍ مُبَرمِ أنا أيها الراعي مُحبتُك التي=منحتك مُهجتها ولمْ تتندمِ فامسَح على رأسي بكفكَ إنني=أهفو إلى عطفِ المُحب المُكرمِ علقْ علي دربي القناديلَ التي=تحمي مشاتلَ نخلي المُتبرعِمِ فالفجرُ يطلعُ بعدَ آخرِ نبضةٍ=في قلبِ عملاقِ الظلامِ الأسحَمِ والحُبُ ينُبتُ بعد أولِ نظرةٍ=تنسابُ في أعماقِ قلبِ المُغْرَمِ والرُمح يثبتُ عند أولِ ركْزَةٍ=والأرضُ تُخصبُ عندَ أولِ موسِم